لابد من الديمقراطية وان طال السفر
كلام الناس
*أخذ على البعض كثرة الكلام عن الديمقراطية وكأنها المفتاح السحري لحل كل المشاكل المعلقة، ولهم حق في عتابهم لأن المعاناة التي يواجهونها تجعلهم يشعرون بأن الكلام عن الديمقراطية ضرب من الأحلام الرومانسية.
*لاينكر أحد أنني كتبت كثيراً عن جوانب المعاناة المزدادة سواء عن إرتفاع الاسعار الجنوني للسلع الضرورية أو عن إنفلات سعرالدولار الذي مازال يواصل القفز على كل التوقعات، لكنني أعود وأقول إن كل هذه الاشكال من المعاناة هى نتاج لفشل السياسات القائمة.
*لذلك فإن الوقوف عند الكلام عن مظاهر المعاناة أشبه بمحاولة علاج الصداع أو إرتفاع درجة حررة الجسم بالمسكنات والمهدئات بدلا من معالجة المرض نفسه.
*مهما كانت الممارسات السالبة للديمقراطية فإنها تظل أفضل نظم الحكم التي وصلت إليها البشرية بعد تجارب مريرة دفعت ثمنها الشعوب حتى وصلت إليها، باعتبارها نظام الحكم الأمثل الذي يكفل لجميع المواطنين حقوقهم المشروعة بمافي ذلك حرية العقيدة والعبادة.
*ليس المطلوب أن نخوض ذات التجارب البشرية بما في ذلك تجارب دول ما سمي ب"الربيع العربي"، لكن أيضاً ليس من المعقول الإستمرار في محاولات الإلتفاف على الديمقراطية عبر أحزاب فوقية مصطنعة.
*لابد من مراجعة التعددية الحزبية القائمة لأنها مجرد أجنحة متكسرة، بما فيها الأحزاب والكيانات التي خرجت من تحت عباءة المؤتمر الوطني الذي حذر رئيسه من قبل أن يكون مصيره مثل مصير الإتحاد الإشتراكي السوداني في خواتيم العهد المايوي.
*هذا لايعني إنتظار التغيير حتى تكتمل عمليات الإصلاح الحزبي وإنما لابد من الإسهام في التغير المنشود عبر الحراك الحزبي المؤسسي الديمقراطي مع التركيز على البرامج والخطط المستقبلية.
*لحسن الحظ لدينا تجارب عملية يمكن الإسترشاد بها ولدينا أحزاب وإتحادات مهنية ومنظمات مجتمع مدني راسخة تحتاج لإعادة بناء بعيداً عن تدخل السلطة او هيمنة الزعامات القابضة.
*مرة أخرى أقول : إن الديمقراطية ليست عصا سحرية لكنها نظام الحكم الراشد المجرب في العالم أجمع لتأمين المشاركة الفاعلة في إحداث التغيير لصالح تحقيق السلام الشامل والعدالة الإقتصادية والإجتماعية والحياة الحرة الكريمة لللمواطنين.
noradin@msn.com