لماذا يقتات الجيش علي البليلة منذ اندلاع الحرب!؟؟

 


 

 

صرح الفريق ياسر العطا في تسجيله الاخير بأن الجنود في الجيش يأكلون البليلة طيلة التسعة أشهر الماضية ، يعني منذ اندلاع هذه الحرب العبثية باعتراف الجميع ، ولهم تسعة أشهر أيضا ولم يتذوقوا مشروب عصير !!؟ هذا تصريح من رجل هو في قمة الهرم في الجيش وايضا في قمة الهرم الحكومي كعضو في المجلس السيادي العسكري ، وهو تصريح يدينه ويدين كل قيادات الجيش الموجود والهارب خارج البلاد والمختفي داخله. فكيف بالله يكون الجنود بهذا البؤس المعيشي وهم يدفعون عن البلاد اكبر وأخطر مليشيا شريرة جلبها النظام الهالك لحمايتهم فانقلب عليهم وعلي كل البلاد في سابقة فريدة وخيانة من الكيزان لا مثيل لها في القديم والحديث من التاريخ.
اين ذهبت مدخولات الشركات العسكرية التي نافست التجار في كل شئ من الصابون الي الدقيق ثم الذهب ليذهب كل ربع هذه الشركات الي جيوب القائمين علي أمرها ولذلك رفضوا تسليمها للحكومة لوزارة المالية حين طالب حمدوك بذلك ، وعندما شعروا بإصرار الرجل انقلبوا عليه وطردوه وأشعلوا الحرب العبثية هذه تفاديا لفقدان سيطرة الجيش علي هذه الشركات الغنية جدا.
ثم اين تذهب ميزانية الدفاع التي يستلم معظمها الجيش بدعوي حماية الوطن خصما علي التعليم والصحة والبنية التحتية للبلاد حتي تخلفنا عن ركب الامم؟! وبعد كل هذا الصرف علي الجيش من ميزانية الدولة ومن دخل الشركات العسكرية المملوكة للجيش نري الجنود الابطال يعيشون علي البليلة وملابسهم وأسلحتهم بالية وهذا ما ادي الي الهزيمة تلو الهزيمة أمام الدعم السريع الذي جنوده يتلقون وجبات من اللحوم الطازجة يوميا حيث يذبحون النياق والخراف يوميا ، وأسلحتهم وملابسهم جديدة دوما وتبدو علي وجوههم نضرة النعيم ، فكيف بالله ينتصر جيش هذا حاله علي عدو بهذا الحال ؟!
هذه الحرب العبثية كشفت أشياء كثيرة وفضحت المسؤولين العسكريين واكدت القول السائد بأن الجيش السوداني لم يطلق رصاصة في وجه عدو خارجي ابدا منذ الاستقلال إلي يومنا هذا باستثناء مناوشات قليلة ضد الجيش الاثيوبي في الفشقة ، وما عدا ذلك فكل السلاح الحكومي جيش وأمن وشرطة موجهة ضد الجيش نفسه في الانقلابات والانقلابات المضادة ، وضد المواطن في قمع المظاهرات وفض الاعتصامات ومحاربة تمرد بعض أبناء الوطن طلبا للعدل .
وكشفت الحرب العبثية هذه ايضا بأن هناك خلل في هيكلة هذا الجيش حيث اغلب الضباط من مناطق معينة ومعظمهم كبار الضباط منهم هربوا وتركوا الجنود ،الذين أغلبهم من مناطق معينة ، يقودهم ضباط صغار بلا خبرة في قيادة المعارك، فكانت النتيجة ضعف الصمود أمام جحافل المليشيا الباطشة.
اخيرا ، لاسترداد الجيش ليكون جيشا قويا فاعلا لابد من :
اولا: تبعية الجيش لحكومة مدنية كما في كل العالم.
ثانيا: تبعية الشركات العسكرية لوزارة المالية شأنها شأن كل الموارد المالية.
ثالثا: يجب أن يكون الجيش ضباطا وجنودا ممثلا لكل سكان السودان .
رابعا: تطهير الجيش من اي مليشيا وتحصينه من الاستقطاب السياسي الحزبي الايدلوجي ومنع تكرار مهزلة النظام الاسلاموي الساقط.
وبذلك يكون شعار : جيش واحد شعب واحد هو شعار يعكس تلك الوحدة ويكون الجيش من اقوي جيوش العالم.

وعاش السودان قويا غنيا متقدما شامخا بإذن الله.

د محمد علي طه سيد الكوستاوي.
القاهرة

kostawi100@gmail.com

 

آراء