لقمان و٩ طويلة

 


 

كمال الهدي
13 April, 2022

 

تأمُلات
. لا يدهشني إطلاقاً سب (كوز) للعقيدة التي يتشدقون بأنهم حماتها، فقد شهدنا منهم طوال فترة حكمهم الجائر كل الكبائر في حق الدين والإنسان والوطن.

. لكن يظل الفيديو المسرب من محاكمة مدبري انقلاب ٣٠ يونيو ٨٩ واحداً من الأمور التي يجب تسليط الضوء عليها لسببين اثنين.

. السبب الأول أن من سب العقيدة رجل قانون وأثناء جلسة محكمة يفترض أن تكون موقرة، كما أن من ضحك على هذا الفعل المشين البغيض والحرام البين قانوني أيضاً من جماعة تجار الدين، الشيء الذي يشكل إدانة صريحة لهما وللقاضي ولمن شارك في نقاش العنصرية البغيضة وسب لقمان والثوار الأحرار.

. ولان الحادثة كانت داخل أروقة محكمة ينتفي معها التبرير المحفوظ بأنه سلوك فردي لا ينسحب على الجماعة، اللهم إلا إذا اتخذت الجماعة موقفاً صارماً من هذه المجموعة وهو ما لا يتوقعه عاقل من مرضى يتعالون على كل الشعب ويظنون واهمين أنهم سادة هذا البلد.

. أما السبب الثاني فهو أن بعض أهلنا المتدينيين بلا مغالاة ظلوا يرددون طوال فترة حكومة الثورة أن جماعة المخلوع كانوا أفضل رغم مساوئهم لكونهم قد حافظوا على الدين ولم يجاهروا بالمعصية.

. وبالرغم من أنني لا أفهم كيف تكون المجاهرة بالمعصية أكثر من سفك دماء الأبرياء وحرق القرى واغتصاب الرجال والحرائر، إلا أن هذا السب للعقيدة على رؤوس الأشهاد ربما يقنع بعض المتعاطفين مع هذه الفئة الباقية من منطلقات دينية.

. والآن نأتي للجانب الأهم في هذه الحادثة القبيحة، أقصد ما يتعلق بموقف مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون السابق لقمان أحمد.

. فهل نتعشم في أن يتخذ لقمان موقفاً واحداً مشرفاً يشبه ثورة ديسمبر العظيمة بتقديم دعوى ضد من أساءوا له ووصفوه ب (العبد أبو نخرين)!

. أعلم أن لقمان ومنذ أن أتى به صديقاه فيصل والرشيد سعيد لم يقم بعمل ثوري يُحترم.

. وقد نبه الكثيرون وقتذاك إلى أن تقاعس هذا الثلاثي سوف يؤدي لقصم ظهر الثورة لكون الإعلام أنجع سلاح لحمايتها و مواجهة أعدائها.

. لكنهم تقاعسوا وتساهلوا لحد الخذلان مع إعلاميي وكتبة الكيزان فكان طبيعياً أن نصل لما نحن فيه اليوم.

. وقد أتتك يا لقمان (المحظوظ) الفرصة من السماء فهل ستستغلها لتحظى بدعم أغلبية أهل السودان رغم مواقفك السابقة المخزية!

. ليتك تفهم أن موقفنا كإعلاميين من هذه الجماعة ودعمنا للثورة كان ولا يزال من منطلق أخلاقي ولا علاقة له بتوجهات سياسية.

. الشيء الثاني الذي يستحق التناول هو هذا الانفلات الأمني المتعمد.

. فلم يعد يمر علينا يوم دون أن نسمع عن حادثتين أو ثلاث لنهب تحت تهديد السلاح واعتداءات على المواطنين العزل بغرض نشر الرعب وسط السودانيين.

. وكثيراً ما تساءل الناس عن دور الأجهزة الشرطية والأمنية تجاه هذه التفلتات والجرائم الشنيعة.

. ولم يعد الأمر بحاجة لدرس عصر حتى يفهم المرء أن الأجهزة الأمنية لا ترغب في حسم هؤلاء المجرمين.

. لهذا فالأفضل للشباب الذين يمسكون ببعض هؤلاء المجرمين هو ألا يسلموهم للشرطة أو غيرها.

. الطريقة المثلى للتعامل معهم في رأيي هي أن يُجلدوا جلداً غير مؤذٍ ويهانوا ويُكتفوا بحبال بأماكن يختارها الثوار لحين أن تجد الأجهزة الأمنية في معاقبتهم، أو يرعووا هم أنفسهم ويكفوا أذاهم عن المواطنيين.

. فالسلمية لا تعني أن نمد خدنا الأيسر لمن يصفعنا على الخد الأيمن.

. وعلينا أن ننتبه إلى تسليمهم لأجهزة متواطئة يعني عودتهم لذات الممارسة في أقرب وقت.

.
kamalalhidai@hotmail.com
/////////////////////////

 

آراء