لاتقتلن أنفسكن في العمل وحده
كلام الناس السبت
*ترددت كثيراً قبل الكتابة إليك، لكنني لم أستطع مقاومة الفضفضة عن ما يجيش في دواخلي بعد أن إكتشفت أنني أصبحت مجرد الة حاسبة في ماكينة مادية لاترحم.
*أعرف أنه لايهم إسمي ولا مكان عملي وأعرف أن قراء كلام الناس السبت لايهتمون بذلك فقد عودتهم على تجنب الإشارة للراسل أو الراسلة بقدر الإهتمام بإلقاء الضوء على القضية الإنسانية المسكوت عنها في المجتمع السوداني.
*لا أدري من أين أبدأ لأنني الان أعاني من الحال الذي وصلت إليه وحدي بعد سنوات من الخدمة العامة التي أمضيتها مخلصة محبة لعملي إلى أن إكتشفت بأن ذلك كان على حساب حياتي الشخصية.
*لم أعد أحس بمن حولي، حتى وسط أفراد أسرتي الذين أتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية تجاههم، فقد تحولت العلاقة التي تربطني بهم إلى علاقة "مادية" لاأكثر ولاأقل.
*لا أخفي عليك فقد تقدم لأسرتي من يريد الزوج مني لكنني رفضتهم جميعاً لسبب مقنع لشخصي على الأقل، لأنني لم أكن أعرفهم عن قرب وخفت الدخول في مغامرة أسرية غير معروفة العواقب.
*تعرف أنني لست وحدي من تعاني من مثل هذه المشكلة فهناك الكثير من العاملات في مختلف مواقع العمل يعانون في صمت وهن يغرقن أنفسهن في دوامة العمل وينسون أنفسهن.
*أنا لاأنتظر حلاً لمشكلتي، لكن كما ذكرت لك في بداية رسالتي وجدت نفسي في حاجة للتنفيس عن دواخلي، ووجدتها فرصة أكتب ل"كلام الناس السبت" لطرح هذه المشكة الإنسانية التي أوشكت أن تتحول إلى معضلة إجتماعية عامة في مجتمعنا الذي يزداد تعقيداً كل يوم.
*أكتفي بهذا القدر من رسالة صاحبة الرسالة التي طرحت هذه المشكلة الإجتماعية التي إنتشرت في السودان رغم المكاسب الكثيرة التي حققتها المرأة السودانية لأنها مازالت حبيسة موروثات تحكمها وتحكم أسرتها.
*في البدء لابد من كلمة شكر مستحقة لصاحبة الرسالة على شجاعتها وصدقها في التعبير عن حال الكثيرات من البنات، وعبرها أقدم هذه الرسالة إليهن جميعاً بمن فيهن اللاتي لم يصلن بعد لهذه المرحلة.
*أعطوا أنفسكن فرصة، دون تفريط في التفاؤل أو المشاعر أو المواقف، خاصة في ظل الظروف الإجتماعية والإقتصادية المعقدة في السودان، صحيح "القبول" مهم لكنه يحتاج لدفع داخلي منكن لإكتمال الدائرة الإنسانية .. حتى إن لم تكتمل مرة لاتقنطن من رحمة الله ولا تنكفئن على أنفسكن وتغرقن في دومة العمل وحده.
noradin@msn.com