*تتداخل العوامل السياسية والإقتصادية والإجتماعية في دوائر متداخلة ومتشابكة، لاإنفصام بينها، لكن تبقي الاثار الإجتماعية الأكثر خطراً في حياتنا العامة، وللأسف لانكاد نهتم بها، إلى أن تطفح بعض السلوكيات الغريبة على سطح مجتمعنا، نتيجة لتراجع القيم والمبادئ الأخلاقية في حياتنا ومعاملاتنا، وضعف العلاقات الإنسانية، وتبلد الأحاسيس الصادقة النبيلة.
*بعض الأقلام النسائية أصبحت تتناول هذه الأحوال الإجتماعية المتردية بجرأة لاتخلو من عنف ضد الرجال، وعن قسوتهم، وتخلي بعضهم عن مسؤوليتهم تجاه أسرهم، وكثرة الطلاق وتفشي العنف والجرائم الغريبة ضد المرأة والأطفال و...... الخ من الظواهر الغريبة عن الإنسان السوداني. *نحن نقر بوجود هذه الحالات لكن لابد ان تعترف المرأة بأنها أيضاً تأثرت بذات الاثار التي أثرت على سلوكيات بعض الرجال تجاههن والأسرة عامة، وأنهن يتحملن أيضاً مسؤولية كبرى في بعض حالات الجفاف العاطفي وضعف الحميمية في الحياة الأسرية. *لايمكن إلقاء اللوم فقط على الظروف الإقتصادية الأصعب التي تواجه الإنسان السوداني، فهناك أسر تعيش أوضاعاً إقتصادية صعبة، لكنها متصالحة مع نفسها، متماسكة إجتماعياً أكثر من بعض الأسر الأيسر حالاٍ. *إضافة لعوامل التربية والتنشئة التي تبني الإنسان وتقوي مقومات قدراته الدينية والقيمية والأخلاقية، هناك عوامل أخرى سربتها لنا وسائط الإعلام والتقنية الحديثة، أحدثت تشوهات قيمية ومعرفية خاصة في مجال العلاقات الإنسانية والأسرية، لها إنعكاساتها السالبة على حياتنا الإجتماعية. *لكن لابد من القول بأن العيب ليس في هذه الوسائط ولا في مخرجات التقنية الحديثة، وإنما في درجة الوعي الذاتي من جانبنا تجاهها والتعامل مع مخرجاتها، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الإنساية والأسرية،لأنها منتجة في ظروف إجتماعية مختلفة، وقيم وأخلاقيات تختلف عن قيمنا وأخلاقياتنا وموروثاتنا الحضارية. *أعلم أنني دخلت بكم/ن في مطبات إجتماعية معقدة، لكنني قصدت التنبيه إلى ضرورة طرح هذا الأمر بالجدية المطلوبة ليس فقط وسط الأسروالاباء والامهات واولياء الأمور، وانما وسط كل مؤسسات الرعاية والتوجيه المعنية ببناء الأنسان وتغذيته تربوياً لتحقيق التوازن الإجتماعي في حياتنا العامة.