لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
كلام الناس
لم يفاجئنا البيان الذي نمشره علي أحمد كرتي بإسم الأمين العام المكلف للحركة الأسلامية التي حكمت السودان ثلاثين عاماً بإسم الإسلام فشوهت عدالته وسماحته وتسببت في دفع السودانيين بالجنوب لخيار الإنفصال هروباً من جورهم، وفتحوا الأبواب على مصراعيها للفاسدين والإنتهازيين للثراء الحرام وفشلوا حتى في تحقيق مشروعهم السياسي.
المدهش في الأمر أن يدعي كرتي بان الذين حكموا السودان خلال الفترة الإنتقالية بأنهم من فتحوا باب التخريب والفساد وحاربوا الرأي الاخر وأنهم لم يطبقوا العدالة، وله الحق في التهمة الأخيرة لأنهم تركوا المجرمين والفاسدين من رموز عهد الإنقاذ بلا محاكمة حتى الان!!.
الأخطر من ذلك هو التحريض الواضح لمن أطلق عليهم الشرفاء من العسكريين وشركاء السلام من الحركات المسلحة الذين- حسب زعمه - وجدوا أنفسهم شركاء لأدعياء الثورة !! للإنقلاب عليهم ووعدهم بأنهم سيجدون "منهم" الدعم والمساندة .
يعرف القاصي والداني حجم الجرائم التي إركتبوها في عهدهم المباد وكبر إثمهم في الفساد المالي والإداري والاخلاقي، وحجم الدمار الذي طال مؤسسات الدولة العامة التي كانت ملء السمع والبصر قبل ان يحولوها لصالح الموالين والإنتهازيين الذين ركبوا معهم سفينة الإنقاذ.
معروف أيضاً انهم لم يغيبوا عن الساحة السياسية والإقتصادية والأمنية وهم الذين يتامرون مع سبق الإصرار والتعمد لزيادة حجم معاناة المواطنين وأنهم عززوا سياسة التحرير الإقتصادي وألبسوها عباءة الإسلام دون اعتبار لمقاصد الإسلام في الرحمة والعدالة وكرامة الإنسان.
العالم كله يعلم أن الإسلام لم ينتشر في عهدهم بل كان موجوداً في الحقب السابقة، قبل مايو وقونين سبتمبر المعيبة وقبل حكمهم وسياساتهم الشائهة .. وأنه محفوظ في السودان وفي كل أرجاء العالم وليس في في حاجة لوصايتهم.
لقد خبر الشعب السوداني والعالم أجمع زيف ادعائهم نصرة الإسلام بعد أن عرتهم شهوة السلطة التي مازالوا يتامرون بمخططهم الخبيث لاستردادها عبر تأجيج الفتنة المجتمعية .
هذا يتطلب من كل الجماهير التي ثارت ضد حكمهم الجائر اليقظة والحذر والإستعداد لحماية ثورتهم الشعبية السلمية وسد الثغرات التي يحاول أعداء الديمقراطية والسلام وكرامة المواطنين التسلل عبرها للإنقضاض عليها، لكن هيهات لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.