لعنة اليمن … ولحظة حميدتى (3/1)

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم: رائد مهندس محمد احمد ادريس جبارة

ganaboo@gmail.com

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الإيمانُ يمانٍ والحِكمةُ يمانِيَة، وأَجد نَفَسَ الرحمن من قِبَل اليمن، أَلَا إنَّ الكفرَ والفسوقَ وقسوةَ القلب في الفَدَّادين أصحاب المَعِز والوَبَر))
- [صحيح] - [رواه أحمد والطبراني]
لعنة اليمن المراد بها هنا مانال ثلاث جيوش تدخلت فى الشان اليمنى وهى على التوالى :-
- الجيش الحبشى بقيادة ابرهة وارياط ومن وراءه النجاشى كالب إل أصبحه.
- الجيش المصرى بقيادة ناصر وعامر والسادات
- الجيش السودانى بقيادة البشير ومن بعده البرهان وحميدتى
- ونحاول استطلاع ما ينتظر الجيشان السعودى والاماراتى ..بقيادة محمدبن سلمان ومحمد بن زايد.
- كيف صعد يوسف ذو نواس الى ملك حمير.
- كيف تطور الصراع الدينى فى القرن السادس الميلادى بين اليهود والمسيحيين فى اليمن حتى انتهى الى مذبحة نجران .
- كيف اظهرت المصادر القديمة الحدث.
- كيف تم التدخل الحبشى فى اليمن نصرة للنصارى.
- كيف انتهى الصراع بين قادة الجيش الحبشى الغازى لليمن لمقتل القائد ارياط وصعود ابرهة الاشرم.(انظر الى تشابه الاسماء ابرهة ...!!!)(يقال ان ابرهة تعنى بلسان الحبشة... صاحب الوجه الأبيض...يعنى ساطع!).
- ابرهة الاشرم ...هل قتلته الجهل والشلاقة !
- القليس والبيت الابراهيمى اختلاف الاسماء وتشابه الافعال.!!
(1)
قصة شق وسطيح مع ملك اليمن
ومن أخبار شقّ وسطيح أن ربيعة بن نضر ملك اليمن رأى رؤيا هالته وفظع بها فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا عائفا ولا منجما من أهل مملكته إلا جمعه إليه، فقال لهم: إني قد رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها، فأخبروني بها وبتأويلها قالوا له: اقصصها علينا نخبرك بتأويلها، قال: إني إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم عن تأويلها، فإنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها قبل أن أخبره بها، فقال له رجل منهم: فإن كان الملك يريد هذا فليبعث إلى سطيح وشقّ فإنه ليس أحد أعلم منهما، فهما يخبرانه بما سأل عنه.
فبعث إليهما، فقدم عليه سطيح قبل شقّ، فقال له: إني رأيت رؤيا هالتني وفظعت بها، فأخبرني بها، فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها، قال: أفعل، رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة (حممة: فحمة من نار، ظلمة: ظلام من جهة البحر ويريد خروج عسكر الحبشة من أرض السودان، تهمة: الأرض المتصوبة نحو البحر، كل ذات: لأن القصد إلى النفس والنسمة ويدخل فيه جميع ذوات الأرواح) فقال له الملك: ما أخطأت منها شيئا يا سطيح، فما عندك من تأويلها؟ فقال: أحلف بما بين الحرتين من حنش لتهبطن أرضكم الحبش فليملكن ما بين أبين إلى جرش، فقال له الملك: وأبيك يا سطيح، إن هذا لنا لغائظ موجع فمتى هو كائن؟ أفي زماني هذا أم بعده؟ قال: لا، بل بعده بحين، أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين قال: أفيدوم ذلك من ملكهم أو ينقطع؟ قال: لا، بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين، قال: ومن يلي من ذلك من قتلهم وإخراجهم؟ قال: يليه إرم بن ذي يزن، يخرج عليهم من عدن فلا يترك أحدا منهم باليمن، قال: أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟ قال: لا، بل ينقطع، قال: ومن يقطعه؟ قال: نبي زكي يأتيه الوحي من قبل العلي، قال: وممن هذا النبي؟ قال: رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في قومه إلى آخر الدهر، قال: وهل للدهر من آخر؟ قال: نعم، يوم يجمع فيه الأولون والآخرون، يسعد فيه المحسنون ويشقى فيه المسيئون، قال: أحق ما تخبرني؟ قال: نعم، والشفق والغسق، والفلق إذا اتسق، إن ما أنبأتك به لحق..
ثم قدم عليه شقّ، فقال له كقوله لسطيح، وكتمه ما قاله سطيح، لينظر أيتفقان أم يختلفان..
فقال: نعم، رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمه، فأكلت منها كلّ ذات نسمة
قال: فلما قال له ذلك، وعرف أنهما اتفقا وأنّ قولهما واحد إلا أن سطيحا قال: «وقعت بأرض تهمة فأكلت منها كل ذات جمجمة» وقال شقّ: «وقعت بين روضة وأكمه فأكلت منها كل ذات نسمة»
فقال له الملك: ما أخطأت يا شقّ منها شيئا، فما عندك في تأويلها ؟ قال: أحلف بما بين الحرتين من إنسان لينزلن أرضكم السودان، فليغلبن على كل طفلة البنان، وليملكن ما بين أبين إلى نجران، فقال له الملك: وأبيك يا شقّ إن هذا لنا لغائظ موجع، فمتى هو كائن ؟ أفي زماني أم بعده ؟ قال: لا، بل بعده بزمان، ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شأن ويذيقهم أشدّ الهوان، قال: ومن هذا العظيم الشأن ؟ قال: غلام ليس بدني ولا مدن، يخرج عليهم من بيت ذي يزن، فلا يترك أحدا منهم باليمن، قال : أفيدوم سلطانه أم ينقطع ؟ قال : بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق والعدل، بين أهل الدين والفضل، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل...وقصة شق وسطيح ليس لها سند صحيح وهى اقرب للاساطير المصنوعة ..وفيها تلخيص للاحداث وانظر كيف تنتهى عند احدث يبدو ان الاسطورة صنعة بعدها.

(2)

- ذكر عبدالملك بن هشام في كتاب سيرة ابن هشام أن أهل نجران كانوا وثنيين وفي أحدى قراهم كان هناك ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر ثم سكن فيها فيميون، فكان الثامر يرسل ابنه عبدالله إلى الساحر لتعلم السحر لكن عند مرور عبدالله على خيمة فيميون يعجبه ما يرى منه من صلاته و عبادته فجلس اليه وسمع منه حتى أسلم وأصبح موحدًا وعالمًا وفقيها. فأصبح عبد الله بن ثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدًا به ضر إلا قال ( له ) يا عبد الله أتوحد الله وتدخل في ديني وأدعو الله فيعافيك مما أنت فيه من البلاء ؟ فيقول نعم فيوحد الله ويسلم ويدعو له فيشفى . حتى لم يبق بنجران أحد به ضر إلا أتاه فاتبعه على أمره ودعا له فعوفي حتى رفع شأنه إلى ملك نجران، فدعاه فقال ( له ) : أفسدت علي أهل قريتي، وخالفت ديني ودين آبائي، لأمثلن بك، قال لا تقدر على ذلك. قال فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح على رأسه فيقع إلى الأرض ليس به بأس وجعل يبعث به إلى مياه بنجران بحور لا يقع فيها شيء إلا هلك فيلقى فيها فيخرج ليس به بأس . فلما غلبه قال له عبد الله بن ثامر : إنك والله لن تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بما آمنت به فإنك إن فعلت ذلك سلطت علي فقتلتني . قال فوحد الله تعالى ذلك الملك وشهد شهادة عبد الله بن الثامر، ثم ضربه بعصا في يده فشجه شجة غير كبيرة فقتله ثم هلك الملك مكانه ؟ واستجمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر، وكان على ما جاء به عيسى ابن مريم من الإنجيل وحكمه ثم أصابهم مثل ما أصاب أهل دينهم من الأحداث فمن هنالك كان أصل النصرانية بنجران.
- قصة أصحاب الأخدود هي قصةٌ ذكرت في القرآن في سورة البروج، وجاءت بالتفصيل في الحديث النبوي. تتحدث عن ملكٍ ظالمٍ، عارض إيمان شعبه بالله، واعتدى عليهم لإيمانهم، وحفر الأخاديدَ وأشعلها بالنار وألقى فيها كل من آمن بهذا الدينِ الجديد.
-
- سُميت قصة أصحاب الأخدود بهذا الاسم نسبة إلى الأخدود الذي أشعل فيه النار وألقي فيه المؤمنون بالدين الجديد، ومعنى أخدود؛ (الجمع أخاديدُ وخُدَد): شَقٌّ مستطيل غائر في الأرض، أو فتحة عميقة أو حُفرة في الأرض، وخاصَّة فوق سطح الأرض، كما يقال: خلّفت السيولُ أخدودًا كبيرا.
- ذكرت بعض المصادر أن مرتكب هذه المحرقة هو يوسف بن شراحيل، وأنها كانت في نجران
-
- ، إلى جانب ارتكابه عددًا من الجرائم الأخرى بحق المسيحيين في المخا وظفار يريم وأجزاء من مأرب وحضرموت.
-
- يشير ابن إسحاق وأبو صالح عن ابن عباس في السيرة أن قوم الأخدود هم نصارى نجران، وقال الضحاك إنّ أصحاب الأخدود هم قوم من النصارى كانوا باليمن قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة، أخذهم يوسف بن شراحيل بن تبع الحميري، وكانوا نيفًا وثمانين رجلا، وحفر لهم أخدودًا وأحرقهم فيه، وقال الكلبي إن أصحاب الأخدود هم نصارى نجران، أخذوا بها قومًا مؤمنين، فخدوا لهم سبعة أخاديد، طول كل أخدود أربعون ذراعًا، وعرضه اثنا عشر ذراعًا.
- خلفية تاريخية سُميت قصة أصحاب الأخدود بهذا الاسم نسبة إلى الأخدود الذي أشعل فيه النار وألقي فيه المؤمنون بالدين الجديد، ومعنى أخدود؛ (الجمع أخاديدُ وخُدَد): شَقٌّ مستطيل غائر في الأرض، أو فتحة عميقة أو حُفرة في الأرض، وخاصَّة فوق سطح الأرض، كما يقال: خلّفت السيولُ أخدودًا كبيرا. ذكرت بعض المصادر أن مرتكب هذه المحرقة هو يوسف بن شراحيل، وأنها كانت في نجران
-
- ، إلى جانب ارتكابه عددًا من الجرائم الأخرى بحق المسيحيين في المخا وظفار يريم وأجزاء من مأرب وحضرموت.
- تعد قصة أصحاب الأخدود أحد أشهر القصص في الإسلام، كونها وردت في القرآن والسنة على حد سواء، وتعد مصدر إلهام للمسلمين، خاصة في عصر الاضطهاد؛ (البلاء والفتنة في التعبير الإسلامي).
- في القرآن ذكرت سورة البروج قصة أصحاب الأخدود ذكرًا مبسطًا؛ حيث أثبتت السورة أنهم تم حرقهم في الأخدود، لأنهم آمنوا بالله، كما وصفت السورة الملك وأعوانه كشهود على هذه المحرقة، مبينًا أن دافع الانتقام من هؤلاء المؤمنين هو فقط مجرد الإيمان بالله، وأنهت السورة أحداث القصة بفتح باب التوبة لمن قاموا بهذه المحرقة، مع التوعد بالانتقام ممن لم يتب منهم عن طريق إحراقه في الآخرة بنار الحريق.
-
- ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ١ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ٢ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ٣ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ٤ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ٥ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ٦ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ٧ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ٨ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ٩ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ١٠ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ١١﴾ [البروج:1–11].
- في الأحاديث النبوية روي عن صهيب الرومي رضي الله عنه في صحيح مسلم:
-
- قصة أصحاب الأخدود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان ملكٌ فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إليَّ غلامًا أعلمه السحر. فبعث إليه غلامًا يعلمه، وكان في طريقه إذ سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.
- فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم آلساحرُ أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بُنَيَّ، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، فإن ابتُليت فلا تدُلَّ عليَّ.وكان الغلام يُبرِئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس الملك وكان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله تعالى؛ فإن آمنتَ بالله تعالى دعوتُ الله فشفاك، فآمن بالله تعالى، فشفاه الله تعالى.فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من ردَّ عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟! قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذِّبه حتى دلَّ على الغلام، فقال له الملك: أي بُنَيَّ، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل، فقال: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله تعالى، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأَبَى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مَفْرِق رأسه فشقه حتى وقع شِقَّاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأَبَى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه.ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأَبَى، فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه، وإلاَّ فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل بأصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى.فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهمًا من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قُلْ: باسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني.
- فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه، ثم أخذ سهمًا من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صُدْغه، فوضع يده في صدغه، فمات.فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام.
- فأُتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرُك قد آمن الناس. فأمر بالأخدود بأفواه السكك، فخُدَّت وأُضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه، ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أماه، اصبري فإنك على الحق
)3)
يوسف ذو نواس او يوسف اسار الحميرى هناك كلام كثير عنه اهمه :-
وفقاً للمصادر السريانية فإن يوسف ذا نواس، كانت أمه يهودية من أهل نصيبين وقعت في الأسر، فتزوجها ملك حمير، فأولد منها يوسف. ومعنى هذا أنه ابن ملك حميري سابق.وفي مزاعم ابن الكلبي أن يوسف ذا نواس هو حفيد أبي كرب أسعد، قال:«فولد حسان ذو معاهر بن تبع أسعد أبي كرب: تبع زرعة ذا نواس بن حسان ذي معاهر، فلما تهود سمي يوسف، وهو الذي خد الأخدود بنجران وقتل النصارى».بينما ذكر ابن عباس أن اسمه يوسف بن شرحبيل، وقد يكون ابن الملك شرحبيل يكف.وزعم عبيد بن شرية أن ذا نواس يوسف بن تبع الأصغر بن حسان ذي معاهر بن تبع أسعد هو الذي قتل لخيعة ينوف وهو ذو شناتر الذي كان ينكح ولدان حمير لكي لا يملكوا لأنهم لم يكونوا يملكون من نُكح. ) واهم ما يقال عنه انه كان يهوديا ...ويرجح ان اليهودية قديمة فى اليمن ترجع الى زمن بلقيس وسليمان عليه السلام . وعاصمته كانت بظفار من ارض عمان الحالية شرق جزيرة العرب.
(4)
قصة أصحاب الأخدود
- تاريخية القصة
- ذَكرت حادثة مقتل نصارى نجران في العديد من المصادر التاريخية المعاصرة ومن شهود عيان، فقد ذكرها "قزما" الرحالة الكاتب اليوناني، والمؤرخ بروكوبيوس القيسراني والمؤرخ "جون مالالاس...وتقول بعض الروايات التاريخية ان عدد من قتل بلغ 14الف وهو عدد كبير بمقايس ذلك الزمان .
- (5)
- على أن الخبر لم يلبث أن نما إلى قيصر الروم بواسطة رجل من أهل نجران فر هارباً اسمه دوس ذو ثعلبان فاستنصره على ذي نواس فأمر القيصر النجاشي ألضبان ملك الحبشة بمحاربة اليهودي ففعل وأرسل جيشاً مع أرياط وأبرهة الأشرم فناجروه القتال وظفروا ببلاده ومات الطاغية غرقاً. وأتم الحبشة فتح اليمن فملكوا عليها أكثر من نصف قرن كان أول ملكهم أرياط (525) ثم أبرهة الشرم (537 570) ثم ابنه يكسوم (570 572) ثم مسروق (572 575) . وتطور الاحداث فى ملك الحبشة فيه روايات كثيرة اوردها ابن اسحاق وابن سعد ورواية الكلبى فيها : (رواية عبيد بن شريةيشير عبيد بن شرية لحادثة الأخدود وتوبة يوسف ذا نواس، قال: «حمير بعثت إلى ذي نُوَاس فعرضوا عليه المملكة فما تكرَّه عليهم، فملكَّوُه أمْرَهم. وذو نُواس هذا صاحب الأخدود الذي ذكره الله في كتابه، وذلك أنه دان باليهودية، وبلغه عن أهل نَجْران أنهم دخلوا في النصرانية برجل أتاهم من جهة ملوك غسّان فعلمهم ايَّاها، فسار إليهم بنفسه حتى عرضهم على أخاديد احتفرها في الأرض وملأها جَمْراً، فمن تابعه على دينه خَلَّى عنه، ومن أقام على النصرانية قذفه فيها، حتى أتي بامرأة معها صبيٌّ لها ابن سبعة أشهر فقالت إن لم أرجع عن ديني فليس الا من رحمتك. فقال ابنها، وهو رضيع وهو في حجرها - يا أمّاه امضى على دينك، فإنه لانار بعدها، فعجبت المرأة من كلام الغلام، ومضت على دينها، ورمى بها وابنها في النار، وبلغ ذا نواس ففزع وكفَّ، وخرج من نجران حتى أتى صنعاء، ورفع الأخاديد».رواية الكلبيقال ابن الكلبي: «لما كان من أمر ذي نُواس ما كان في أرض نَجْرَان حين ألقاها في الأخاديد وحرَّقَهم بالنار، خرج عند ذلك رجلٌ من اليمن يقال له دَوْس بن عازب ذي ثعلبان الحميري، مراغما لذي نُوَاس بالخَيْل حتى دخل الرَّمل ففاتهم، فعند ذلك قالت حِمْيَر دعوه فقد قتل نفسه. فلن يَنْجُوَ من الرمل، فنجا دَوْسُّ من الرمل، وكان على دين النصرانية. فشكا إلى ملك الحبشة ما لقي أهل نجران من ذي نواس، وقال إنهم أهل نصرانية، وانت أحق من انتصر منهم لهم. فكتب ملك الحبشة إلى قيصر يُعْلِمُه، ويستأذنه في التوجه إلى اليمن. فكتب إليه يأمره بذلك، وأعلمه أنه سيظهر عليها، وأمره أن يولي دَوْس بن عازب الحِمْيَريْ أمر قومه. فبعث إليه ملك الحبشة سبعين ألفا من الحبشة، وجعل على ضبطهم قائدا من قُوَّده يقال له أرباط، وقال له: إذا ظهرتم على ذي نُواس فليكن دَزْسُ بن عازب على قومه، وكنت أنت على ضبط الجيش وساروا حتى خرجوا إلى أرض اليمن، وسمع بهم ذُ نُوَاس، فجمع لهم وخرج إليهم. فاقتتلوا قتالا شديدا. وكانت نقمة الله في ذي نُوَاس وأصحابه، لإحراقهم المؤمنين، فانهزمت حِمْيَر وقُتِلَ بَشَرُّ كثير. فلما رأى ذو نواس وأصحابه ذلك أقحم فَرَسه البحر فأغرق نفسه، وظفر السودان بعسكره. فلما رأى ذلك أبْرَهة الأشرم نازع أرباط الجيش. وقال: أنا أحق أن أضبط جيش الحبشة. فقال لهما دَوْسُ بن عازب بن ذي ثعلبان الحميري: ما كنت لأدخل في شيء من أمركما. فصارت الحبشة حِزْبَيْن. حزب مع أبرهة وحزب مع أرباط وتهيئوا للحرب، فأقبل عَتْوَة بن الحبتري الحميري - وكان من أبطال حمير ورجالها - فقال لأبرهة: إن أرباط لو قُتِلَ لاستقامت لك الحبشة، قال: أجل، فمن يقتله؟ قال عَتْوَدة بن الحبتري: أنا أقتله. فقال أبرهة: وكيف ذلك؟ قال: تدعوه إلى البراز لك. فأكمن أنا له فإذا برز إليك خرجتُ إليه من خلفه فَقَتَلْتَهُ. قال: فبعث أبرهة إلى أرباط - وكان أبرهة رجلا قصيرا فحمل عليه أرباط فضربه بعمود كان معه - وهو يريد رأسه - فقصر وشرم حاجبه وعَيْنه وأنفه وشَفَتَه، فبذلك سمي الأشرم. وحمل عَتْوَدَة على أرباط فطعنه فقتله، واستولى عند ذلك أبرهة على الحبشة. وكان صاحب الجيش عَتْوَدَة من تحت يد أبرهة وسار أبرهة حتى ورد أرض اليمن، وكان عتودة صاحب أمره، فلما ورد أرض اليمن تركت مذبح وهمدان سهل البلاد وصعدوا إلى الجبل، وقالوا: لاندخل في طاعة أحد غير حمير. وانما كان البلد الذي نزله أبرهة بلد حمير وهمدان ومذبح وبني نهد. فأما مذبح وهمدان فاعتصموا بجبالهم وامتنعوا بالخيل والعدة، وكانوا يغيرون على أبرهة إذا وجدوا الفرصة، ثم يصعدون إلى جبالهم، ولم يكن بينهم وبين أبرهة سِلْم، وكانوا له حربا، وهم في جبالهم، ولم ينزلوا إلى السهل حتى قدم ابن ذي يزن اليمن. وأما بنو نهد فوادعوا أبرهة على أن ينزلوا السَّهل من أرض اليمن آمنين، لايعرض لهم أحدٌ من قِبَل أبرهة، ولا يعرضون لأحد من أصحاب أبرهة. وتركوا عند أبرهة رَجُلاً رهينة من ساداتهم يقال له طُفَيْل بن عبد الرحمن بن طفيل بن كعب الهندي».
- (6)
- نلخص من قصص يوسف ذو نواس والجيش الحبشى وابرهة الاشرم الى التالى:-
- ان البداية الجيدة والتعصب لمبدا واحد يودى لكوارث .فذو نواس تعصب لليهودية فاحرق النصارى . وابرهة تعصب للمسيحية وحاول هدم البيت الحرم فحلت بكلاهما العنة.
- الجهل قد يودى لنتائج كارثية فابرهة جهل مكانة البيت الحرام ومن الواضح انه جهل دور ابراهيم عليه السلام فى بناءه فحلت به العنة .
- .المراجع:-

1- ابن عساكر (2001). تاريخ دمشق. دار الفكر. ج. 72. ص. 210.
2-
3- البداية والنهاية، إسماعيل بن عمر بن كثير
4-
5- سيرة ابن هشام، عبد الملك بن هشام
6- الأنساب - الصحاري - ج1 - الصفحة 87. نسخة محفوظة 2023-07-15 على موقع واي باك مشين.

 

آراء