لا هذه ملابس المسجون ولا تلك مواصلاته!

 


 

 


نقاط بعد البث

ظهر المخلوع البشير وهو يتهيأ للذهاب إلى أولى جلسات المحكمة المختصة بتوجيه تهمة الانقلاب على النظام الشرعي وتقويض الحكم الديمقراطي وهو يرتدي زياً أبيضاً عبارة عن "بدلة كاملة سافاري" ويحمل في جيبه قلماً ويرتدي ساعة ومنقولاً بعربة أقرب للهايس يبدو أنها 7 set فارهة!. وكان قبلها قد ارتداه أيضاً أمام لجنة التحقيق معه حول مبلغ الـ 20 مليون دولار!. إضافة للقلم الجاف الذي شاهده الناس يحمله على جيب "زيه الأنيق"!
دعونا نفحص المسألة واحدة تلو الأخرى:ـ
نبدأها بقلم الحبر الجاف، حيث من المتعارف عليه حسب نظم مصلحة السجون هي حرمان المسجونين من الأوراق والجرائد والأقلام ومشاهدة التلفاز، إلا في حالات خاصة، وكم حدث أن ووجه بعض المسجونين، سواء سياسيين أو غيرهم بالزنازين المنفردة لأسبوع أسبوعين أو حتى أسابيع لمجرد أن ضبطت في حوزتهم أقلاماً وأوراقاً!، وكم قرأنا من الأشعار الجميلة التي سجلها المناضلون داخل سجونهم وهم يحكون عن معاناتهم في الحرمان من القلم والورقة!، ولا نعلم ما إن كانت للمخلوع حالة خاصة تسمح له بذلك أم لا!، وأما إن كانت الحجة هي أن القلم منح له لاستخدامه أثناء محاكمته، فإن إدارة المحكمة عادة ما تتكفل بذلك قبل بدء الجلسة، حيث يمنح المتهم أقلاماً وأوراقاً ليستعين بها في تسجيل ما يوده أثناء سير وقائع المحاكمة ثم يتم استلامها منه بعد نهاية كل جلسة!.
ثم نتناول مسألة نقل المساجين، فهل أن إدارة مصلحة السجون تصر على "تمييز" المخلوع عن الأعراف المعمول بها في التعامل مع السجين يا ترى؟!، حيث أن لوائح المصلحة تشير إلى زي معلوم ووسائل نقل معلومة للسجين في حالة نقله خارج محبسه، سواء كان في كوبر أو أي سجن آخر داخل وخارج العاصمة. وأما فيما يخص نقل المسجون الذي حوكم من قبل والمتهم في مرحلة نظر قضية أخرى، فإن لذلك مواصلات محددة لمصلحة السجون تنقل بها هؤلاء، وما شاهدناه من عربات فارهة تم بها نقل البشير وجماعته، لا علاقة لها بأي نظم أو قوانين لدى دائرة السجون!.
وننتهي بزي المسجون، فهل يا ترى أن الزي الذي ظهر به المخلوع كسجين يعبر عن أن المسؤولين في إدارة السجن االعمومي قد توصلوا مع "سيادته" لحلول وسط، عندما أصر على عدم ارتداء البردلوبة "عراقي وسروال" السجن المعروف، رغم توجيهات النيابة العامة بضرورة إلزام المخلوع بارتداء "زي المسجونين" المتعارف عليه؟!.
زي السجن الموحد بالنسبة للمسجونين كمحكوم عليهم هو عبارة عن عراقي دمورية بدون لياقة وسروال وحذاء باتا في غالب الأحايين وطاقية، ويختلف اللون حسب وضع السجين، إن كان قيد الاقامة الدائمة بالسجن أو منتظر لتنفيذ الاعدام أو مستمتع بالضمان لقرب انتهاء محكوميته.
وقد افترضنا أن ملابس السجن قد تم تغييرها لكل المسجونين من العراقي "البردلوبة" المعروفة بالدمورية إلى "دبلان" مثلاً، ولكنا نتسائل ما إن أصبحت عبارة عن "بدلة سفاري وبلياقة" كمان؟!، أما وأن تم تفصيل وتخصيص الزي فقط "للريس" كما تتناقل مجالس السودانيين ،، فإنها تتحول في هذه الحالة لتصير " البردلوبة الرئاسية" ،، والله أعلم!.
ــــــــــــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.

hassanelgizuli@yahoo.com

 

آراء