لوثة عرمان
أشرف عبدالعزيز
24 December, 2022
24 December, 2022
الصباح الجديد –
مهما اختلفت مع ياسر سعيد عرمان رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي والقيادي بالحرية والتغيير في أطروحاته أو مواقفه السياسية لا تجد غير أن تكن له كامل التقدير والاحترام فالرجل مناضل صلد لا تحده حدود في تقديم التضحيات الجسام من أجل السودان الجديد الذي يحلم به.
ترك عرمان الحزب الشيوعي الذي كان يمثل أحد أيقوناته بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ويمم شطره نحو الحركة الشعبية ليس لأنه كان خائفاً من اتهامات الاتجاه الإسلامي بقتل أحد نشطاءه في ذلك الوقت، والتي ثبت مؤخراً أنه لاعلاقة له بتلك الحادثة وشهد بذلك قادة الاتجاه الاسلامي وقتها ومنهم د.لبابة الفضل والمحبوب عبدالسلام وحتى لا أسهب ..عرمان التحق بالحركة لأنه كان أسيراً بأفكار المؤتمر الوطني الأفريقي.
محاولات اغتيال شخصية عرمان من قبل خصومه خاصة الاسلاميين ظلت مستمرة ولكنها لم تحدث فيه أي نوع من أنواع التخريب المعنوي بل دائماً تجده قفز ونجا من الشراك في صمت..ولعل من الشواهد الكبرى في هذا المضمار عندما قررت الحركة الشعبية ترشيح ياسر عرمان للانتخابات في مواجهة البشير وبدت حملة عرمان التي اختار لها شعار (الأمل والتحدي) قوية ، وبالحسابات كان فوزه مضمونا فالحركة لها قواعد بالشمال والجنوب ..إقشعر بدن المؤتمر الوطني وقتها وأرسل وفدا من قيادات أمنية إلى جوبا وقدم كل الضمانات بشأن انفصال الجنوب فقط بأن يتم ابعاد ياسر عرمان عن الترشح ..وكانت الفاجعة هي قرار مجلس التحرير الثوري الانسحاب من الانتخابات ..ولماذا لا ينسحب وقد نال مراده وبات الطريق ممهدا أمام وعده الذي قطعه لأهل الجنوب بالاستقلال ..ومن يكذب هذا السرد عليه الرجوع لنتيجة الانتخابات وقتها في الجنوب والأصوات التي نالها عرمان.
من الواضح أن عرمان من قيادات قوى الحرية والتغيير التي تمثل ركيزة الاتفاق الاطاري الحالي ولكنه كعادته لا يتنازل عن الحقوق وظل يردد بأن الاتفاق الذي لا يحظي بتأييد شعبي لن يكتب له النجاح ويقول رأيه بشجاعة كلما رأى في حديث الطرف الثاني تنصلا عن الاتفاق سواء عبر التصريحات كما في حالة برهان أمام الجنود في قاعدة المعاقيل أو مطالبته باطلاق سراح وجدي صالح وكل المعتقلين لأن في ذلك تهيئة لأجواء الاتفاق .
من المؤكد أن الدور السياسي الذي يلعبه عرمان الآن لا يعجب كثير من خصومه القدامى والجدد لذلك بدأت الحملة بتصويره بالمبادر في الاعتذار في حين أن الذي يجب أن يعتذر هو البرهان لأن في حديثه تنصلاً عن الاتفاق الاطاري.
بالرغم من معارك عرمان والانقسامات التي ضربت الحركة الشعبية وتصويره بأنه خلافياً وخلق خصوم كثر كانوا رفاقه ومنهم اصدقائه إلا أنه نجح في قذف الرعب في خصومه القدامي وظل مؤثراً في الساحة السياسية وهم دائماً يفشلون في التداوي من (لوثة عرمان) التي أصابتهم.
الجريدة
مهما اختلفت مع ياسر سعيد عرمان رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي والقيادي بالحرية والتغيير في أطروحاته أو مواقفه السياسية لا تجد غير أن تكن له كامل التقدير والاحترام فالرجل مناضل صلد لا تحده حدود في تقديم التضحيات الجسام من أجل السودان الجديد الذي يحلم به.
ترك عرمان الحزب الشيوعي الذي كان يمثل أحد أيقوناته بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ويمم شطره نحو الحركة الشعبية ليس لأنه كان خائفاً من اتهامات الاتجاه الإسلامي بقتل أحد نشطاءه في ذلك الوقت، والتي ثبت مؤخراً أنه لاعلاقة له بتلك الحادثة وشهد بذلك قادة الاتجاه الاسلامي وقتها ومنهم د.لبابة الفضل والمحبوب عبدالسلام وحتى لا أسهب ..عرمان التحق بالحركة لأنه كان أسيراً بأفكار المؤتمر الوطني الأفريقي.
محاولات اغتيال شخصية عرمان من قبل خصومه خاصة الاسلاميين ظلت مستمرة ولكنها لم تحدث فيه أي نوع من أنواع التخريب المعنوي بل دائماً تجده قفز ونجا من الشراك في صمت..ولعل من الشواهد الكبرى في هذا المضمار عندما قررت الحركة الشعبية ترشيح ياسر عرمان للانتخابات في مواجهة البشير وبدت حملة عرمان التي اختار لها شعار (الأمل والتحدي) قوية ، وبالحسابات كان فوزه مضمونا فالحركة لها قواعد بالشمال والجنوب ..إقشعر بدن المؤتمر الوطني وقتها وأرسل وفدا من قيادات أمنية إلى جوبا وقدم كل الضمانات بشأن انفصال الجنوب فقط بأن يتم ابعاد ياسر عرمان عن الترشح ..وكانت الفاجعة هي قرار مجلس التحرير الثوري الانسحاب من الانتخابات ..ولماذا لا ينسحب وقد نال مراده وبات الطريق ممهدا أمام وعده الذي قطعه لأهل الجنوب بالاستقلال ..ومن يكذب هذا السرد عليه الرجوع لنتيجة الانتخابات وقتها في الجنوب والأصوات التي نالها عرمان.
من الواضح أن عرمان من قيادات قوى الحرية والتغيير التي تمثل ركيزة الاتفاق الاطاري الحالي ولكنه كعادته لا يتنازل عن الحقوق وظل يردد بأن الاتفاق الذي لا يحظي بتأييد شعبي لن يكتب له النجاح ويقول رأيه بشجاعة كلما رأى في حديث الطرف الثاني تنصلا عن الاتفاق سواء عبر التصريحات كما في حالة برهان أمام الجنود في قاعدة المعاقيل أو مطالبته باطلاق سراح وجدي صالح وكل المعتقلين لأن في ذلك تهيئة لأجواء الاتفاق .
من المؤكد أن الدور السياسي الذي يلعبه عرمان الآن لا يعجب كثير من خصومه القدامى والجدد لذلك بدأت الحملة بتصويره بالمبادر في الاعتذار في حين أن الذي يجب أن يعتذر هو البرهان لأن في حديثه تنصلاً عن الاتفاق الاطاري.
بالرغم من معارك عرمان والانقسامات التي ضربت الحركة الشعبية وتصويره بأنه خلافياً وخلق خصوم كثر كانوا رفاقه ومنهم اصدقائه إلا أنه نجح في قذف الرعب في خصومه القدامي وظل مؤثراً في الساحة السياسية وهم دائماً يفشلون في التداوي من (لوثة عرمان) التي أصابتهم.
الجريدة