لمتين يا شعب يا عجيب..!!

 


 

كمال الهدي
16 September, 2021

 

تأُمُلات
. نحن شعب عجيب صراحة.

. وحالتنا تحتاج لدراسة متأنية وتأمل عميق.

. فقد صرنا مثل الديك الذي يُضرب به المثل لكونه لا يكترث بتحمير بصلته وهو مستمر في صياحه.

. تتجول بين مواقع التواصل الاجتماعي فتجد الملايين من الأهلة والمريخاب الذين يتجادول حول شئون الناديين الإدارية والفنية.

. تتكلم عن الأزمات التي عصفت بنادي المريخ مؤخراً لدرجة الضرب واطلاق الرصاص فيجادلك الألآف ويتابع الملايين ما يُكتب ويُنشر.

. لكن إن سألت عن العضوية الفاعلة في الناديين الكبيرين ستأتيك الإجابة سريعاً بأنهم بضع آلاف.

. فكيف تريد يا مناصر أحد الناديين أن ينصلح حال ناديك وأنت تكتفي بالفرجة و(اللعلعة) والجدل العقيم!

. تأتي على سيرة فساد السياسيين وتلاعبهم بواحدة من أعظم الثورات في هذا العصر فينبري لك الآلاف بين منتقد لأي كلام سلبي عن حكومة الثورة ورافض لكل ما يجري.

. تنتقد سلبية دكتور حمدوك وتقاعسه الواضح وعدم رغبته في تنفيذ المطلوبات التي ضحى من أجلها خيرة شباب الوطن بأرواحهم الغالية، فتجد الآلاف ممن يلقون باللوم على المكون العسكري في الحكومة بإعتباره العائق الوحيد وكأنه فرض نفسه دون تواطؤ القوى المدنية التي قادت الثورة في وقت مضى.

. تنبه للمخاطر وتعبر عن الفزع مما هو آتٍ فتأتيك التطمينات بأن الترس صاحي، وأن الشباب لن يفرطوا في ثورتهم هذه المرة.

. المتابع العاطفي والانطباعي لوسائل التواصل الاجتماعي سيضع في جوفه ألف بطيخة صيفي حين يصغي لحماس المنكبين على الكي بورد.

. لكن واقع الأمر مغاير لذلك تماماً.

. فحين رابط شبابنا البواسل أمام قيادة جيش (الكيزان) وبدأت زيارات عدد من الساسة لبعض بلدان الإقليم حذرنا من مغبة ذلك، لكن طُلب منا ألا نُخون الناس.

. ويوم أن خرجت الملايين في 30 يونيو بعد جريمة فض الاعتصام البشعة وبدأ الهبوط الناعم لقادة الثورة طالبنا الشعب بأن يستمر في ثورته، لكن كان الرد أن الثقة في قوى الحرية والتغيير لا تحدها حدود.

. ويوم أن ترأس نبيل أديب لجنة التحقيق في جريمة فض الاعتصام وكتبت في هذه الزاوية أن من شارك قوش غير مؤهل لدور كهذا، طالبني البعض بأن احترم تاريخ نبيل كمناضل ظل يدعم قضايا الحقوق.

. ويوم أن ترك حمدوك جمل جوبا بما حمل لحميدتي والتعايشي والكباشي وكتبت أيضاً عن الخطر الداهم القادم من جوبا هناك من طالبونا باحترام ارادة السلام والصبر لأن الاتفاق طيب والسلام جميل ومطلوب.

. والعامل المشترك في كل ما تقدم هو (الفُرجة) مع الاصرار على ترديد العبارات التطمينينة مثل (الترس صاحي) و(الثورة مستمرة).

. وها نحن الآن نعيش مرحلة حصد زرع جوبا الخبيث وبالرغم من وضوح كل شيء ما يزال شعبنا يمد حبال الصبر.

. ومع التقاعس الواضح لحمدوك والكثيرين ممن قادوا الثورة وتآمرهم الواضح مع أعداء وقتلة الشعب وخيانتهم التي لا تخطئها العين للثورة وللوطن.، مع كل ذلك تجد من يقولون " لم يبق لك الكثير يا حمدوك والشعب الثائر لن يصبر لأكثر من ذلك".

. والحقيقة انني أندهش لمثل هذا الكلام، حيث لم يعد هناك ما يمكن أن نصبر لأجله أصلاً ولو لثانية واحدة.

. فخطوات تنفيذ المخطط اللئيم تتسارع ونحن ما زلنا نتعشم خيراً.

. منذ أن وطأت قدماء حاكم دارفور أرض تلك البقعة من الوطن صار حديثه واضحاً، لكننا نكتفي بالشجب وتأكيد النؤكد وتوضيح الواضح دون أن نفعل شيئاً ملموساً.

. لا بل ونناشد حمدوك في أن ينتبه لما يردده مناوي وكأن الأخير هو من نصب نفسه حاكماً لإقليم دارفور.

. أليست هي اتفاقية جوبا التي سكتنا عنها!

. أليس حمدوك هو من بصم على قرار التنصيب!!

. وهل نظن أن كل ما يقوله مناوي هذه الأيام نزل عليه فجأة، أو أن حمدوك كان يجهل كل ذلك!!

. فقدان الأمن والقتل المستمر في عاصمتنا والفوضى واستخدام السلاح والنيران المشتعلة في الشرق كلها أمور يلهوننا بها لكي يكتمل المخطط اللئيم ونحن محلنا سر للأسف الشديد.

. والأعجب أن بعضنا صاروا يتندرون و(يكاوون) بعضهم حتى بمثل هذه الفتن والسلوكيات الهمجية التي يمكن أن تشعل كل البلد في ظرف أيام معدودات.

. أليس من السذاجة أن يُكبر رجل راشد وطاعن في السن لنيران تشتعل ل (تحرير) ملعب كرة لكونه يناصر مجموعة ضد الأخرى!

. طيب يا غافل عندما تشتعل هذه النيران وتتوسع دائرتها حا تلقى مريخك ده وين عشان تستمتع به سواءً ناصرت هذه المجموعة أو تلك!!

. وحا نلقى وطن وين ما دمنا نغض الطرف ونكتفي بالفرجة على كل العبث الحاصل ده!!

. مخطيء من يظن أن دارفور إن ذهبت خير وبركة، وأن الشرق لو انفصل ستهدأ الأمور.

. والعجيب أن تجربة الجنوب لا تزال ماثلة أمامنا.

. فلا انتعش وازدهر هذا الجنوب، ولا تذوقنا نحن طعم الاستقرار.

. وما اتفاق جوبا التآمري نفسه إلا تأكيد أوضح من شمس الضحى على أن التقسيم لن يصب في مصلحة أي جزء من هذا السودان.

. ولو كانت القوى الخارجية التي تقف وراء ذلك تريد خيراً لمواطن السودان بعد التقسيم لعدة دويلات لتركته يهنأ بهذا الاستقرار في كنف دولة موحدة.

. فمتى نعقل ونتعظ ونتحرك للدفاع عن وجودنا ومصيرنا ووطننا.. متى!!

. لابد أن نثق في أنفسنا وفي قدرتنا على ايقاف الخونة والعابثين عند حدهم.

فإرادة الشعوب لا تُقهر.

. لكن طالما استمررنا في صمتنا وفُرجتنا على ما يجري فسوف يكمل خونة الأوطان مخططاتهم إرضاءً لسادتهم في الخارج.

kamalalhidai@hotmail.com
///////////////////////

 

آراء