لم يتبقّ وقتٌ كثير قبل الطوفان
د. بشير إدريس محمدزين
23 March, 2023
23 March, 2023
• إذا قُدِّرَ لأمنِ البلد أن ينفلت بأكثر مما هو منفلت، وإذا تدهور معاشُ الناس بأشد مما هو طاحن، وإذا آلت بلادُنا للسقوط بأكثر مما هي منهارةٌ الآن فسيُسأل عن ذلك البرهانُ أولاً، وسياسيونا ثانياً، وأحزابُهم وأجسامهم المتهافتة ثالثاً..
• فلقد ثبت في يقينِ الجميع -تقريباً- أن الأحزاب السودانية كلها، وبلا إستثناء، ضعيفة وتائهة، وبلا هدف، وبلا رؤية مقنعة، وغير جديرة بالتقدير، وأنها لا (تتوافقُ) قطُّ على شئ !!
صحيح كلها (تتفق) في شئٍ واحدٍ تافه هو (أنها ترغب أن تُجلَس لتحكم) وحتى هذا، وعندما تم (تجليسُها) لتجريبها فيه فشلت جميعها، وبلا استثناء !!
فالأحزاب التاريخية (الأمة بتشققاته والإتحادي بتفرعاته والشيوعي بخيالاتِه) عندما حكمت -مع قِصر وتقطُّع فترات حكمِها- فشلت في تثبيت رؤيةٍ معقولة لدى الشعب، وفشلت في تثبيت هياكلِ الدولة الوليدة، وفشلت -من ثم- في المحافظة على الديموقراطية فيها -بغض النظر عن كل مجادلة-..
وكل ما يقال عن الأحزاب يقالُ أضعافه على بنية الجيش، وعلى طغماته الإنقلابية التي سرقت أعمار الشعب مع دولته منذ أول إنقلاب في العام ١٩٥٨م وحتى آخر إنقلاب في أكتوبر ٢٠٢١م بقيادة البرهان المراوغ.
وأما عندما حكم الإسلامويون بتمحوراتهم (وتخلقناتهم) الخبيثة فهم لم يفشلوا -كبقية الأحزاب- في حاضر حكمهم فقط، وإنما أفشلوا المستقبل لهم ولسواهم، وللدولة، ولدينِ الإسلام ذاتِه بكل أسف !!
• لقد أفشلت الصفوةُ المتحكمةُ أحزابَنا، وأفشلت أحزابُنا وجيشُنا دولتَنا، وأصبح السودان اليوم دولةً فاشلةً، ومنذ بدء فترة الحكم الوطني فيه، لأن صفوةً فاشلةً حكمته، ولم تزل تتعارك لإحداث مزيدٍ من الفشل في شعبٍ فقيرٍ، قلق، غير هيَّاب !!
فإذا كان ذلك كذلك فلماذا يستغربُ -إذن- عامةُ الناس أن (الغرباء) يتدخلون في شؤون بلادهم ؟! والإجابة واحدة؛ يتدخلون لأنهم، ببساطة، يحاولون إستنقاذ شعب السودان المغلوب من صفوته الخائرة، ومن أحزابه المنبتة التائهة، الطامعة، ومن جيشِه الذي يستأسد على أبنائه بأمر طغمته القائدة الطامعة في وراثة الحكم، وطبعاً يراعون في ذلك مصالحَهم ولا ضير !
والعجيب، وكأن الأحزاب الفاشلة بقياداتها لا تعلم، وأن الجيش بقياداته الطامعة الطامحة لا يستوعب، أنّ العالم -اليوم- لم يعُد يلوذ بالصمت والتفرج على الطيْش، ونزق الحُكم، والعبث بمقدرات الشعوب دون أن يتململ. ولا يظنن أحدٌ -وهو يحكم اليوم- في أي مكانٍ في الدنيا أن العالم سيتركه لحالِه يعبثُ بمقدرات بلادِه وأرضه ومائه وثرواته ثم يقول لمن يسأله مستنكِفاً: هذه أرضي، أو هذا مائي، أو هذا شعبي وأنا حرٌّ أفعل فيه ما أشاء !!
لم يعد العالم هو العالم قبل ستين سنة أو سبعين سنةً مضت، فلقد أصبحت الأبواب مفتوحةً على كل مصاريعها لمن يريد أن يرى أو يسمع !
• إنَّ عالم اليوم، وحتى إذا كنتَ قوياً، فلن يتركك تفعل ما تشاء دون مراقبة، فكيف إذا كنتَ ضعيفاً جائعاً دموياً نزِقاً، وغير قادر على حماية قعرِ بيتِك -ناهيك عن بلادِك- من اللصوص والمتقحمين وتسعة طويلة ؟!!
• سوف لن يظل العالم متفرجاً إذا استمرت هذه النخب الفاشلة في بلادِنا في عبثها، ولا مسؤوليتها واستهتارها، وستعم فوضى أكبر وأعنف إذا فرض علينا العالم وصايته جهاراً -وربما بدأ- بعدما كانت على إستحياء، عن طريق وكلائه المحليين والإقليميين وعداً أن يتسنى إطعام هذا الشعب، وليتوفر على الأمن والطمأنينة في بيوته، بعدما عجزت تلك النخب الفاشلة حتى عن حماية سرائر نومها، في ظل حكمِ الجيش الذي واجبُه الأول تأمين الشعب والدولة والدستور ! ولسوف يُسأل عن ذلك كلِّه البرهان المراوغ الطامع، والأحزاب الفاشلة..
• ليس لدينا، ولا لدى العالم الكثير من الوقت، ولا الكثير من النصح مما يمكن أن يُسديهِ لهذه النخب الغافلة، فإما أن تتوافق هذه الأحزاب، بنخبها، وفوراً، ولو لمرةٍ واحدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الفترة الإنتقالية المأمولة، وإما سيجتاح الطُّوفان الجميع، وقد بلغ سيلُه ذباهُ منذ مدة، وهم في جرجرة أرجلِهم يتلكأون !!
• أعوذُ باللهِ من فشلِكم..
وكل عام وشعبي بخير بدونِكم..
•••
bashiridris@hotmail.com
• فلقد ثبت في يقينِ الجميع -تقريباً- أن الأحزاب السودانية كلها، وبلا إستثناء، ضعيفة وتائهة، وبلا هدف، وبلا رؤية مقنعة، وغير جديرة بالتقدير، وأنها لا (تتوافقُ) قطُّ على شئ !!
صحيح كلها (تتفق) في شئٍ واحدٍ تافه هو (أنها ترغب أن تُجلَس لتحكم) وحتى هذا، وعندما تم (تجليسُها) لتجريبها فيه فشلت جميعها، وبلا استثناء !!
فالأحزاب التاريخية (الأمة بتشققاته والإتحادي بتفرعاته والشيوعي بخيالاتِه) عندما حكمت -مع قِصر وتقطُّع فترات حكمِها- فشلت في تثبيت رؤيةٍ معقولة لدى الشعب، وفشلت في تثبيت هياكلِ الدولة الوليدة، وفشلت -من ثم- في المحافظة على الديموقراطية فيها -بغض النظر عن كل مجادلة-..
وكل ما يقال عن الأحزاب يقالُ أضعافه على بنية الجيش، وعلى طغماته الإنقلابية التي سرقت أعمار الشعب مع دولته منذ أول إنقلاب في العام ١٩٥٨م وحتى آخر إنقلاب في أكتوبر ٢٠٢١م بقيادة البرهان المراوغ.
وأما عندما حكم الإسلامويون بتمحوراتهم (وتخلقناتهم) الخبيثة فهم لم يفشلوا -كبقية الأحزاب- في حاضر حكمهم فقط، وإنما أفشلوا المستقبل لهم ولسواهم، وللدولة، ولدينِ الإسلام ذاتِه بكل أسف !!
• لقد أفشلت الصفوةُ المتحكمةُ أحزابَنا، وأفشلت أحزابُنا وجيشُنا دولتَنا، وأصبح السودان اليوم دولةً فاشلةً، ومنذ بدء فترة الحكم الوطني فيه، لأن صفوةً فاشلةً حكمته، ولم تزل تتعارك لإحداث مزيدٍ من الفشل في شعبٍ فقيرٍ، قلق، غير هيَّاب !!
فإذا كان ذلك كذلك فلماذا يستغربُ -إذن- عامةُ الناس أن (الغرباء) يتدخلون في شؤون بلادهم ؟! والإجابة واحدة؛ يتدخلون لأنهم، ببساطة، يحاولون إستنقاذ شعب السودان المغلوب من صفوته الخائرة، ومن أحزابه المنبتة التائهة، الطامعة، ومن جيشِه الذي يستأسد على أبنائه بأمر طغمته القائدة الطامعة في وراثة الحكم، وطبعاً يراعون في ذلك مصالحَهم ولا ضير !
والعجيب، وكأن الأحزاب الفاشلة بقياداتها لا تعلم، وأن الجيش بقياداته الطامعة الطامحة لا يستوعب، أنّ العالم -اليوم- لم يعُد يلوذ بالصمت والتفرج على الطيْش، ونزق الحُكم، والعبث بمقدرات الشعوب دون أن يتململ. ولا يظنن أحدٌ -وهو يحكم اليوم- في أي مكانٍ في الدنيا أن العالم سيتركه لحالِه يعبثُ بمقدرات بلادِه وأرضه ومائه وثرواته ثم يقول لمن يسأله مستنكِفاً: هذه أرضي، أو هذا مائي، أو هذا شعبي وأنا حرٌّ أفعل فيه ما أشاء !!
لم يعد العالم هو العالم قبل ستين سنة أو سبعين سنةً مضت، فلقد أصبحت الأبواب مفتوحةً على كل مصاريعها لمن يريد أن يرى أو يسمع !
• إنَّ عالم اليوم، وحتى إذا كنتَ قوياً، فلن يتركك تفعل ما تشاء دون مراقبة، فكيف إذا كنتَ ضعيفاً جائعاً دموياً نزِقاً، وغير قادر على حماية قعرِ بيتِك -ناهيك عن بلادِك- من اللصوص والمتقحمين وتسعة طويلة ؟!!
• سوف لن يظل العالم متفرجاً إذا استمرت هذه النخب الفاشلة في بلادِنا في عبثها، ولا مسؤوليتها واستهتارها، وستعم فوضى أكبر وأعنف إذا فرض علينا العالم وصايته جهاراً -وربما بدأ- بعدما كانت على إستحياء، عن طريق وكلائه المحليين والإقليميين وعداً أن يتسنى إطعام هذا الشعب، وليتوفر على الأمن والطمأنينة في بيوته، بعدما عجزت تلك النخب الفاشلة حتى عن حماية سرائر نومها، في ظل حكمِ الجيش الذي واجبُه الأول تأمين الشعب والدولة والدستور ! ولسوف يُسأل عن ذلك كلِّه البرهان المراوغ الطامع، والأحزاب الفاشلة..
• ليس لدينا، ولا لدى العالم الكثير من الوقت، ولا الكثير من النصح مما يمكن أن يُسديهِ لهذه النخب الغافلة، فإما أن تتوافق هذه الأحزاب، بنخبها، وفوراً، ولو لمرةٍ واحدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الفترة الإنتقالية المأمولة، وإما سيجتاح الطُّوفان الجميع، وقد بلغ سيلُه ذباهُ منذ مدة، وهم في جرجرة أرجلِهم يتلكأون !!
• أعوذُ باللهِ من فشلِكم..
وكل عام وشعبي بخير بدونِكم..
•••
bashiridris@hotmail.com