كلام الناس
هذه الرواية تحكي تجربة مريرة للكاتبة كريستين لوكاس مؤلفة كتاب "عصافير الصباح" تبلغ من العمر47 عاماً، فقدت ذاكرتها نتيجة لصدمة نفسبدنية قاسية حتى أصبحت لا تذكر تفاصيل حياتها مع زوجها بن وإبنهما ادم.
تنقل بنا الراوي في مشاهد غامضة مشوشة من حياتها وسط سلسلة من الأكاذيب التي لم تستوعبها بطلة الرواية ابتداء من سبب الصدمة النفسبدنية التي أفقدتها الذاكرة وحتى كذبة وفاة إبنها في افغانستان.
الهلاويس التي ظلت تلاحقها بين اليقظة والمنام كانت تقربها شيئاً فشيئاً من الحقائق المغيبة عنها بعد أن طلب منها طبيبها الدكتورناش تسجيل كل ما تتذكره في سجل مكتوب قبل أن تنساها مرة اخرى.
حدث تداخل مربك حتى للقارئ بين صورة زوجها بن والرجل الذي اعتدى عليها وسبب لها الصدمة وظلت تتذكر الحادث بصورة مشوشة وهي تجدد صراخها "ابتعد" فيما يتراءى لها المعتدي عليها في وجوه باهتة وهو يضربها بلا رحمة، وتجد نفسها في الحمام على الأرضية الباردة السوداء والبيضاء.
نسيت أن أذكر لكم اسم الرواية "قبل أن أخلد إلى النوم" تاليف س . ج واتسون ترجمة أفنان سعدالدين وقد تُرجمت الرواية إلى 23 لغة من مختلف انحاء العالم، صدرت من الدار العربية للعلوم" ناشرون".
شيئاً فشيئاً تكتشف بطلة الرواية أن كل المشاهد المشوشة التي كانت تلاحقها صحيحة رغم الأكاذيب الكثيرة التي سمعتها عن أسباب الصدمة التي تعرضت لها وبدأت تتعرف على زوجها والدكتور ناش وصديقتها كلير.
كان الدكتور باكستون إخصائي جراحة المخ والأعصاب قد اكد أنه لم يجد سبباً عضوياً يفسر حالة فقدان الذاكرة التي كانت تعاني منها بطلة الرواية وأنه من المرجح أن تكون حالة فقدان الذاكرة صدمة نفسية عصيبة.
أُدخلت بطلة الرواية عن قصد في الفندق الذي وقعت فيه حادثة الاعتداء عليها وبدأت تستعيد المشاهد وكأنها تحدث الان بالفعل بتفاصيلها المرعبة حتى دخلت في ذات الحالة الهستيرية وسقطت على الأرض، لكنها عندما فاقت وجدت نفسها قد استردت ذاكرتها تماماً.
في ختام الرواية يقول لها الدكتور ناش : ستكونين على مايرام إذ أن زوجك بن نسيعتني بك جيداً وإبنك ادم ينتظرك ليعرفك على صديقته هيلين وتستطيعي معاودة الكتابة من جديد .. لقد عاد إليك احبابك وأصدقاؤك ولم يفارقوك بعد الان.