لاتسددوا وأكشفوا الأكذوبة
حسن فاروق
13 April, 2013
13 April, 2013
أصل الحكاية
600 ألف دولار مستحقات مالية حكم بها الإتحاد الدولي (فيفا) لصالح مدرب الهلال السابق البرازيلي كامبوس وللاعبه السابق أيضا المحترف النيجيري يوسف محمد ، وقد أمهل (فيفا) مجلس إدارة نادي الهلال 24 ساعة تنتهي اليوم ، وإلا سيعرض المجلس النادي لعقوبات تصل التجميد وخصم النقاط والحرمان من تسجيل المحترفين الاجانب ومن المشاركة في البطولات الافريقية ، وهذا يؤكد من جانب آخر أن تصريحات هاشم ملاح الأخيرة بعدم مسؤولية المجلس تجاه هذه الديون لأنه لايعلم عنها شيئا بعدم وجود مستندات ( عقد) تؤكد ذلك ، هي تصريحات في تقديري للإستهلاك فقط ، ولاعلاقة لها من قريب أو بعيد بالجانب القانوني ، لأن عدم وجود عقد بطرف الهلال لايعني أنه غائب عن الطرف الثاني ( اللاعب والمدرب) ، وبما أن هذا الطرف ( يوسف محمد وكامبوس) هو الشاكي مؤكد أنه تقدم بمستندات تدعم شكواه وعليها أصدر الإتحاد الدولي (فيفا) قراره الملزم بدفع المبلغ .
لذا أمام مجلس الهلال واحد من خيارين إما أن يدفع أو يرفض الدفع ، وفي هذه الحالة عليه تحمل النتائج التي ستترتب علي هذا الرفض ، ورغم خطورة الخيار الأخير ( رفض الدفع) ، إلا أنه في تقديري الخيار الأفضل لأسباب كثيرة أهمها علي الإطلاق أنه سيكشف الاكذوبة الكبيرة التي شغلت الناس سنوات عديدة ( الاموال التي دفعها صلاح إدريس للهلال) ، وسيكشف أيضا أننا عشنا أكبر عملية خداع تمت في تاريخ الرياضة السودانية ( الداعم الأول ، الداعم الاول والأخير ، الداعم الأكبر) ، وغيرها من المسميات التي كانت بوابة عبور للوسط الرياضي ، لتتحول بعد ضمان الوصول والجلوس علي كرسي الحكم إلي ( ديون علي الهلال) ، هل هناك خداع أكثر من هذا؟
وبعيدا عن قدرة صلاح إدريس إثبات هذه الديون من عدمها ، فإن مجرد التفكير في إسترداد أموال وضح بعد ذلك أنها غير موجودة يوضح أن ماجري ويجري في العملية المالية بنادي الهلال يحتاج إلي فتح تحقيق واسع للوصول إلي الحقائق المجردة ، لذا أؤكد مرة أخري أنني من أشد المناصرين لرفض دفع أموال المدرب البرازيلي كامبوس واللاعب النيجيري يوسف محمد حتي لو كان الثمن تجميد نشاط الهلال أو أي عقوبة أخري يمكن تصدر من (فيفا) .
فالسنوات التي عشناها تحت سطوة هذه الأكذوبة تعتبر الأسواء في تاريخ الرياضة السودانية بصفة عامة ، وفي تاريخ كرة القدم علي وجه الخصوص ، والأزمة التي يعيشها الهلال حاليا نقطة من محيط في نتائجها السالبة ، التي ضربت كل أركان العمل الإداري ولم تخلف سوي الدمار والخراب .
أرفضوا التسديد ولاتسعوا لأي جهة لحل الأزمة ، فهي فرصة جاءت علي طبق من ذهب ، ليعرف العالم والذي ساهم عبر عدد من وسائل الإعلام المختلفة وعلي رأسها بعض الفضائيات التي روجت لأكذوبة رجال المال الذين أسهموا في مايسمي بالطفرة التي شهدتها كرة القدم السودانية ، ليقفوا علي الحقيقة المرة ، وليعيدوا قراءة ماحدث ويحدث بصورة أعمق .
أعلم أن الكثيرين يرفضون هذا الإتجاه ، من منطلقات أساسها عاطفي ، ولكن إذا نظرنا إليها من موقع المسؤولية فنحن نحتاج إلي قرار (رفض تسديد مستحقات المدرب واللاعب) بشدة ، علي الأقل تعطينا العقوبة المتوقعة فرصة لمراجعة واقعنا الرياضي الذي أصبحت أبوابه مفتوحة علي مصراعيها ، ليدخل من يدخل ويفرض وصايته ويخرج بعد أن يترك خلفه دمار وخراب لا أول له ولا آخر دون أن يجد من يحاسبه .
أواصل
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]