لا يمكن أن تكون لديك ثورة بدون أغاني
د.عصام محجوب الماحي
30 December, 2021
30 December, 2021
تشيلي تنتخب رئيساً يبلغ من العمر 35 عاماً:
من هو غابرييل بوريك، أحد أصغر قادة الدول في العالم؟
فاز التقدمي غابرييل بوريك (35 سنة) بالانتخابات الرئاسية في تشيلي التي جرت يوم الأحد 20 ديسمبر 2021، وأصبح أصغر رئيس في تاريخ بلاده، وأحد أصغر قادة الدول في العالم، وفقاً لموقع (نيوز.رو) نقلاً عن (بي بي سي) البريطانية.
واعترف منافسه الرئيسي، خوسيه أنطونيو كاست المرشح اليميني المتطرف، بالهزيمة بعد ساعة ونصف فقط من إغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الثانية، عندما تم فرز حوالي نصف الأصوات. وبعد عدّ معظم الأصوات، حصل بوريك على 56% وكاست 44% وجرى الاحتفاظ بالفارق بعد فرز ما يقرب من 99% من بطاقات الاقتراع.
تشيلي، التي كانت حتى وقت قريب نموذجاً للاستقرار والنمو الاقتصادي في أمريكا الجنوبية، شهدت مظاهرات عنيفة على مستوى البلاد في نهاية عام 2019، واستمرت في عام 2020. وعكس المرشحون الرئيسيون في حملاتهم الانتخابية، التوترات الاجتماعية والاستقطاب السياسي الذي شمل البلاد نتيجة للاحتجاجات الداخلية، علماً بأنّ الأوضاع تفاقمت بسبب الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة كوفيد 19.
والى ذلك أكد غابرييل بوريك المرشح الفائز برئاسة البلاد للرئيس الحالي سيباستيان بينيرا، أنه سيفعل "كل شيء ممكن" للارتقاء إلى مستوى "التحدي غير العادي".
وكان بوريك، الزعيم السابق للاحتجاجات الطلابية عام 2011، قد دعم مظاهرات 2019 و2020 ضد عدم المساواة والفساد، ووعد بمعالجة عدم المساواة بإصلاح أنظمة المعاشات التقاعدية والرعاية الصحية، وتقليل أسبوع العمل من 45 إلى 40 ساعة وزيادة الاستثمار في البيئة.
ولد غابرييل بوريك يوم 11 فبراير 1986 في بونتا أريناس، جنوب تشيلي. والده، لويس بوريك، كيميائي من أصل كرواتي، ووالدته من أصل إسباني. درس غابرييل بوريك في كلية الحقوق بجامعة شيلي وميّز نفسه كقائد نقابي. كان رئيساً لاتحاد طلاب جامعة شيلي، وهو المنصب الذي انتقل منه ليصبح عضوا في برلمان البلاد منذ عام 2013. حصل على ولايته النيابية الأولى كمستقل، والثانية على قائمة "Frente Amplio"، وهو ائتلاف من أحزاب اليسار. يعتبر غابرييل بوريك حاليا ثاني أصغر زعيم دولة في العالم، بعد جياكومو سيمونشيني (27 عاماً)، حاكم سان مارينو.
؛؛؛…؛؛؛
أتشرّف بأنْ أنْشُر أدناه ما كتبه زهير الزناتي عن تشيلي وفوز غابريل بوريك، بعنوان "لا يمكن أن تكون لديك ثورة بدون أغاني"، وقد وجدت (البوست) عابِراً في قروبات (واتساب). اشكر مَن وزّعه:
(أنا لا اغني للموت بل للحياة): في تشيلي عام 1973 قام الجنرال اوغستو بينوشيه، بدعم من الاستخبارات الأمريكية، بالانقلاب على الرئيس الشيوعي المنتخب سلفادور الليندي.. وقامت قواته بقتل واعتقال الألاف.
وفي ذات يوم الانقلاب شهد ملعب سنتياجو الرياضي الذي تحول لسجن.. اعتقال 5 الف من مؤيدي الليندي ومن ضمنهم المغني الشاب الأشهر فيكتور جارا.
طلب الضابط بيدرو بازينتوس من جارا الغناء، فجاء رده: أنا لا اغني للموت.. بل اغني للحياة.
ما كان من الضابط إلّا وأن هشّم أصابعه وقال له ساخِراً: غني لو استطعت.
تحداه فيكتور جارا وغني أغاني الحياة بشفاه دامية.. لاحقا مات فيكتور جارا تحت التعذيب وقد مزقت جسده 44 رصاصة.. ورميت جثّته في شوارع سنتياجو.
بعد 36 عاما من ذاك اليوم، شيعته تشيلي في موكب مهيب تخليداً لذكراه، وحُكِم على الضابط بيدرو بازينتوس وثمانية من زملائه في الجريمة بالسجن، وهو ما يؤكد أنّ العدالة ستتحقق وإنْ طال الزمن.
بينوشيه نفسه تمت محاكمته وقد تجاوز التسعين من عمره.
سُمّي الملعب باسم المغني الثائر فيكتور جارا.. وفي جنازته انشد المشيّعون أغانيه مثل أغنيته الشهيرة التي كتبها قبل وفاته بساعتين وتم تسريبها خارج المعتقل وكان جارا قد اطلق عليها (ملعب سنتياجو) ويقول في احد مقاطعها: كم هو عسير أن أشدو عندما اضطر للغناء من فرط الرُعب الذي أعيشه.. رعب أموت في غماره.
وكذلك أغنية "سننتصر" التي كانت تُغنّى في حملة الليندي عام 1970 وقد القى سلفادور الليندي خطاب نصره تحت لافتة مكتوب عليها: "لا يمكن أن تكون لديك ثورة دون أغانٍ" في إشارة لأغنيات جارا التي دعمت حملته وأسهمت في فوزه.
اليوم، بعد 51 سنة من فوز الليندي، يفوز برئاسة تشيلي ثائر آخر، شاب لم يتعد 35 عاماً من عمره، اسمه غابريل بوريك، وسيلقي خطاب انتصاره تحت ذات اللافتة.
الثورات دروس والثوار يحبون الغناء.. الطُغاة يتشابهون ويكرهون الغِناء.
بوخارست 21 ديسمبر 2021
isammahgoub@gmail.com
////////////////////
من هو غابرييل بوريك، أحد أصغر قادة الدول في العالم؟
فاز التقدمي غابرييل بوريك (35 سنة) بالانتخابات الرئاسية في تشيلي التي جرت يوم الأحد 20 ديسمبر 2021، وأصبح أصغر رئيس في تاريخ بلاده، وأحد أصغر قادة الدول في العالم، وفقاً لموقع (نيوز.رو) نقلاً عن (بي بي سي) البريطانية.
واعترف منافسه الرئيسي، خوسيه أنطونيو كاست المرشح اليميني المتطرف، بالهزيمة بعد ساعة ونصف فقط من إغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الثانية، عندما تم فرز حوالي نصف الأصوات. وبعد عدّ معظم الأصوات، حصل بوريك على 56% وكاست 44% وجرى الاحتفاظ بالفارق بعد فرز ما يقرب من 99% من بطاقات الاقتراع.
تشيلي، التي كانت حتى وقت قريب نموذجاً للاستقرار والنمو الاقتصادي في أمريكا الجنوبية، شهدت مظاهرات عنيفة على مستوى البلاد في نهاية عام 2019، واستمرت في عام 2020. وعكس المرشحون الرئيسيون في حملاتهم الانتخابية، التوترات الاجتماعية والاستقطاب السياسي الذي شمل البلاد نتيجة للاحتجاجات الداخلية، علماً بأنّ الأوضاع تفاقمت بسبب الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة كوفيد 19.
والى ذلك أكد غابرييل بوريك المرشح الفائز برئاسة البلاد للرئيس الحالي سيباستيان بينيرا، أنه سيفعل "كل شيء ممكن" للارتقاء إلى مستوى "التحدي غير العادي".
وكان بوريك، الزعيم السابق للاحتجاجات الطلابية عام 2011، قد دعم مظاهرات 2019 و2020 ضد عدم المساواة والفساد، ووعد بمعالجة عدم المساواة بإصلاح أنظمة المعاشات التقاعدية والرعاية الصحية، وتقليل أسبوع العمل من 45 إلى 40 ساعة وزيادة الاستثمار في البيئة.
ولد غابرييل بوريك يوم 11 فبراير 1986 في بونتا أريناس، جنوب تشيلي. والده، لويس بوريك، كيميائي من أصل كرواتي، ووالدته من أصل إسباني. درس غابرييل بوريك في كلية الحقوق بجامعة شيلي وميّز نفسه كقائد نقابي. كان رئيساً لاتحاد طلاب جامعة شيلي، وهو المنصب الذي انتقل منه ليصبح عضوا في برلمان البلاد منذ عام 2013. حصل على ولايته النيابية الأولى كمستقل، والثانية على قائمة "Frente Amplio"، وهو ائتلاف من أحزاب اليسار. يعتبر غابرييل بوريك حاليا ثاني أصغر زعيم دولة في العالم، بعد جياكومو سيمونشيني (27 عاماً)، حاكم سان مارينو.
؛؛؛…؛؛؛
أتشرّف بأنْ أنْشُر أدناه ما كتبه زهير الزناتي عن تشيلي وفوز غابريل بوريك، بعنوان "لا يمكن أن تكون لديك ثورة بدون أغاني"، وقد وجدت (البوست) عابِراً في قروبات (واتساب). اشكر مَن وزّعه:
(أنا لا اغني للموت بل للحياة): في تشيلي عام 1973 قام الجنرال اوغستو بينوشيه، بدعم من الاستخبارات الأمريكية، بالانقلاب على الرئيس الشيوعي المنتخب سلفادور الليندي.. وقامت قواته بقتل واعتقال الألاف.
وفي ذات يوم الانقلاب شهد ملعب سنتياجو الرياضي الذي تحول لسجن.. اعتقال 5 الف من مؤيدي الليندي ومن ضمنهم المغني الشاب الأشهر فيكتور جارا.
طلب الضابط بيدرو بازينتوس من جارا الغناء، فجاء رده: أنا لا اغني للموت.. بل اغني للحياة.
ما كان من الضابط إلّا وأن هشّم أصابعه وقال له ساخِراً: غني لو استطعت.
تحداه فيكتور جارا وغني أغاني الحياة بشفاه دامية.. لاحقا مات فيكتور جارا تحت التعذيب وقد مزقت جسده 44 رصاصة.. ورميت جثّته في شوارع سنتياجو.
بعد 36 عاما من ذاك اليوم، شيعته تشيلي في موكب مهيب تخليداً لذكراه، وحُكِم على الضابط بيدرو بازينتوس وثمانية من زملائه في الجريمة بالسجن، وهو ما يؤكد أنّ العدالة ستتحقق وإنْ طال الزمن.
بينوشيه نفسه تمت محاكمته وقد تجاوز التسعين من عمره.
سُمّي الملعب باسم المغني الثائر فيكتور جارا.. وفي جنازته انشد المشيّعون أغانيه مثل أغنيته الشهيرة التي كتبها قبل وفاته بساعتين وتم تسريبها خارج المعتقل وكان جارا قد اطلق عليها (ملعب سنتياجو) ويقول في احد مقاطعها: كم هو عسير أن أشدو عندما اضطر للغناء من فرط الرُعب الذي أعيشه.. رعب أموت في غماره.
وكذلك أغنية "سننتصر" التي كانت تُغنّى في حملة الليندي عام 1970 وقد القى سلفادور الليندي خطاب نصره تحت لافتة مكتوب عليها: "لا يمكن أن تكون لديك ثورة دون أغانٍ" في إشارة لأغنيات جارا التي دعمت حملته وأسهمت في فوزه.
اليوم، بعد 51 سنة من فوز الليندي، يفوز برئاسة تشيلي ثائر آخر، شاب لم يتعد 35 عاماً من عمره، اسمه غابريل بوريك، وسيلقي خطاب انتصاره تحت ذات اللافتة.
الثورات دروس والثوار يحبون الغناء.. الطُغاة يتشابهون ويكرهون الغِناء.
بوخارست 21 ديسمبر 2021
isammahgoub@gmail.com
////////////////////