للثوار: دَعكُم من الإنترلوك حتّى خَلْع الأسفلت للتتريس أمرٌ مشروع

 


 

 

أيّ عقولٍ مُجرِمه تلك التي تحكُمُنا. أي قلُوبٍ مُصمته وخلايا مُغلَقه وخيالٍ مَريض. كيف لدولَه أن تُمارس الإجرام بإطلاقِ أيدي المجرمين ورعايةِ أدائهِم وضمانِ سلامَتِهِم. هذا التفكير المريض بحرق الأماكن لنسبة الأمر للثوار وحمل السواطير بعد فشل القنص والإعتقال من أمنجية الانقاذ والمليشيات.
أمِلْنَا في شرطةٍ تتقدّمَ المواكب بزيّها الرسمي وتهتُفُ بالّلاءاتِ الثلاثه مِلئُ حناجِرِ أبنائها مع إخواتِهِم وإخوانهم . لم نكن نعتقدُ أنّهُ سوف تكونُ هنالكَ مغالطات أصلاً أو أسئلَةٌ تَدور حولَ مَن قتلَ ومَن أصابَ ومن إعتقَلَ ومن داهمَ المشافي.
بعد عامين ونصف من الخواء والّلا إنجاز والإصطراع في غير معترك يهُم الوطن تُعيدنا أحزابنا مرّةً اخرى الى نقطة الصفر وليتَها اعادتنا إليها كما استلمتها عندما صفّرنا لها العدّاد بثورةٍ سارت بذكرِها الرُكبان بعد ان روتها الدماء ولكنها أضافت إليها من التعقيدات ما تنوءُ الجبال عن حملِهِ.
الأخطاء الفادحه لفترة الإنتقال يتحمّلها رئيس الوزراء ورَهطهُ . عندما يُكَلّف اي شخص بأدارةِ عملٍ ما وهنالك قانونٌ يُكَبّلً خُطاه ، كما يَدّعي ، عن المُضي في عملِه قُدُماً فليسَ مطلوبٌ منهُ أن " يُرَبّع " أياديهِ ويجلِس إنتظاراً لفَرَجٍ يتنزّلُ من السماء وخلفَهُ شعبٌ بهذه الجساره وهو يعلمُ أنّ هنالك معركه مؤجله لن يُفيدُ فيها هذا الجلوس العاطِل بين يدَي المجهول.
لقد سلَبَ منا هذا الجلوس العاطل المُستكين ، كشعب ، الحق في تأسيسِ قوة شرطه غير محدودة الإمكانيات قوامُها العقيده السليمه والقُدرَه على تكوين قوّات ضاربه تستطيع الوقوف بالصلابة المطلوبه أمام ما يأفِكُ الأفّاكون لُحمَتَها وسداها الوطنية والوقوف درقَه لهذا الشعب والوطن.
ونحنُ الآن في هذه المرحله الأخيره والتي هي أكثر خطورةً ؛ المرحله التي يُقال ان يد السيد رئيس الوزارء قد أُطلِقَت فيها نظلُّ لا نَلمَسُ روحاً لتُحَرّك تلك اليد التي أُطلِقَت والتي تظلُّ في ريبِها تتردّد هي ومَن في " رَكبِها ".
لم أكُن أتَصَوّر ان يصل الحال بقوّة الشرطه أن تَخطو بِظِلفِها إلى سوقِ النخاسه وتمُدَ أياديها للرشاوي والأُعطَيات ووجوهُ قادَتِها مُتَهلِّلَةً مُستَبشِره وأيمَانُهُم مرفوعةً بعلامات ( النّصر ). لم يَهُمُّهُم في حَضرَةِ مَن جاءَ ذلك الجُلوس ولا بيدِ مَن قُدّمَت تلكَ الأموال ولا من أيّ جيوبٍ للفقراءِ أُخرِجَت ولا من أيّ أفواهٍ لجوعى إنتُزِعَت. .
لم يَدْرِ هؤلاءِ ولم يسمعوا عن القيادات التي مَرّت على هذه القوّه وكيفَ كانوا يمشون بين الناس وجِباهُهُم عاليه ليسَ بتسلُّطِهم ولكن بخياراتِهِم التي ما فارَقَت كونِهِم خُدّاماً للشعب وحُماةً له.
الشعبُ يعرِفُ ما يُحاكُ لَهُ ولهذا الوطن الأبي. والكُلُّ يعرفُ أنّ هنالك سلاحاً يَمرَحُ خارجَ أيدي القوات النظاميّه وكُلُّها كتائب ومليشيات تتبع النظام الإنقاذي اُعيدَ تفعيلُها الآن. رئيس الوزراء بكُلّ ما كتبناهُ عن هذه المليشيات في مارس ٢٠١٩ وما وصّينا به في حقّها لم يتوقّف عندَهُ. الكُلُّ يعرف أننا عرايا أمنيّاً رغم أنّنا ندفَعُ لقواتٍ لسنا ولم نكن مِن شأنِها او في دائرةِ إهتمامِها يوماً إمّا لأنّها تتبع النظام الإنقاذي حتّى الآن او لأنّها خارج توصيف " النظاميّه " المعروف ولها طموحاتِها وتخطيطها وتستمر في التحَكُّم فينا ما بينَ ( الضُبّانه والنشنكا ) وهي أدوات التنشين في البندقيه.
ليس لنا سوى الايمان بقضيتنا. نعلمُ جميعاً ما يُرادُ بنا ونعلم جميعنا أنّهُ ليس لدينا " قاده " في هذا الأوان الهَوان. هذه الأرض الولود التي أنجَبَت ما زالت تُنجِب ولكنّ مَن تمكّنوا منها في غفلةِ الزمانِ هذي لا يمكن وصفَهُم بأولادِها.
أقولُ للّذينَ يتّهِمونَ المواكب بالتّخريب أنّنا ضباط شرطه وموجودون في قلب هذه المواكب بأبنائنا وبناتِنا وأهلِ بيوتنا ووسط شعبنا. نُشهِدُ الله أنّهُم لم يُخَرّبوا ولم يُهاجِموا أقساماً لشرطه ولم تُمَس حتّى السيارات التي تقفُ على جانبَي الطريق بأذى. هؤلاءِ الفتيات والفتيه هُم حُرّاسنا وحُرّاسُ الوطن من شرٍّ أُريدَ بهِ وبِنا لذلك قُلتُ في مُفتتحِ حديثي أنني كُنتُ أوَدُّ رؤية شُرطتَنا بزيّها في مقدّمة الصفوف لأن مهمتها حماية الوطن والمواطن وهؤلاء الفتياتُ والفتيه يقومون بهذا الواجبِ ، للأسف ، بالنيابةِ عنها ولكنّها فِكرةٌ هُزِمَت بواسطةِ رئيس وزرائنا وكُلُّ من مَتَّ إليهِ بِصِلَه في الثلاث سنوات العِجَاف الماضيه. بشهادتِنا المِهَنيّةُ التي لا يُعلى عليها وأمانتنا التي كانت وستظلُّ فوق الشُبُهات ونحنُ نرصُدُ كلّ كبيره وصغيره لم نَرَ في هؤلاءِ الثوّار ألّا كل الخير المُتعارَف عليهِ في ثقافةِ اهلِ السودان ورأيْنَا عدوانًا غاشماً على مواكِبِ الثوّار من مختلف الأزياء العسكريه والمَدَنيّه.
نحنُ شعبٌ يؤكّدُ تأريخُنا تقدُّمُ أبطالنا نحوَ فَوهاتِ البنادقِ المحشوّه بلا وَجَلٍ وبثباتِ الدُنيا كُلّهِ من لَدُن سِدّوا الفَرَقه إلى أب كَريق الى الذين جُرتِقوا بالدما في يوليه ١٩٧١ فلا غروَ أن يُعيدَ أبناؤنا كَرّةَ الثبات الآن ولا غرو ألّا يفهَم مَن يُريدونَ حُكمنا وهُمُ الآتونَ من خلف الحدود بكُلّ ترساناتِهِم مع كلّ الأعداد التي قَتَلوا في الإعتصامِ وما بعدهُ أنّنا شعبٌ لا يمكنهم حُكمَهُ.
إنّ " تخريب " الشوارع وخلع الانترلوك بل وخلع الإسفلت نفسَهُ واستعمال كلّ الممكن كتروس لحماية المتظاهرين أمرٌ مشروع بعد أن رفعت كل القوات المنوط بها ذلك والتي يدفع لها المواطن من فقرِهِ يدها وبعد أن صارت تحشِدُ في مواجهةِ شعبِها كل قُدرَتِها من قوّةٍ ورباط للخيل. كل ما يُعَرقِل سير هذا العدوان الغاشم ويرُدُّ بأسَهُ مشروعٌ مشروع وليبقى الخِزيُ والعار على قواتِنا النظاميه وليبقى الخِزيُ والعار على سياسيينا وليبقى الخزيُ والعار على رئيس وزرائنا وشُلَلِهِ ومُريديهِ ومَن هُم حَولَهُ منذ تولّيه حتّى اليوم. أما نحنُ شعب السودان فسننتصر نصراً عزيزاً بإذن اللّه.

melsayigh@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء