كِتَابَةْ: رَجْعُ صَدَىً دَاخِلِيْ

 


 

 

عيناها كانتا تحتًرِقَانَ فِي هَوَسِي نجمتان بعيدتان في أُفُقٍ كان يمتَزِجُ فيهِ الرَّيحان بِنالٍ بعيدٍ، بِقَصَبِ "شَرَاقْنِيٍّ" بعيدٍ مُحتَرِقٍ مُنذُ زمانِ الطَّفُولةِ. كُنتُ أقُولُ لها حينّذَاكَ:- لَكِ الشَّوقُ وذلكَ الاحتراق الَّذِي يُؤَجِّجُنِي لحدِّ اللَّا فهم التَّام والهَذَيَانْ.. كُنتُ- وَقْتَذَاكَ- عندما أصحُو صباحَاً أكُنْ فاتِحَاً غِطَاءَ مًلاءَتِي على ذاكَ الاحتراق.. آه.. ندى.. نَدَىْ.. الاحتراقْ.. الاحتِرَاقْ...

أذكُرُ كُنتُ معها.. يدي كانت تقتربُ من يَدِها وكنتُ أقُولُ لها، وقتَذَاكَ، بلهفَةٍ رَاجِفَةْ:- "حا أَشُوفِكْ بِتَيْنْ..؟".. وفي الآنِ-الهُنَا الذي أراهَا فِيهِ أسألُ أيضاً متى أراها؟! إنَّها رَبِيْبَةُ ذاكَ الصَّوتِ المُطَمْئِنِ المُنفَعِلِ بعاطفةٍ حارَّةٍ مُخِيْفَةٍ ومنهَمرَة. كُنتُ، في دَخِيْلَةِ نفسِي، قائِلاً لها آنذَاكَ، مَرَّةً، أو بالأحرى أكثرَ مِن مَرَّاتٍ:- أخَافُ مِنْ حُبِّيَ لَكِ. ثُمَّ، مَعَ ورُغْمَ كُلِّ ذلكَ، تساءَلُت، في دَخِيْلَةِ نَفْسِي، حِيْنَذَاكَ، مرَّاتٍ عَدَدَا، قائلاً: ولماذا لا نكُونْ؟! هل سَتَجْمَعُنَا كلمةُ الأُلُوهَةِ "كُنْ" فَنَكُونْ؟! هل سَتَجْمَعُنَا كلمةُ الأُلُوهَةِ "كُنْ" فَنَكُونْ؟! هل سَتَجْمَعُنَا كلمةُ الأُلُوهَةِ "كُنْ" فَنَكُونْ؟!

الخميس 10:12 ليلاً، 28/12/1985م

khalifa618@yahoo.co.uk

 

آراء