لم لا يباشر (حمدوك) مهام حكومته من المنفى بالتنسيق مع (تقدم)؟
د. أحمد جمعة صديق
25 February, 2024
25 February, 2024
د. أحمد جمعة صديق
هذا المقال تحوير لمقالين سابقين نشرت بصحفتي في الفيسبوك وعلى صفحات (The Africanist) تحدثت فيهما عن الرجل، وقلت بان الساحر شخص يقوم باعمال فوق الخيال، تعتمد على الحيلة والخداع البصري. هذا المعنى لا نقصده، فسحر الدكتور حمدوك ليس خفة اليد أو الخداع، انما سحر الفكر الهادئ والبال الرصين، تدعمه معرفة موسوعية في مجاله التقني وخلفية من التجارب المبهجة، وقدرة على الابانة والشرح، صنعت من الرجل ما يمكنه ان يكون (ساحرنا) المرتقب، مع انه لا يملك عصا موسى كما قال.
وكما قلت سابقاً اني قد سعدت بعودة الرجل الطوعية الى قيادة البلاد والخروج بها من هذه الوهدة. وقد زعمت ان الرجل ايضاً يحوزعلى قدر عال من المعرفة والمهارات تمكنه أن يحدث التغيير المنشود في بلادنا ان شاء الله. فهو بخلفيته في الاقتصاد الزراعي يكون هو الرجل المعني بالتغيير، لان التنمية في السودان تنطلق من هذا القطاع. ويحيرني امر ذلك الاكاديمي السمج، يريد ان يقلل من شأن تخصصية الرجل في الاقتصاد الزراعي كأن في ذلك انتقاص من قدراته، فالرجل يفهم بشكل مباشر في عناصر اقتصاديات الزراعة، في التربة، والمحاصيل والحيوان والبذور والتسويق. وهذا هو الذي يطمئننا اننا قد وقعنا على ضالتنا وكنزنا المفقود، لعله يعيد بعض امجاد الدكتور (قنيف) احسن وزير زراعة مر على السودان في الاربعة عقود الاخيرة كما يقال.
ثم تشاء حظوظ الرجل ان(يتجدع) في الوظائف من واحدة الى أخرى فحينا هنا واحيانا هناك من الامم المتحدة الى الامم المتحدة احدى وحداتها، ومن تنزانيا الى غانا ومن اثيوبيا الى بتسوانا،ثم الى ليبريا ينهل من رصيد الخبرة الكثير. وهذا شيئ قلما يتاح الا لمن اراد الله به خيرا ليفقهه في هذا الامر، ولا يلقّاها الا ذو حظ عظيم .
اذن سيكون فرح السودان كبير في العثور على الكنز المفقود. ولو قدر لي أن أكون على مسافة قريبة من الرجل؛ أو استطيع ان اسمعه صوتي من هنا، لقلت له ان تضرب بخيمة حكومتك ومجلس وزرائك في وزارة الزراعة أو الثروة الحيوانية، وتجعل منها المقر الدائم للحكومة في الصيف والشتاء. أو قلت لك أن يكون مقر الحكومة الرسمي في الست شهور القادمة في (مارنجان) لاعادة الحيوية الى مشروع الجزيرة العظيم الى سابق عهده بكامل طاقمك الحكومي. قصدت بذلك رمزية المكان لتغيير المفاهيم السائدة عن وزارات (السيادة). هذه هي وزرات السيادة ايها السادة، والتي ستحقق للسودان والجيران بل والعالم أجمع امنه الغذائي الصحي وبتكاليف معقولة.
الزراعة والانتاج الحيواني - بجانب المغتربين والذهب - هما صمام الامان للخروج من هذه الوهدة الاقتصادية. والزراعة هي النشاط الوحيد في العالم والذي تدعمه الحكومات بالملايين من الدولارات أوالجنيهات الاسترلينية، لان الامن الغذائي ياتي في اوليات الدولة. ولذلك لاغرابة أن ترى السلع الزراعية تنساب بلا قيود داخل الدولة، فياتيك منتح الشمال في طرفة عين وتنقل منتوجات الجنوب في رمشة، من غير تعقيدات جمركية أو مرورية كما يحدث عندنا في رحلة جوال البصل من الشمالية الى الخرطوم او البرتقال من جبل مرة الى الخرطوم.
أما أمر الحيوان فذلك موضوع شائق وشيق. في امريكا عندما يريدون اجراء التعداد السكاني يشملون أيضاً الحيوان في التعداد السكاني، ويطلقون عليه (المجتمع الحيواني) على وزن المجتمع الانساني في البادية أو الحضر. وبالانجليزية هو ال (animal population) حيث يكون للحيوان نصيبه (الشرعي) في ميزانية الدولة من المساحة التي يحتاجها ليتحرك ويرعى فيها بحرية، وهذا يقابله في المجتمع الانساني (السكن)، ثم الحاجة الى الغذاء، فمثلنا تماما يحتاج الحيوان الى العناصر الغذائية الست ليكون في صحة جيدة، ومثلنا ايضا يحتاح للرعاية الطبية والادوية الفعالة (والدلع) حتى ننعم بطيبات لحمه وحليبه.
فالدكتور حمدوك ايضا مطلوب منه أن يكون رئيساً على هذا القطاع من (السكان) والمتحدث الرسمي باسمه وعليه فالاحصاء القادم يجب ان يتضمن احصاء السكان والحيوان والمباني. قدرك ايها الرجل انك قد أتيت بأختيار الشعب ونشكر من اكتشف مخباءك ففضحك لنا وعرفنا بك. ثم جاءت جماهير (الحرية والتغيير) فصدحت باسمك وقالوا (يا أخي انت ارجل واحد فينا، فتقدمنا). فهل ستكون انت رجل اللحظة المشهود والامام المنتظر.
كتبت في مكان آخر قلت (بعض الرجال كالخيل الأصيلة تظهر قدراتها ومهاراتها في المنعطفات الخطيرة؛ فهم يظهرون في لحظات تاريخية مفصلية تسطر بنور في تاريخ الأمم. كان غاندي ونكروما ومانديلا وكنياتا وماهاتير ولي يو كوان ثم بول كاغامي والآن جون ماغوفولي رئيس تنزانيا المدعو بالبولدوزر في تنزانيا؛ أمثلة طيبة لهؤلاء الصنف من البشر. وعسى أن يسجل التاريخ بنور ساطع بزوغ شمس الدكتور(عبدالله حمدوك) ليدخل في هذا السجل الخالد لعظماء التاريخ.
وقلت ايضا يأتي الرجل مؤيدا بتفويض الملايين التي خرجت في ديسمبر2018 المجيد لتحدث التغيير المهول في خارطة التاريخ السوداني الحديث بقيادات ( ق ح ت) التاريخيين. وقد كان قد أشدت في نفس المكان برسالة الدكتور أمير احمد مخاطباً الدكتورعلي الحاج وكذلك أشرت الى المداخلة الراقية للأستاذ الكودة في تفويضه الدكتور حمدوك لقيادة الركب الجديد ب (حمدوك يمثلني). كلا الرجلين علا فوق معتقده السياسي وخطه الحزبي وعبّر بما ينبغي أن يكون عليه كبار النفوس وعالي الهمم من الرجال والنساء. هذا ما نتوفع أن يكون عليه النهج الجديد والذي يمكن أن يفتح نافذة ل national reconciliation تمهد للصلح العام لنمر فوق كومة الأحزان التي خلفها النظام البائد. دعونا نسمع هذه الأصوات، فهي تأتي في منعطف تاريخي لأمتنا الجديدة، التي تريد أن تبني صرحاً ديموقراطياً يسع الجميع، ويعترف بالتنوع الرائع لهذا الشعب الجميل، ذو السحنات والثقافات والديانات والالسن المتعددة، والتي يجمعها جميعا هذا الكيان السوداني الشاسع، والذي فيه متسع للجميع لصناعة التاريخ. وهي جميعا نقاط قوة لهذه الأمة، ان احسن إدارة هذا التنوع الموزاييكي، على هدى هذه القيادات الجديدة، والتي نرى فيها القدرة والمعرفة والمهارة وسعة الخيال.
نعم قيادات تتمتع بالمعرفة والمهارات والخبرات، وفوق ذلك سعة الخيال، وهو اهم مؤهل للقيادي الموهوب، أن يقفز فوق الواقع ليرى ما وراء الجدار. لان الخيال هو القدرة للنفاذ الى ما وراء الجدار.(Imagination is the ability to see beyond reality, beyond the wall). واني لارى ذلك في الرجل، أعانه الله على هذه المهمة، وأن ييسر له أهل الخبرة والحماس ليقوموا معه بعمل الفريق، ليقودوا هذه الامة الى بر الامان، و(يحجزوا) لها مقعداً في الدرجة الاولى مع امم العالم المتحضر، في هذا القرن الواحد والعشرين.
أيها الرجل: لقد ضحيت بمقعدك الوثير في الامم المتحدة، وبراتبك الوفير، لتجلس على هذا المقعد السوداني المتواضع، لتشارك بفكرك ووقتك أهل السودان؛ فعلى هذا تشكر- وان كان هو دين آن الاوآن أن ترده لاهله- في لحظة هم أحوج ما يكونون اليه من أي وقت مضى.
هذا الحديث كان قبل شهور من الانقلاب المشئوم ثم غادر حمدوك الساحة ليعود الآن بارادته ليتقدم (تقدم) وامامي الآن مقترحان: فقد اوردت الاستاذة (صباح محمد الحسن) نقلاً عن (الجريدة) قبل يومين في أن رئيس مجلس الوزراء (السابق) – القوس من عندي - الدكتور عبد الله حمدوك يعمل على ترميم جدر العلاقات السودانية بالدول الإفريقية التي أحدثت فيها حكومة الفلول تصدعا واضحا حاولت من خلاله توسيع رقعة عزلتها الخارجية مقابل وجودها داخليا بعد أن رفضت أغلب الدول الإفريقية الخطة الأنانية للفلول الخاصة باستعادة الحكم بالقوة، أو وضع البلاد على شفا حفرة التلاشي فبعد أن عاش السودان الحرب، الآن يهدده خطر المجاعة ويحاول حمدوك إصلاح ما أفسدته الفلول بفتح جسور مغلقة للتواصل مع هذه الدول، واجتمع وفد من (تقدم) برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا سبقتها (تقدم) بسلسلة لقاءات مع رؤساء كل من غانا وكينيا وجنوب السودان والسكرتير العام لمنظمة الإيغاد.) انتهي
وعليه فانن ياتقدم باقتراحين:
1. على (تقدم) ان تقبل بتسمية د. عبدالله حمدوك (برئيس الوزراء) بلقبه الذي انتزع منه قهراً بسبب الانقلاب الفاشل في اكتوبر 2021, واعادة اللقب الى صاحبه والعمل به باعتباره رئيس وزراء السودان وليس رئيس الوزراء (السابق) كما يرد في الاخبار. وعليه وطالما ارتضى (التقدميون) وجود حمدوك كرئيس لهذه المجموعة اذن عليهم ان يخاطبوا العالم بهذه الصيغة، وانا على يقين بان الكثير من الدول والمنظمات ما زالت على موقفها من حمدوك كممثل شرعي للشعب السوداني، وما زالت حكومته الممثل التنفيذي للهيئة الحاكمة في السودان.
2. وبهذه الصفة ايضا على (تقدم) ان تطلب حضور محادثات جدة المرتقبة في بداية مارس ولو بصفة رقيب. فطالما جوهر الاتفاق سيكون انسحاب العسكر من المسرح السياسي وتولي المدنيين زمام السلطة، اذن لابد من وجود ممثلين للقوى المدنية ان يكونوا حضوراً لما يصدر من اتفاق في جدة. وعليه فالمطلوب من (تقدم) باعتبارها برلمانا سودانيا مفوضا من قبل العديد من الشعب بتسمية د.عبد الله حمدوك ممثلاً للجانب المدني باعتباره رئيس الوزراء ورئيس مجموعة (تقدم) لحضور المؤتمر بهاتين الصفتين
ولنا مقترحات اخرى ان اقتضى الحال...
aahmedgumaa@yahoo.com
هذا المقال تحوير لمقالين سابقين نشرت بصحفتي في الفيسبوك وعلى صفحات (The Africanist) تحدثت فيهما عن الرجل، وقلت بان الساحر شخص يقوم باعمال فوق الخيال، تعتمد على الحيلة والخداع البصري. هذا المعنى لا نقصده، فسحر الدكتور حمدوك ليس خفة اليد أو الخداع، انما سحر الفكر الهادئ والبال الرصين، تدعمه معرفة موسوعية في مجاله التقني وخلفية من التجارب المبهجة، وقدرة على الابانة والشرح، صنعت من الرجل ما يمكنه ان يكون (ساحرنا) المرتقب، مع انه لا يملك عصا موسى كما قال.
وكما قلت سابقاً اني قد سعدت بعودة الرجل الطوعية الى قيادة البلاد والخروج بها من هذه الوهدة. وقد زعمت ان الرجل ايضاً يحوزعلى قدر عال من المعرفة والمهارات تمكنه أن يحدث التغيير المنشود في بلادنا ان شاء الله. فهو بخلفيته في الاقتصاد الزراعي يكون هو الرجل المعني بالتغيير، لان التنمية في السودان تنطلق من هذا القطاع. ويحيرني امر ذلك الاكاديمي السمج، يريد ان يقلل من شأن تخصصية الرجل في الاقتصاد الزراعي كأن في ذلك انتقاص من قدراته، فالرجل يفهم بشكل مباشر في عناصر اقتصاديات الزراعة، في التربة، والمحاصيل والحيوان والبذور والتسويق. وهذا هو الذي يطمئننا اننا قد وقعنا على ضالتنا وكنزنا المفقود، لعله يعيد بعض امجاد الدكتور (قنيف) احسن وزير زراعة مر على السودان في الاربعة عقود الاخيرة كما يقال.
ثم تشاء حظوظ الرجل ان(يتجدع) في الوظائف من واحدة الى أخرى فحينا هنا واحيانا هناك من الامم المتحدة الى الامم المتحدة احدى وحداتها، ومن تنزانيا الى غانا ومن اثيوبيا الى بتسوانا،ثم الى ليبريا ينهل من رصيد الخبرة الكثير. وهذا شيئ قلما يتاح الا لمن اراد الله به خيرا ليفقهه في هذا الامر، ولا يلقّاها الا ذو حظ عظيم .
اذن سيكون فرح السودان كبير في العثور على الكنز المفقود. ولو قدر لي أن أكون على مسافة قريبة من الرجل؛ أو استطيع ان اسمعه صوتي من هنا، لقلت له ان تضرب بخيمة حكومتك ومجلس وزرائك في وزارة الزراعة أو الثروة الحيوانية، وتجعل منها المقر الدائم للحكومة في الصيف والشتاء. أو قلت لك أن يكون مقر الحكومة الرسمي في الست شهور القادمة في (مارنجان) لاعادة الحيوية الى مشروع الجزيرة العظيم الى سابق عهده بكامل طاقمك الحكومي. قصدت بذلك رمزية المكان لتغيير المفاهيم السائدة عن وزارات (السيادة). هذه هي وزرات السيادة ايها السادة، والتي ستحقق للسودان والجيران بل والعالم أجمع امنه الغذائي الصحي وبتكاليف معقولة.
الزراعة والانتاج الحيواني - بجانب المغتربين والذهب - هما صمام الامان للخروج من هذه الوهدة الاقتصادية. والزراعة هي النشاط الوحيد في العالم والذي تدعمه الحكومات بالملايين من الدولارات أوالجنيهات الاسترلينية، لان الامن الغذائي ياتي في اوليات الدولة. ولذلك لاغرابة أن ترى السلع الزراعية تنساب بلا قيود داخل الدولة، فياتيك منتح الشمال في طرفة عين وتنقل منتوجات الجنوب في رمشة، من غير تعقيدات جمركية أو مرورية كما يحدث عندنا في رحلة جوال البصل من الشمالية الى الخرطوم او البرتقال من جبل مرة الى الخرطوم.
أما أمر الحيوان فذلك موضوع شائق وشيق. في امريكا عندما يريدون اجراء التعداد السكاني يشملون أيضاً الحيوان في التعداد السكاني، ويطلقون عليه (المجتمع الحيواني) على وزن المجتمع الانساني في البادية أو الحضر. وبالانجليزية هو ال (animal population) حيث يكون للحيوان نصيبه (الشرعي) في ميزانية الدولة من المساحة التي يحتاجها ليتحرك ويرعى فيها بحرية، وهذا يقابله في المجتمع الانساني (السكن)، ثم الحاجة الى الغذاء، فمثلنا تماما يحتاج الحيوان الى العناصر الغذائية الست ليكون في صحة جيدة، ومثلنا ايضا يحتاح للرعاية الطبية والادوية الفعالة (والدلع) حتى ننعم بطيبات لحمه وحليبه.
فالدكتور حمدوك ايضا مطلوب منه أن يكون رئيساً على هذا القطاع من (السكان) والمتحدث الرسمي باسمه وعليه فالاحصاء القادم يجب ان يتضمن احصاء السكان والحيوان والمباني. قدرك ايها الرجل انك قد أتيت بأختيار الشعب ونشكر من اكتشف مخباءك ففضحك لنا وعرفنا بك. ثم جاءت جماهير (الحرية والتغيير) فصدحت باسمك وقالوا (يا أخي انت ارجل واحد فينا، فتقدمنا). فهل ستكون انت رجل اللحظة المشهود والامام المنتظر.
كتبت في مكان آخر قلت (بعض الرجال كالخيل الأصيلة تظهر قدراتها ومهاراتها في المنعطفات الخطيرة؛ فهم يظهرون في لحظات تاريخية مفصلية تسطر بنور في تاريخ الأمم. كان غاندي ونكروما ومانديلا وكنياتا وماهاتير ولي يو كوان ثم بول كاغامي والآن جون ماغوفولي رئيس تنزانيا المدعو بالبولدوزر في تنزانيا؛ أمثلة طيبة لهؤلاء الصنف من البشر. وعسى أن يسجل التاريخ بنور ساطع بزوغ شمس الدكتور(عبدالله حمدوك) ليدخل في هذا السجل الخالد لعظماء التاريخ.
وقلت ايضا يأتي الرجل مؤيدا بتفويض الملايين التي خرجت في ديسمبر2018 المجيد لتحدث التغيير المهول في خارطة التاريخ السوداني الحديث بقيادات ( ق ح ت) التاريخيين. وقد كان قد أشدت في نفس المكان برسالة الدكتور أمير احمد مخاطباً الدكتورعلي الحاج وكذلك أشرت الى المداخلة الراقية للأستاذ الكودة في تفويضه الدكتور حمدوك لقيادة الركب الجديد ب (حمدوك يمثلني). كلا الرجلين علا فوق معتقده السياسي وخطه الحزبي وعبّر بما ينبغي أن يكون عليه كبار النفوس وعالي الهمم من الرجال والنساء. هذا ما نتوفع أن يكون عليه النهج الجديد والذي يمكن أن يفتح نافذة ل national reconciliation تمهد للصلح العام لنمر فوق كومة الأحزان التي خلفها النظام البائد. دعونا نسمع هذه الأصوات، فهي تأتي في منعطف تاريخي لأمتنا الجديدة، التي تريد أن تبني صرحاً ديموقراطياً يسع الجميع، ويعترف بالتنوع الرائع لهذا الشعب الجميل، ذو السحنات والثقافات والديانات والالسن المتعددة، والتي يجمعها جميعا هذا الكيان السوداني الشاسع، والذي فيه متسع للجميع لصناعة التاريخ. وهي جميعا نقاط قوة لهذه الأمة، ان احسن إدارة هذا التنوع الموزاييكي، على هدى هذه القيادات الجديدة، والتي نرى فيها القدرة والمعرفة والمهارة وسعة الخيال.
نعم قيادات تتمتع بالمعرفة والمهارات والخبرات، وفوق ذلك سعة الخيال، وهو اهم مؤهل للقيادي الموهوب، أن يقفز فوق الواقع ليرى ما وراء الجدار. لان الخيال هو القدرة للنفاذ الى ما وراء الجدار.(Imagination is the ability to see beyond reality, beyond the wall). واني لارى ذلك في الرجل، أعانه الله على هذه المهمة، وأن ييسر له أهل الخبرة والحماس ليقوموا معه بعمل الفريق، ليقودوا هذه الامة الى بر الامان، و(يحجزوا) لها مقعداً في الدرجة الاولى مع امم العالم المتحضر، في هذا القرن الواحد والعشرين.
أيها الرجل: لقد ضحيت بمقعدك الوثير في الامم المتحدة، وبراتبك الوفير، لتجلس على هذا المقعد السوداني المتواضع، لتشارك بفكرك ووقتك أهل السودان؛ فعلى هذا تشكر- وان كان هو دين آن الاوآن أن ترده لاهله- في لحظة هم أحوج ما يكونون اليه من أي وقت مضى.
هذا الحديث كان قبل شهور من الانقلاب المشئوم ثم غادر حمدوك الساحة ليعود الآن بارادته ليتقدم (تقدم) وامامي الآن مقترحان: فقد اوردت الاستاذة (صباح محمد الحسن) نقلاً عن (الجريدة) قبل يومين في أن رئيس مجلس الوزراء (السابق) – القوس من عندي - الدكتور عبد الله حمدوك يعمل على ترميم جدر العلاقات السودانية بالدول الإفريقية التي أحدثت فيها حكومة الفلول تصدعا واضحا حاولت من خلاله توسيع رقعة عزلتها الخارجية مقابل وجودها داخليا بعد أن رفضت أغلب الدول الإفريقية الخطة الأنانية للفلول الخاصة باستعادة الحكم بالقوة، أو وضع البلاد على شفا حفرة التلاشي فبعد أن عاش السودان الحرب، الآن يهدده خطر المجاعة ويحاول حمدوك إصلاح ما أفسدته الفلول بفتح جسور مغلقة للتواصل مع هذه الدول، واجتمع وفد من (تقدم) برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا سبقتها (تقدم) بسلسلة لقاءات مع رؤساء كل من غانا وكينيا وجنوب السودان والسكرتير العام لمنظمة الإيغاد.) انتهي
وعليه فانن ياتقدم باقتراحين:
1. على (تقدم) ان تقبل بتسمية د. عبدالله حمدوك (برئيس الوزراء) بلقبه الذي انتزع منه قهراً بسبب الانقلاب الفاشل في اكتوبر 2021, واعادة اللقب الى صاحبه والعمل به باعتباره رئيس وزراء السودان وليس رئيس الوزراء (السابق) كما يرد في الاخبار. وعليه وطالما ارتضى (التقدميون) وجود حمدوك كرئيس لهذه المجموعة اذن عليهم ان يخاطبوا العالم بهذه الصيغة، وانا على يقين بان الكثير من الدول والمنظمات ما زالت على موقفها من حمدوك كممثل شرعي للشعب السوداني، وما زالت حكومته الممثل التنفيذي للهيئة الحاكمة في السودان.
2. وبهذه الصفة ايضا على (تقدم) ان تطلب حضور محادثات جدة المرتقبة في بداية مارس ولو بصفة رقيب. فطالما جوهر الاتفاق سيكون انسحاب العسكر من المسرح السياسي وتولي المدنيين زمام السلطة، اذن لابد من وجود ممثلين للقوى المدنية ان يكونوا حضوراً لما يصدر من اتفاق في جدة. وعليه فالمطلوب من (تقدم) باعتبارها برلمانا سودانيا مفوضا من قبل العديد من الشعب بتسمية د.عبد الله حمدوك ممثلاً للجانب المدني باعتباره رئيس الوزراء ورئيس مجموعة (تقدم) لحضور المؤتمر بهاتين الصفتين
ولنا مقترحات اخرى ان اقتضى الحال...
aahmedgumaa@yahoo.com