رغم عدم اعتمادي للأخبار التي تُنسب لمصادر مطلعة - ترفض ذكر اسمها- خاصة فيما يتعلق بالشأن العام الذي يؤثر بصورة مباشرة على السلام المجتمعي ، ازعجني الخبر الذي تصدر (السوداني) اليوم حول تسريبات نُسبت لاجتماع تم بشأن مجلس شركاء الحكم المختلف عليه . جاء في الخبر أن مصادر مطلعة صرحت ل ( السوداني ) برفض رئيس حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم ورئيس مسار الوسط بالجبهة الثورية المدعو التوم هجو تسمية رئيس مجلس وزراء الحكومة الدكتور عبدالله حمدوك في منصب الرئيس المناوب لمجلس الشركاء !!!!!! لم أنزعج فقط من الخبر لكنني قلقت اكثر على مستقبل الشراكة القائمة في الحكومة الانتقالية خاصة بعد أن قرأت تصريحا اخر منسوباً للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد ابو هاجة في ذات الصحيفة يحذر فيه من مغبة استفزاز القيادة العسكرية ، فهذا تصريح تحريضي لا مبرر له خاصة وانه ليس هناك من يحاول إستفزاز القيادة العسكرية، وكل المطلوب منها أن تلتزم بأدوارها المهنية بعيدا عن التدخلات السياسية والمكاسب المادية. مرة أخرى نقول ليس من مصلحة أي طرف من الأطراف الحريصة على تحقيق اهداف الثورة الشعبية في السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة للمواطنيين ، التشكييك في مكونات الحكومة الانتقالية مع علمنا التام بأنها تخطئ وتصيب وتنجح وتفشل وتخضع للمساءلة والتقويم بعيدا عن التخوين والأحكام الظالمة المغرضة الرامية لعرقلة مسار الثورة مع سبق الاصرار والتعمد . نكرر التحذير من تأجيج الخلافات وتعكير المناخ السياسي للصيد في المياه العكرة خاصة من الذين جاءوا تحت اتفاق جوبا للسلام الذي لم يكتمل، ولا نريدهم أن يكونوا خميرة عكننه بل نريدهم رسل سلام يترفعون عن المناصب والمكاسب ويدفعون مع قوى الثورة مستحقات ىالسلام والعدالة والديمقراطية وليس العكس . إن التحدي الماثل امام الجميع ـ قدامى وقادمين في رحاب الثورة ـ هو إستكمال مهام المرحلة الانتقالية وتهيئة المناخ الصحي للإنتقال سلميا لمرحلة الجكم المدني الديمقراطي، بدلاً من التشاكس وإفتعال معارك في غير معترك .