لفهم الجنس الاخر

 


 

 


كلام الناس

لم أكن متحمساً لقراءة كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" الذي إستعرته من مكتبة الدكتور علي حمد بشير، رغم مابه من تجارب أسرية حية لأن كاتبه الدكتور جون قراي من بيئة ثقافية أخرى لكنني عدلت عن رأيي وقراته.

مؤلف هذا الكتاب خبير في مجال التواصل والعلاقات وحاصل على شهادة كمعالج للمشاكل الأسرية وقد صدر الكتاب عن مكتبة جرير وحقق مقروئية عالية حيث وزع حوالي 14 مليون نسخة ويتناول المعضلات الأسرية التي إتضح أنها عالمية وإن إختلفت نسبياً من بيئة إلى أخرى.
تخيل المؤلف أن العلاقة بين الرجال والنساء بدأت منذ أن كانوا يعيشون في كوكبي المريخ والزهرة في محبة وسلام قبل أن يهبطوا للأرض ليكتشفوا أنهم من عالمين مختلفين.
يقول المؤلف أن أهل المريخ وأهل الزهرة وقعوا في حب بعضهم بعضاً وأقاموا علاقات سعيدة هانئة لانهم إحترموا خلافاتهم وتقبلوها ثم هبطوا إلى كوكب الأرض وأُصيبوا بالنسيان ونسوا أنهم من كوكبين مختلفين.
الكتاب مشحون بالتجارب الأسرية الحية والإرشادات والنصائح التي يعرفها الرجال والنساء ومع ذلك يقعون في فخ الإختلافات التي تزلزل علاقاتهم وتهدد إستقرار أسرهم ووتقضي على الحميمية العاطفية التي تربطهم.
يصر المؤلف على توضيح الإختلافات بين الرجال والنساء فيتحدث عن ظاهرة لجوء الرجال إلى كهوفهم فيما تلجأ النساء للحديث والثرثرة لتفريغ شحناتهن المكبوتة.
يحاول المؤلف التوفيق بين "السيد الخبير" و"تحسين البيت" أو بين من يدخل إلى كهفه وبين التي تريد أن يتفاعل معها ويستمع لها ويستمتع بما يمكن ان تقدمه له .
يعود المؤلف ليذكرنا بأن حياة أهل المريخ واهل الزهرة قبل الهبوط للأرض كانت عامرة بالسعادة لانهم كانوا يحترمون إختلافاتهم و أهل الزهرة كن يحترمن حاجة اهل المريخ أحياناً للجوء للكهف ووجدت الزهريات الطمأنينة عندما فهمن أن دخول الرجال للكهف ليس دليلاً على عدم حبه لهن.
يواصل المؤلف تحليله في أسباب وتداعيات الإختلافات الطبيعية بين الرجال والنساء ليصل بنا إلى أن شعور الرجال بالرضا عندما يشعرون بوجود من يحتاج إليهم فيما تشعر النساء بالرضا عندما يشعرن بأنهن معززات.
الرجل يحتاج للثقة والتقبل والتقدير والإعجاب والتشجيع والنساء يحتجن للرعاية والتفهم والاحترام والإخلاص والطمانينة، وحاول المؤلف الإجابة على بعض الأسئلة العالقة مثل كيف ندعم بعضنا بعضاً.
لايكتفي المؤلف بما أورده من وسائل لإعادة جسور الحب والمودة بين أهل المريخ وأهل الزهرة على أرض الواقع إنما دعا القراء للإنضمام لندوات المريخ والزهرة وورش العمل الذي ينظهما عبر موقعه الإلكتروني
MARSVENUS.COM

 

آراء