لا أحد يتعلم من التاريخ
عمر العمر
27 January, 2024
27 January, 2024
من نكد الدنيا علينا تسليط قتلة جهلاء يخوضون حربا بلا دوافع مقنعة وبلا تخطيط يستهدف غايات محددة. النصر لديهم مباهاة في أعداد الضحايا و حجم الدمار. هي حرب لا قاع لها و بلا سقف. حتى بعد عشرة شهور لا حصاد لفوز أو مكسب . مضرموها الجهلة غير عابئين بكم الأرواح المحترقة في أتونها. غير مدركين عذابات الناجين من لهيبها. هراءٌ إن هم تحدثوا عن السلام. افتراءٌ إن هم تكلموا في السياسة. فلا سلام مع الإصرار على التوغل في الدم والهدم. السياسة ليست إدعاء هرطقةٍ أو نباح بكذبٍ صراح داخل غرف الأخبار ، بث رسائل وصور مفبركة و شتائم مقذعة عبر وسائط التواصل. فالسلام في أبسط تعريفاته هو صون أمن شعب ، استقراره ، حقوقه ومصالحه. كذلك السياسة هي فن إدارة دولة على درب التنمية والتقدم.
*****
من نكد الدنيا علينا فرض حرب القادة فيها دمىً بلا إرادة والمقاتلون قطعان جوعى سيقت إلى ما لا تدرك ما إذا هو مرعى أم محرقة! أهي دفاع عن حق أم خوض في باطل ! كل المتقاتلون كومبارس والشعب ضحايا بين موتى ومعذبين وحيارى يعلكون صبر الفرجة على صفيح ساخن. في هذه الحرب الحمقى يتساقط الأموات، تحترق البنايات،تنهب الأملاك ، تُغتصب النساء ويُذل الرجال.لكن لا أحد يتحدث في لغة الأرقام عن قزح الخسائر الوطنية الفادحة في حق الأجيال. جولات الكر والفر لا تصنع انتصارا حاسما أو سلاما دائما. كما لم يعد أي طرف خطة للحرب فإنه لا يملك تصورا متكاملا للنتائج.كلاهما اقتحم تلك الغرفة المظلمة (الحرب)حسب توصيف أدولف هتلر.
*****
من نكد الدنيا علينا كشف هذه الكارثة القومية الماحقة سوأتنا الجمعية؛ من تلك غياب العقل الراشد ، الحكيم الرائد ،السياسي المحنّك صاحب الكاريزما . قديما قال الاسكندر (أعطني خطيبا مفوها وخذ ألف جندي). لكننا نعايش زمن تنابلة العنف ،سماسرة ثقافة الكراهية ذئاب النهب والسلب ،أمراء الإبادة الجماعية. هؤلاء يقاتلون ليس لانهم يستطيعون صنع انتصار بل لأنه لم يعد أمامهم خيار غير الفرار من مواجهة المحاكمة أوالموت. هم يؤثرون حربا لا نهاية لها لأنهم لا يدركون قيمة الوقت . تلك القيمة شكّلت احدى ركائز انتصارات نابليون وفق وصاياه.أما هؤلاء الجهلاء يهدرون أعمار أجيال شعب بأسره. حتما لم يدركوا بعد كم كانو ا أغبياء عندما استرخصوا الحرب على تثبيت السلام الهش. كما كانوا حمقى حينما آثروا أطماعهم على الإنحياز إلى مصالح الشعب.
*****
حتما لا يزال أمامنا فرص للتعايش والعيش الكريم . فالحرب ان بدأت (فتية تسعى بزينتها لكل جهول ....تعود عجوزا غير ذات خليل ) كما يروي عمرو بن معد يكرب . تلك حتمية رهينة بذهاب أباطرة الحرب أكثر من الرهان عليهم. نعم هناك فرص حتمية لبلوغ السلام لكن ليس ثمة فرصة البتة للتسامح في حقوق الشعب والوطن.لكن ينبغي ادراك أن السلام يسبق العدالة.كذلك كما السلام ليس عملا مؤطراً يسهل تحقيقه فان انجازه لا يتم إلا في سياق وفاق جماعي . لكن التوافق الوطني لا يستلزم بالضرورة شرط الإجماع .فالسلام كالحرب له جنود ه، أنصاره ،قياداته وعتاد ه. فأي انتصار عسكري لأي من أطراف الاقتتال-إن حدث- لا يعني وصوله إلى فرض نفوذه على الساحة الوطنية.على نقيض ذلك ينبغي عليه ادراك انه سيدخل فصلا مغايراً من المواجهة مع الشعب لا تقل شراسة. إذ سيجد نفسه منبوذاً مطاردا بلعنات، مطالبات ومساءلات في شأن عمليات التدمير والتقتيل.
*****
على الساسة كذلك ادراك أنّ سوداناً جديداً يتولّد من بين أكداس عذابات الشعب ومن تحت أنقاض المدن المهشمة.فهذه الحرب الرعناء جرّفت الحقل السياسي الموروث برمته . فمن الصعب التيقن ما اذا كانت ثمة شجرة في ذلك الحقل لاتزال قابلة للحياة والإثمار. هناك بذور ، فسائل وشجيرات تنبت من تحت رماد هذه الحرب تتمتع وحدها بمقومات النمو الإخضرار والعطاء. هي وحدها ستصبح محط جهد واهتمام أنصار السلام الجدد وبناة السودان الجديد. هذه مهام لا يجرأ عليها ساسة لم يستطيعوا الوقوف على أرجلهم في وجه أمراء الحرب القذرة.كما لم يمتلكوا جرأة الخروج من العتمة بغية المجاهرة بالمواقف تحت الشمس.هذا زمن القابضين على جمر الحسم لا المتكئين على ردود الأفعال المختبئين خلف كواليس داخلية و دهاليز خارجية .ساستنا نموذج حي على مقولة هيغل(لا أحد يتعلم من التاريخ).
*****
aloomar@gmail.com
*****
من نكد الدنيا علينا فرض حرب القادة فيها دمىً بلا إرادة والمقاتلون قطعان جوعى سيقت إلى ما لا تدرك ما إذا هو مرعى أم محرقة! أهي دفاع عن حق أم خوض في باطل ! كل المتقاتلون كومبارس والشعب ضحايا بين موتى ومعذبين وحيارى يعلكون صبر الفرجة على صفيح ساخن. في هذه الحرب الحمقى يتساقط الأموات، تحترق البنايات،تنهب الأملاك ، تُغتصب النساء ويُذل الرجال.لكن لا أحد يتحدث في لغة الأرقام عن قزح الخسائر الوطنية الفادحة في حق الأجيال. جولات الكر والفر لا تصنع انتصارا حاسما أو سلاما دائما. كما لم يعد أي طرف خطة للحرب فإنه لا يملك تصورا متكاملا للنتائج.كلاهما اقتحم تلك الغرفة المظلمة (الحرب)حسب توصيف أدولف هتلر.
*****
من نكد الدنيا علينا كشف هذه الكارثة القومية الماحقة سوأتنا الجمعية؛ من تلك غياب العقل الراشد ، الحكيم الرائد ،السياسي المحنّك صاحب الكاريزما . قديما قال الاسكندر (أعطني خطيبا مفوها وخذ ألف جندي). لكننا نعايش زمن تنابلة العنف ،سماسرة ثقافة الكراهية ذئاب النهب والسلب ،أمراء الإبادة الجماعية. هؤلاء يقاتلون ليس لانهم يستطيعون صنع انتصار بل لأنه لم يعد أمامهم خيار غير الفرار من مواجهة المحاكمة أوالموت. هم يؤثرون حربا لا نهاية لها لأنهم لا يدركون قيمة الوقت . تلك القيمة شكّلت احدى ركائز انتصارات نابليون وفق وصاياه.أما هؤلاء الجهلاء يهدرون أعمار أجيال شعب بأسره. حتما لم يدركوا بعد كم كانو ا أغبياء عندما استرخصوا الحرب على تثبيت السلام الهش. كما كانوا حمقى حينما آثروا أطماعهم على الإنحياز إلى مصالح الشعب.
*****
حتما لا يزال أمامنا فرص للتعايش والعيش الكريم . فالحرب ان بدأت (فتية تسعى بزينتها لكل جهول ....تعود عجوزا غير ذات خليل ) كما يروي عمرو بن معد يكرب . تلك حتمية رهينة بذهاب أباطرة الحرب أكثر من الرهان عليهم. نعم هناك فرص حتمية لبلوغ السلام لكن ليس ثمة فرصة البتة للتسامح في حقوق الشعب والوطن.لكن ينبغي ادراك أن السلام يسبق العدالة.كذلك كما السلام ليس عملا مؤطراً يسهل تحقيقه فان انجازه لا يتم إلا في سياق وفاق جماعي . لكن التوافق الوطني لا يستلزم بالضرورة شرط الإجماع .فالسلام كالحرب له جنود ه، أنصاره ،قياداته وعتاد ه. فأي انتصار عسكري لأي من أطراف الاقتتال-إن حدث- لا يعني وصوله إلى فرض نفوذه على الساحة الوطنية.على نقيض ذلك ينبغي عليه ادراك انه سيدخل فصلا مغايراً من المواجهة مع الشعب لا تقل شراسة. إذ سيجد نفسه منبوذاً مطاردا بلعنات، مطالبات ومساءلات في شأن عمليات التدمير والتقتيل.
*****
على الساسة كذلك ادراك أنّ سوداناً جديداً يتولّد من بين أكداس عذابات الشعب ومن تحت أنقاض المدن المهشمة.فهذه الحرب الرعناء جرّفت الحقل السياسي الموروث برمته . فمن الصعب التيقن ما اذا كانت ثمة شجرة في ذلك الحقل لاتزال قابلة للحياة والإثمار. هناك بذور ، فسائل وشجيرات تنبت من تحت رماد هذه الحرب تتمتع وحدها بمقومات النمو الإخضرار والعطاء. هي وحدها ستصبح محط جهد واهتمام أنصار السلام الجدد وبناة السودان الجديد. هذه مهام لا يجرأ عليها ساسة لم يستطيعوا الوقوف على أرجلهم في وجه أمراء الحرب القذرة.كما لم يمتلكوا جرأة الخروج من العتمة بغية المجاهرة بالمواقف تحت الشمس.هذا زمن القابضين على جمر الحسم لا المتكئين على ردود الأفعال المختبئين خلف كواليس داخلية و دهاليز خارجية .ساستنا نموذج حي على مقولة هيغل(لا أحد يتعلم من التاريخ).
*****
aloomar@gmail.com