لوحة افرغت من مضمونها

 


 

 

تسلل اللصوص في تلك الليلة القمريه بعد أن صُبِغْت سمرة الارض بضوء القمر ليصُبِح أديمها كسحنة هؤلاء المستلقون عليها فما هم بالاديم ولا بالبشر فكلاهم أصبح سيان يتعانقان في كل ليلة يعطيهم الأديم الدفئ كعاشقة تطفئ نار وجدها بلقاء العشيق في ليله العشق لينسج القمر بخيوطه المضيئه سياج الأمان لتلك الأجساد المنهكه مابين الركض بين تقاطع الطرقات لنظافة زجاج السيارات دون إذن صاحبها او من تحمل طفل لها او مستعار للإستجداء والمساعدة في طلب مايسد الرمق او بائعة للهوي في ركن سحيق دون ان تجد حتي هواءا لبيعه لكثرة الباعه ونفاذ الهواء واخرون فضلو الانزواء ولإكتفاء بقطعة من قماش يشتم منها رائحة الموت الماثل أمامه ولكن لايراه او مسعورا يلهث خلف براءة الأطفال يتغذي عليها بعيدا عن الأعين وما بين هذا وذاك تري اللصوص أصحاب اللوحة و اللحي التي يتخزونها فرشاة ليرسمو بها بكل دنائة لوحتهم ألمرسومة في خيالهم لتكون واقعا إنها لوحة من المعاناة سرقو من الأطفال طفولتهم. ومن الشباب شبابهم ومن الكبار وقارهم حتي الأحلام سطو عليها ثم احكمو البرواز علي اللوحة وافرغوها من كل ما هو جميل
ولكن سقطت اللوحة من علي الجدران وتهشم زجاجها فهيه كالقلوب لايجبر كسرها
محبات محبات

alsadigasam1@gmail.com

 

آراء