لن يحجبوا فجر الانتقال المدني الديمقراطي

 


 

 

كلام الناس
في الوقت الذي يستعد الشعب السوداني في الداخل والخارج لإحياء جذوة ثورة ديسمبر الشعبية التي لم تنطفئ يوم19 المقبل وهم أكثر إصراراً على مواصلة العمل على إسقاط الانقلاب واسترداد الديمقراطية ونقل السلطة فيما تبقى من عمر المرحلة الانتقالية للمدنيين لاستكمال مهام الانتقال، يصرح قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان في تحدٍ سافر للإرادة الشعبية مدافعاً عن ما اعتبره إجراءات تصحيحية.
قال قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان ان الاتفاق الموقع بينه وبين الدكتور عبدالله حمدوك وماسبقه من إجراءات تصحيحية هو المخرج وخارطة الطريق التي ينبغي أن يتم على هديها التوافق الوطني الذي يؤطر لاصطفاف كل ألوان الطيف السياسي عدا المؤتمر الوطني، وهذا تغول اخر حتى على إرادة الذين تحالفوا معه وشرعوا في تقديم مشروعات مختلف عليها للإعلان سياسي مزعوم، فيما خرج على الناس حزب المؤتمر الشعبي الأب الشرعي لانقلاب الانقاذ المباد الإبن العاق لحزب المؤتمر الوطني ليكشف عن ملامح انقلاب جديد!!.
ويستمر مسلسل التامر البائس اليائس على السودان وشعبه وثورته في ظل غياب الحكومة التي فشل منفذوا الانقلاب في تكوينها حتى بعد اتفاقهم المعيب مع الدكتور عبدالله حمدوك، ومازالت التفلتات الأمنية والفتن المجتمعية مستمرة ويخرج علينا المجلس الأعلى لبجا عبر مقرره عبدالله أوبشار بتصريح يتهم فيه "الحكومة" بعدم الجدية في حل مشكلة الشرق وأنه إذا لم يلغ مسار الشرق في اتفاق جوبا للسلام فإنهم سيغلقون الشرق !!.
المهزلة المضحكة المبكية لم تنته بعد فهاهو قائد قوات الدعم السريع الضليع في انقلاب البرهان محمد حمدان دقلو الشهير ب "حميدتي" الذي مازال يستصدر المشهد السياسي والتنفيذي والأمني ليعلن منفرداً تعليق مسار الشرق في انفاق جوبا لحين توافق مكونات الشرق.
إن الجماهير الشعبية التي توحدت بمختلف ألوان طيفها السياسي والمهني والمجتمعي قالت كلمتها الواضحة التي لالبس فيها مؤكدة رفضها انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة وحتى اتفاق البرهان حمدوك وكل الإجراءات والقرارات الباطلة التي اتخذها قائد الانقلاب البرهان فوق إرادة الشعب، وعازمة على نقل السلطة الانتقالية فيما تبقى من عمر الانتقال للمدنيين دون الدخول في صراعات عدمية بين مكونات الدولة المدنية والعسكرية التي لابد من تعزيز استقلالها وقوميتها وتكثيف جهودها مجتمعة لتحقيق مهام الانتقال باسترداد الديمقراطية المعافاة وتحقيق السلام العادل الشامل على أرض الواقع وليس عبر المناصب والمغانم وبسط العدالة ومحاكمة المجرمين والفاسدين وإعادة إعمار علاقات السودان الخارجية التي عطلها انقلاب البرهان.
إن يقين الجماهير الثائرة لايتزعزع في قدرة الإرادة الشعبية السلمية المجربة في كل المحطات التارخية المهمة التي نجحت في إنجازها منذ إعلان الاستقلال من داخل قبة البرلمان يوم19 ديسمبر 1955م وحتى إنطلاقة ثورة ديسمبر الشعبية ضد نظام الانقاذ يوم 19 ديسمبر 2019م وأنها مازالت قادرة بصمودها وإصرارها على تحقيق أهدافها على إسقاط انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة وأن فجر الانتقال للحكم المدني الديمقراطي لن تحجبه قواتهم وسطوتهم الفوقية الزائلة لأن الثورة مستمرة والردة مستحيلة.

 

آراء