لا للحرب العبثية التي يدفع ثمنها الأبرياء

 


 

أحمد الملك
27 June, 2023

 

لا أحد يريد استمرار هذه الحرب سوى الكيزان! فهي فرصتهم الأخيرة للانتقام من كل أعدائهم وللعودة الكاملة الى كرسي سلطة لم يفارقوها حتى اليوم! فهم من يديرون المعركة الان ضد القوّات التي صنعوها بأنفسهم ضمن حربهم على شعبنا، بل ويقومون بتخوين كل من يدعو لوقف الحرب حقنا لدماء الأبرياء، فدم الأبرياء لا يشغل بال الكيزان كثيرا بل أن أدبيات حركتهم تقوم على إراقة الدم، فكل من يعارضهم دمه مهدر، وحياة من يعارضهم لا تساوي حتى ثمن الطلقة كما أعلن أحد قادتهم.
دماء الأبرياء وتشتت شمل الأسر وضياع مستقبل أبنائهم بسبب توقف مؤسسات التعليم عن أداء رسالتها، ضمن الشلل الشامل الذي يشمل كل مناحي الحياة في هذه البلاد، كل ذلك لا يعني شيئا للكيزان، توقف الحرب سيعني نهاية حلم العودة لسلطة النهب والاستبداد، وربما يعني عودة العملية السياسية التي قاموا بشن الحرب من أجل ايقافها، خوفا من عودة لجنة التفكيك، وخوفا من محاسبتهم على جرائم عقود الشؤم الثلاثة.
ظلت هذه البلاد تنزف لأكثر من ثلاثة عقود، ودفعت ثمنا غاليا لمغامرات هذه العصبة المجرمة التي انتهت بتقسيم هذه البلاد، بعد موت الملايين في حروب خاسرة، كان يمكن تجنبها لو أخلصت العصبة المجرمة النية في احراز سلام حقيقي، لكنها استغلت السلام غطاء لإفساد السياسيين واثارة مزيد من الفتن و النعرات القبلية.
وحين إنهار نظامهم لم تتوقف مؤامراتهم لوأد التحول الديمقراطي، فقاموا بالتخطيط والمشاركة في فض اعتصام القيادة، واستغلوا سيطرتهم على القوات النظامية والأجهزة العدلية والخدمة المدنية في وضع العراقيل أمام الحكومة المدنية لإفشال الإصلاحات الاقتصادية واحداث الفلتان الأمني واثارة الفتن والصراعات القبلية.
لا للحرب يجب ان تتحول الى قوة دافعة يبتدرها شعبنا في الداخل والخارج لفرض ارادته، ومواجهة عملاء التنظيم الاجرامي الذين يدقون طبول الحرب ويدعون لاستمرارها ومعظمهم بعيدون عن نارها التي يكتوي بها الأبرياء، قوة دافعة تقودها لجان المقاومة وكل القوى الحية داخل المجتمع عبر نشاط يشمل كل مدن السودان، ويشارك فيها أبناء الوطن في المهاجر، تدفع باتجاه وقف الحرب واستعادة العملية السياسية واستبعاد كل الذين ابتدروا هذه الحرب او شاركوا فيها ومحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق المدنيين.
# لا_ للحرب

ortoot@gmail.com

 

آراء