أصل الحكاية
جاء في اخبار الامس أن الحكومة النيجيرية أعادت الرئيس الشرعي لإتحاد كرة القدم النيجيري أمينو مايجارو ، ومعروف أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ، كان قد أمهل الحكومة النيجيرية حتي يوم أول أمس ( 8 سبتمبر 2014) ، لإعادة أمينو مايجارو ، والذي اقيل من منصبه من السلطات النيجيرية ، التي عينت كريس غاوا ، وجاء تهديد الفيفا واضحا وقويا ومباشرا ، بحظر النشاط الرياضي ، وكان سيترتب علي هذا الحظر إبعاد المنتخب النيجيري الذي يشارك ضمن مجموعتنا الحالية في التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات 2015 المقامة في المغرب .
المهم في هذا الخبر ، لفت الانتباه لخطورة تسييس العمل الرياضي ، والكوارث التي سيجلبها للدول ، ومن ثم إجبارها علي التراجع والانكسار ، أمام قوة الاتحاد الدولي لكرة القدم ، وتعتبر نيجيريا دولة صاحبة تاريخ عريض في التدخل السياسي في الشأن الرياضي ، وفي كل مرة تضطر للتراجع عن تدخلاتها السياسية ، وتعيد غصبا عن إرادتها الشرعية الرياضية ، أهمية هذا الخبر لمن يحرضون ويروجون بدون فهم لتسيييس العمل الرياضي عندنا ، ويطالبون بإستمرار وبسذاجة وسطحية بحق الحكومة في التدخل لإصلاح مايعتقدونها أخطاء .
لمن لايفهم ويعطي السلطة السياسية أكبر من حقها الذي لايتجاوز دعم الرياضة ، لاتستطيع أن تتدخل ، وإن فعلت ستواجه مصير نتيجيريا ، وسيعاد لها سيناريو تدخل الفيفا عندنا في عدد من القضايا الرياضة بسبب التدخل الحكومي ، وإجبار حكومتنا علي التراجع ، آخرها حل مجلس إدارة نادي الهلال بقيادة الامين البرير ، وقبلها التدخل من الفيفا بالاشراف المباشر علي إنتخابات الاتحاد العام في سابقة هي الاولي من نوعها في تاريخ الكرة السودانية بإلغاء وجود الجسم الحكومي المسمي المفوضية الاتحادية ، وقبل ذلك إيقاف صلاح إدريس ومنعه من رئاسة البعثات الرياضية بخطاب مباشر من الاتحاد الافريقي (كاف) حدث ذلك في فترة شداد.
لذا علي من تتقاطع مصالحهم مع الوجود المباشر للسلطة السياسية في الرياضية ، وللسلطة التي تعطي نفسها حقوقا لا تملكها ، الانتباه جيدا إلي الهاوية التي يقودون إليها رياضتنا ، وعليهم أن يتركوا الرياضة للرياضيين ، فهم أدري بشئونها ، ويجيدون إدارتها ، وفقا للقوانين والنظم واللوائح التي تحكم اللعبة .
فالفيفا لايسمح حتي بالدعوات التي تطل برأسها من وقت لآخر بتجميد أو إغلاق الكرة السودانية عدد من السنوات ، لأن كرة القدم عنده لعبة مستمرة ، لاتتوقف ، وسبق أن قررت الحكومة النيجيرية إيقاف نشاط منتخبها الوطني ، بسبب تراجع نتائجه في البطولات الافريقية ، فحذرها الاتحاد الدولي (فيفا) من مجرد التفكير في ذلك ، وبالفعل تراجعت عن القرار لأن خسائره أكبر ، ونجح المنتخب بعدها في الفوز بآخر بطولة افريقية ، وتأهل أيضا لنهائيات كأس العالم الاخيرة .
لذا أكرر ولمن لايفهم أبعدوا التسييس عن العمل الرياضي ، ولتعلم السلطة السياسية أن الكوادر التي تصدرها للرياضة ، تستند علي النفوذ السياسي في تواجدها ، وليس الكفاءة لذا تفشل ، أتركوا الرياضة للرياضيين فهم أدري بشئونها .
آخر الحكاية
اتمني أن يعود منتخبنا الوطني من الكنغو برازافيل بالنقاط الكاملة في مباراة اليوم.
hassanfaroog@gmail.com