كلام الناس
أحياناً ينتابنا الاحساس بأننا "ننفخ في قربة مقدودة" بسبب الخيبات والأزمات والاختناقات التي تحيط بنا نتيجة لبطء خطوات تحقيق السلام وتعثرها واستمرار المؤامرات الظاهرة والباطنة لعرقلة مسار ثورة ديسمبر الشعبية.
لكننا لانستطيع الجلوس على مقاعد المتفرجين والصمت في مواجهة المخاطر والمهددات التي تحدق بالخطوات المبذولة لتحقيق السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
منذ ان رحبنا باتفاق جوبا للسلام أوضحنا وأوضح غيرنا بأنه سلام ناقص ونبهنا الأطراف التي وقعت على الاتفاق من مزالق المحاصصة والمكاسب الذاتية، لكن للأسف سرعان ما تكشفت نوايا بعض المتعجلين لكسب ثمار الاتفاق قبل أن يتحقق السلام.
من ناحية أخرى تفجرت بعض النزاعات غير المبررة في بعض الولايات حول تعيين بعض الولاة، كما استمرت بعض الاحتجاجات على اتفاق جوبا بخلفيات قبلية لاتخدم لهم ولا لسلام ولا للسودان قضية.
ماجرى في ولاية كسلا على سبيل المثال يجسد جانباً من الصراع القبلي المستتر تحت مظلات حزبية لإقصاء الوالي الجديد صالح عمار، وأوصى مجلس الامن والدفاع يإقالته لكن المجلس العسكري لقوى الحرية والتغيير تحفظ على هذه التوصية.
إننا نرفض الاستجابة لمثل هذه الضغوط القبلية التي تفتح الباب امام المزيد من الضغوط المماثلة الأمر الذي يهدد السلام والأمن المجتمعي..
لذلك فإننا نبارك المساعي التي بدأها رئيس وزراء الحكومة الانتقالية الدكتور عبدالله حمدوك بلقاء مع والي كسلا صالح عمار ووفد يمثل مكونات النسيج المجتمعي في كسلا للتشاور حول أفضل السبل لمعالجة الإختناق المتعمد الذي لايخدم للسلام والأمن المجتمعي قضية، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر تشاوري لشرق السودان دون شروط مسبقة.
بمثل هذه الروح التوافقية نسد الثغرات أمام العنصرية القبلية النتنة ونعبر بسودان الثورة الشعبية إلى غٍدٍ تتحقق فيه تطلعات الشعب المشروعة في السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
ولا رجعة للوراء
////////////////////