لاجدوى من مقاومة الإأرادة الشعبية

 


 

 



كلام الناس

 

 

*لظروف خارجة عن إرادتي لم أعد أكتب بصورة راتبة إنما على فترات مختلفة هنا وهناك، دون أن تحول قيود النشر من توصيل رسالتي في فضاءات الله الواسعة.
*قد تقيدني بعض الإلتزامات بالكتابة في أيام محدودة لكن بفضل الله وعونه لم أتخلف عن متابعة مايجري في السودان وفي العالم من حولي والإنفعال به وتناوله حسب ما يمليه عليه ضميري الأخلاقي والإنساني والمهني.
*أكتب اليوم فيما أتابع بقلق غير محبط ما يجري في السودان بعد ان تفاقمت الأزمات والإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية وإندلاع المظاهرات الشعبية الإحتجاجية خاصة في مدينةالحديد والنار عطبره وتداعياتها التي أدت لإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول بها.
*لاأحد يدرك إلى أين ستمضي وتيرة المظاهرات الإحتجاجية التي إندلعت بصورة عفوية في أكثر من مدينة في السودان، لكن هذا لا يجعلنا نغفل عن الأحداث الأخرى التي ليست بعيدة عن المتغيرات الجارية في السودان.
*تزامنت هذه الإحتجاجات الشعبية الرافضة للإنفلات الإقتصادي الذي سببته السياسات الحكومية القائمة الممتدة لسياسات حكومات الإنقاذ السابقة التي فاقمت الأزمات، تزامنت مع عودة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي رئيس تحلف نداء السودان إلى الوطن، ومع المؤتمر الإعلامي لرئيس الوزراء وزير المالية معتز موسى.
*لم يعد المواطن السوداني ينتظر من الحكومة أي خطوة نحو إصلاح حال السودان الذي تسببوا في كل مشاكله السياسية والإقتصادية والأمنية، كما لم يعد ينتظر من حزب ما أوكيان بعينه حل المعضلات لكنه يتطلع إلى تغييرسياسي جذري.
*مهما كانت الإجراءات الإدارية والأمنية التي لايمل ترديدها رئيس الوزراء وزير المالية فإنها لن تفلح في معالجة هذه الأزمات والإختناقات خاصة وأنها جربت من قبل وفشلت، كما لن تقلح الإتفاقات الثنائية والجزئية الفوقية - مع إستمرار ذات السياسيات الفاشلة - في معالجتها.
*حتى الحديث عن الحل الديمقراطي وحده لايكفي مع غياب الإتفاق على أجندة سودانية قومية تنتقل بالسودان عملياً من حكم الحزب الغالب إلى الحكم الديمقراطي الراشد المسنود بإرادة شعبية موحدة مرتكزة على الإتفاق القومي الذي يحمي التغيير السياسي المنشود.
*إن الوضع السياسي المأزوم لا يحتمل أي مغامرة إنقلابية في ظل وجود قوات مسلحة خارج السيطرة بالمعنى المعروف للقوات النظامية التي من واجبها أن تحمي إرادة التغير لا أن تتغول عيها.
*لاجدوى من مقاومة الإرادة الشعبية التي لا تنتظر أي تنازلات ثنائية فوقية لم تفلح في الحفاظ على السودان ولا في تحقيق السلام الشامل العادل، دعكم من توفير الحياة الحرة الكريمة للمواطنين الذين ملوا عمليات تجريب المجرب وتجرع الويلات بلا طائل.

 

آراء