لو دامت لغيرك لما أتت اليك
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
9 July, 2024
9 July, 2024
(لو دامت لغيرك لما أتت اليك) جملة سحرية ينصح كل حاكم أن يضعها علي مكتبه حتي لا تختفي من ناظريه طالما أنه فوق السلطة !!..
مسألة الحكم هذه محسومة بالنص القرآني والكل يعرف ذلك فاي حاكم يصل الي الرئاسة بأي وسيلة كانت هو أول من يعرف أن وجوده فيها محكوم بأجل مسمي وكتاب موقوت وأنه الي زوال طال الزمن او قصر ، إذن كان من أوجب الواجبات عليه أن يسوس الرعية بالعدل والإحسان وأن يضع نفسه في مكان الخادم الذي يتفاني في إسعاد الجميع بكل ما في وسعه وان يناي بنفسه عن الكبر والتيه والبذخ وحب الدنيا وتحويل الوطن الي ضيعة يسعد بها مع أهله والمقربون والمنافقون والجاهزون لأداء أقذر المهام طالما أنها تصب في مصلحة الباشا الكبير الذي يجزل لهم العطاء ويفتح لهم باب الترقيات والقفز بالزانة لاعلي المناصب وأخطرها دون علم ومعرفة بل دون ادني تفكير وقد رأينا الكثير من أمثال هؤلاء ليس عندنا فحسب بل في بلاد كثيرة وهذا يفسر مدي اضطراب كوكبنا الذي ما يكاد ينعم بلحظات من هدوء حتي يتم إشعال اعتي النيران فيه هنا وهنالك ونري بأم أعيننا النزوح واللجوء والجوع والمرض وقد باتت هذه المشاهد الفظيعة مثل الدواء المر يتجرعها البشر علي مضض كأنها واجب مفروض عليهم أو كأنها مجلس تأديب وحفلات من التعذيب والمهانة وسلب للكرامة وممنوع إبداء أي شكوي واحتجاج فالعالم من زمان اغلق أبوابه ونام وكتب علي لوحة الزجاج المضيئة ( تصبحون على خير وممنوع الازعاج ) !!..
اجتمع نفر من اهلنا الطيبين في قاهرة المعز وكان القصد ايقاف هذا النزف الدموي الذي استطال حتي كاد أن يطويه النسيان وبدلا من أن نكون كلنا يدا واحدة ونقف مع هذه البادرة التي هي فرصة أن صادفها النجاح أن تضع حداً للمعاناة التي صارت جمرة تحرق الحفاة منا والرافلين في ( مراكيب النمر ) والملابس القادمة من وراء البحار من افخم بيوت الموضة في ايطاليا وفرنسا وكريستيان ديور ودبي والدوحة في قطر والسوق الافرنجي في الخرطوم ايام كانت المحطة الوسطي تغسل بالشامبو ويرش علي وجهها الصبوح اجمل العطور من باريس وبرلين وامستردام !!..
كانت سانحة لو أن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان قد أحسنت اقتناصها أن تبدي حسن النوايا وترسل الإشارات بأن سعيكم مشكور وهذه يدنا ممدودة لكل خطوة نطوي بها هذا الظلام الذي لفنا جميعا وحجب عنا شمس الحقيقة فصرنا في تراشقات ومكايدات يترفع عنها تلميذ الروضة ولا احد منا يرجو الخير للآخر ولا تنازل من قناعاتنا التي صارت جبلا من جليد يفلق كل سفننا الي نصفين ويجعلها مجندلة تبكي مثل مالك الحزين ومثل الذي كان يكتب شعر الحب والحنين صار يكتب بالسكين !!..
ونجحت الثورة بشهادة العالم وبدلا من أن تغير الحركات المسلحة من جلدها السميك الخشن الذي لم يعد له لزوم فالسودان لم يعد يحتاج لأحد أو لأي جهة أن تحرره وتحرره من من ؟!
نحن أحرارا لايجثم علي صدورنا بريطانيون أو اي مستعمر وصرنا أكثر تحررا بعد نجاح الثورة ولكن هذه الحركات المسلحة هرعت الي الخرطوم وكأنها علي موعد غرامي في مقرن النيلين وكانوا مدججين بالسلاح والذخيرة ظنا منهم أنهم في طريقهم لواترلو أو العلمين للانضمام لجحافل هتلر ونابليون ولم يجدوا يافطة تقرا لهم ممنوع الدخول بأسلحة الدمار الشامل أو حتي بمطوة قرن الغزال لأن عهد التيه والعنف قد ولي زمانه والخرطوم عمها السلام والأمن والأمان ولكنهم لا يفهمون ولايريدوا أن يفهموا ولم يحدثهم احد بأن المرحلة تتطلب منهم أن يتدثروا بشعار أرضا سلاح وان يحولوا مليشياتهم المتفلتة الي أحزاب سياسية لها برامج وجماهير واعية مثل مانراه في بريطانيا وامريكا وعموم أوروبا وهنالك كما تعرفون يوجد جيش واحد للبلاد تحت قيادة رأس الدولة المدني وليس عندهم عسكري يستولي علي الحكم وينصب نفسه الرئيس ويردد علي مسامع الناس بلا ديمقراطية ولا وجع دماغ ومافيش احسن من كدة !!..
الحركات المسلحة وصلت الخرطوم وما تغيرت وماتبدلت ومازالوا حايمين في شوارع العاصمة بملابس عسكرية ورتب ونياشين ونجوم وكواكب وزعيمهم لايرضي بأقل من رتبة الفريق أول ركن والمواتر تجوب دروب المدينة الوادعة ورأينا لاول مرة تسعة طويلة وبدأت ألفاظ غريبة تغزو لغة الضاد لغتنا الجميلة لغة القرآن ، لغة أهل الجنة التي تعلمها واجب والتحدث بها فضيلة ومع الحرب برزت للسطح مفردات مثل جقم ، بل وبس ، البلابسة ، يشفشف ، يعرد وصار تلفزيون السودان اكبر مسجل للاناشيد هوالتي يرددها الجنود وصف الضباط والضباط ونحن ماجايبين خبر بس نري السكان في ترحال دائم داخل وخارج القطر يطاردهم الدمار الشامل والجوع والمرض !!..
بصراحة بصراحة طالما أننا صرنا نتراشق بالفيديوهات الموجهة والمضادة وكلنا صرنا نفتي في أدق القضايا ونشتم ونلعن علي الهواء ونوزع الوطنية علي المحاسبب وماعداهم خونة ومارقين يجوز في حقهم الحكم بالاعدام والمحير أن الحقيقة صارت آخر مايهتم به الجميع حكومة أمر واقع أو شعب اغبش واختلت الموازين وأغلقت دور العدالة أبوابها وصار السوق ليس به مكتبات وقد تحولت المكتبات الي دكاكين لبيع ودعماري والسوق الافرنجي الذي كان قطعة من أوروبا الغربية احتله باعة العصيدة ومديدة الدخن وحلل اللبن للبيع بالرطل علي اكياس البلاستيك التي تسبب السرطان ووزارة الصحة وصل إليها وزير من الحركات المسلحة وقد قال هذا الوزير لماذا نعالج مرضي السرطان طالما أنهم يموتون !!..
باختصار وكما قلنا في بداية هذا المقال ورغم أن أهل السودان والحمد لله لاينقصهم العلم ولا الدين ولكن لماذا فات عليهم أن كثرة اللت والعجن والرفث والفسوق والجدال لايستقيم معها التدين الصحيح وحفظ اللسان والبعد عن اعراض الناس ومن أراد أن يكتب أو يقول شيئا أن يتحري الصدق ويقول رأيه من غير غمز ولمز وان يكون جاهزا للنقد الذي نرجو أن يكون صادرا عن محبة كما فهمنا من عبقري الرواية العربية الراحل الطيب صالح طيب الله سبحانه وتعالي ثراه وجعل الجنة متقلبه ومثواه.
نختم هذا المقال بأن لا يشغل الناس أنفسهم بمن يحكم البلاد وأن يجعلوا مدار حديثهم في اليوم والليلة عنه ولو تمعنا في هذا الكون الفسيح نجد أن المتصرف الوحيد فيه هو الله سبحانه وتعالى وأنه يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك من من يشاء وأنه علي كل شيء قدير وصلي الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
إذن وحتي ترتاح قلوبنا وتطمئن علي اقدار الله سبحانه وتعالى فينا علينا أن نكرس كل جهدنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وان يؤدي كل منا واجبه المناط به علي حسب مقدراته ومؤهلاته وان نترك الدنيا واللهث وراءها فالرزق مقسوم ولكن المطلوب الجد والاجتهاد والتوكل وترك التواكل وان نلتزم بالدعاء المقرون بالعمل وحسن النية ومحبة الناس والسعي لاسعادهم والتخفيف عنهم ولو بشق تمرة وان أي حاكم سواء كان عادلا أو ظالما فوجوده علي دست الحكم مرهون بمشيئة الله سبحانه وتعالي ومتي ما أراد الله سبحانه وتعالى أن ينزعه تكون نهايته محتومة فيطويه النسيان والعالم شهد زوال الطغاة خاصة مثل زبد البحر الذي يذهب جفاء ويبقي ماينفع الناس !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.
ghamedalneil@gmail.com
مسألة الحكم هذه محسومة بالنص القرآني والكل يعرف ذلك فاي حاكم يصل الي الرئاسة بأي وسيلة كانت هو أول من يعرف أن وجوده فيها محكوم بأجل مسمي وكتاب موقوت وأنه الي زوال طال الزمن او قصر ، إذن كان من أوجب الواجبات عليه أن يسوس الرعية بالعدل والإحسان وأن يضع نفسه في مكان الخادم الذي يتفاني في إسعاد الجميع بكل ما في وسعه وان يناي بنفسه عن الكبر والتيه والبذخ وحب الدنيا وتحويل الوطن الي ضيعة يسعد بها مع أهله والمقربون والمنافقون والجاهزون لأداء أقذر المهام طالما أنها تصب في مصلحة الباشا الكبير الذي يجزل لهم العطاء ويفتح لهم باب الترقيات والقفز بالزانة لاعلي المناصب وأخطرها دون علم ومعرفة بل دون ادني تفكير وقد رأينا الكثير من أمثال هؤلاء ليس عندنا فحسب بل في بلاد كثيرة وهذا يفسر مدي اضطراب كوكبنا الذي ما يكاد ينعم بلحظات من هدوء حتي يتم إشعال اعتي النيران فيه هنا وهنالك ونري بأم أعيننا النزوح واللجوء والجوع والمرض وقد باتت هذه المشاهد الفظيعة مثل الدواء المر يتجرعها البشر علي مضض كأنها واجب مفروض عليهم أو كأنها مجلس تأديب وحفلات من التعذيب والمهانة وسلب للكرامة وممنوع إبداء أي شكوي واحتجاج فالعالم من زمان اغلق أبوابه ونام وكتب علي لوحة الزجاج المضيئة ( تصبحون على خير وممنوع الازعاج ) !!..
اجتمع نفر من اهلنا الطيبين في قاهرة المعز وكان القصد ايقاف هذا النزف الدموي الذي استطال حتي كاد أن يطويه النسيان وبدلا من أن نكون كلنا يدا واحدة ونقف مع هذه البادرة التي هي فرصة أن صادفها النجاح أن تضع حداً للمعاناة التي صارت جمرة تحرق الحفاة منا والرافلين في ( مراكيب النمر ) والملابس القادمة من وراء البحار من افخم بيوت الموضة في ايطاليا وفرنسا وكريستيان ديور ودبي والدوحة في قطر والسوق الافرنجي في الخرطوم ايام كانت المحطة الوسطي تغسل بالشامبو ويرش علي وجهها الصبوح اجمل العطور من باريس وبرلين وامستردام !!..
كانت سانحة لو أن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان قد أحسنت اقتناصها أن تبدي حسن النوايا وترسل الإشارات بأن سعيكم مشكور وهذه يدنا ممدودة لكل خطوة نطوي بها هذا الظلام الذي لفنا جميعا وحجب عنا شمس الحقيقة فصرنا في تراشقات ومكايدات يترفع عنها تلميذ الروضة ولا احد منا يرجو الخير للآخر ولا تنازل من قناعاتنا التي صارت جبلا من جليد يفلق كل سفننا الي نصفين ويجعلها مجندلة تبكي مثل مالك الحزين ومثل الذي كان يكتب شعر الحب والحنين صار يكتب بالسكين !!..
ونجحت الثورة بشهادة العالم وبدلا من أن تغير الحركات المسلحة من جلدها السميك الخشن الذي لم يعد له لزوم فالسودان لم يعد يحتاج لأحد أو لأي جهة أن تحرره وتحرره من من ؟!
نحن أحرارا لايجثم علي صدورنا بريطانيون أو اي مستعمر وصرنا أكثر تحررا بعد نجاح الثورة ولكن هذه الحركات المسلحة هرعت الي الخرطوم وكأنها علي موعد غرامي في مقرن النيلين وكانوا مدججين بالسلاح والذخيرة ظنا منهم أنهم في طريقهم لواترلو أو العلمين للانضمام لجحافل هتلر ونابليون ولم يجدوا يافطة تقرا لهم ممنوع الدخول بأسلحة الدمار الشامل أو حتي بمطوة قرن الغزال لأن عهد التيه والعنف قد ولي زمانه والخرطوم عمها السلام والأمن والأمان ولكنهم لا يفهمون ولايريدوا أن يفهموا ولم يحدثهم احد بأن المرحلة تتطلب منهم أن يتدثروا بشعار أرضا سلاح وان يحولوا مليشياتهم المتفلتة الي أحزاب سياسية لها برامج وجماهير واعية مثل مانراه في بريطانيا وامريكا وعموم أوروبا وهنالك كما تعرفون يوجد جيش واحد للبلاد تحت قيادة رأس الدولة المدني وليس عندهم عسكري يستولي علي الحكم وينصب نفسه الرئيس ويردد علي مسامع الناس بلا ديمقراطية ولا وجع دماغ ومافيش احسن من كدة !!..
الحركات المسلحة وصلت الخرطوم وما تغيرت وماتبدلت ومازالوا حايمين في شوارع العاصمة بملابس عسكرية ورتب ونياشين ونجوم وكواكب وزعيمهم لايرضي بأقل من رتبة الفريق أول ركن والمواتر تجوب دروب المدينة الوادعة ورأينا لاول مرة تسعة طويلة وبدأت ألفاظ غريبة تغزو لغة الضاد لغتنا الجميلة لغة القرآن ، لغة أهل الجنة التي تعلمها واجب والتحدث بها فضيلة ومع الحرب برزت للسطح مفردات مثل جقم ، بل وبس ، البلابسة ، يشفشف ، يعرد وصار تلفزيون السودان اكبر مسجل للاناشيد هوالتي يرددها الجنود وصف الضباط والضباط ونحن ماجايبين خبر بس نري السكان في ترحال دائم داخل وخارج القطر يطاردهم الدمار الشامل والجوع والمرض !!..
بصراحة بصراحة طالما أننا صرنا نتراشق بالفيديوهات الموجهة والمضادة وكلنا صرنا نفتي في أدق القضايا ونشتم ونلعن علي الهواء ونوزع الوطنية علي المحاسبب وماعداهم خونة ومارقين يجوز في حقهم الحكم بالاعدام والمحير أن الحقيقة صارت آخر مايهتم به الجميع حكومة أمر واقع أو شعب اغبش واختلت الموازين وأغلقت دور العدالة أبوابها وصار السوق ليس به مكتبات وقد تحولت المكتبات الي دكاكين لبيع ودعماري والسوق الافرنجي الذي كان قطعة من أوروبا الغربية احتله باعة العصيدة ومديدة الدخن وحلل اللبن للبيع بالرطل علي اكياس البلاستيك التي تسبب السرطان ووزارة الصحة وصل إليها وزير من الحركات المسلحة وقد قال هذا الوزير لماذا نعالج مرضي السرطان طالما أنهم يموتون !!..
باختصار وكما قلنا في بداية هذا المقال ورغم أن أهل السودان والحمد لله لاينقصهم العلم ولا الدين ولكن لماذا فات عليهم أن كثرة اللت والعجن والرفث والفسوق والجدال لايستقيم معها التدين الصحيح وحفظ اللسان والبعد عن اعراض الناس ومن أراد أن يكتب أو يقول شيئا أن يتحري الصدق ويقول رأيه من غير غمز ولمز وان يكون جاهزا للنقد الذي نرجو أن يكون صادرا عن محبة كما فهمنا من عبقري الرواية العربية الراحل الطيب صالح طيب الله سبحانه وتعالي ثراه وجعل الجنة متقلبه ومثواه.
نختم هذا المقال بأن لا يشغل الناس أنفسهم بمن يحكم البلاد وأن يجعلوا مدار حديثهم في اليوم والليلة عنه ولو تمعنا في هذا الكون الفسيح نجد أن المتصرف الوحيد فيه هو الله سبحانه وتعالى وأنه يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك من من يشاء وأنه علي كل شيء قدير وصلي الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
إذن وحتي ترتاح قلوبنا وتطمئن علي اقدار الله سبحانه وتعالى فينا علينا أن نكرس كل جهدنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وان يؤدي كل منا واجبه المناط به علي حسب مقدراته ومؤهلاته وان نترك الدنيا واللهث وراءها فالرزق مقسوم ولكن المطلوب الجد والاجتهاد والتوكل وترك التواكل وان نلتزم بالدعاء المقرون بالعمل وحسن النية ومحبة الناس والسعي لاسعادهم والتخفيف عنهم ولو بشق تمرة وان أي حاكم سواء كان عادلا أو ظالما فوجوده علي دست الحكم مرهون بمشيئة الله سبحانه وتعالي ومتي ما أراد الله سبحانه وتعالى أن ينزعه تكون نهايته محتومة فيطويه النسيان والعالم شهد زوال الطغاة خاصة مثل زبد البحر الذي يذهب جفاء ويبقي ماينفع الناس !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.
ghamedalneil@gmail.com