ليتنا نتحصل على إفادات صحيحة: هل الشهيد صلاح بشرى هو شقيق للاذاعي الراحل ذو النون بشرى؟

 


 

 



نقاط بعد البث
في مقال للأستاذ علي سعيد في عدد الميدان بتاريخ الأحد 22 يوليو 2017 بمقاله بعنوان { في مثل هذه الأيام من يوليو 1971م}، ورد بأن { صلاح بشرى الشيوعي السوداني "شقيق الاذاعي المشهور ذو النون بشرى} والمقصود هو الشهيد صلاح بشرى الذي استشهد داخل معتقلات البوليس السياسي المصري في فترة الحكم الملكي إبان الكفاح المشترك بين الشعبين المصري ـ السوداني، وهو طالب غض الأهاب بالجامعات المصرية.
وما أنود توضيحه حسب حدود معلوماتنا ومعرفتنا المتواضعة هو أنه لا علاقة تربط الشهيد صلاح بالاذاعي ذو النون، حيث أن صلاحاً ينتمي لمدينة عطبرة التي ولد وترعرع فيها هو وأشقائه وشقيقاته، خلافاً لذنون بشرى المنتمي لمدينة أم درمان بحي ودنوباوي، فعند استشهاد المناضل الطلابي صلاح بشرى تم ترحيل نعشه بمرافقة وفد كبير من الشيوعيين السودانيين والمصريين من مدينة القاهرة وحتى مسقط رأسه في مدينة عطبرة.
والمعروف أن للشهيد عدداً من أشقاء وشقيقات هم كل من الراحل محمد وكمال وعيشة وفاطمة، إلى جانب أبناء من أبيهم. وحول المعلومة الأخيرة فقد تداولت الموضوع مع الأستاذ علي سعيد الذي أكد لي بأنه استقى المعلومة من خلال عدة زيارات سجلتها شقيقات الشهيد صلاح للاذاعي الشهير بسجن كوبر العمومي عندما كان ضمن معتقلي إنقلاب 19 يوليو!، وكان الأستاذ علي سعيد نفسه من ضمنهم أيضاً. وبذا فلا هو لوا أنا نستطيع نفي أو تأكيد علاقة الأخوة بينهما، طالما وردت معلومة تتعلق بأن للشهيد صلاح بشرى أشقاء من جهة أبيهم خلافاً لأشقائه الآخرين.
وعليه فإن الباب ما زال موارباً حول ما إن كان الإذاعي الراحل ذو النون بشرى من المحتمل أن يكون هو الأخ غير الشقيق للشهيد صلاح بشرى أم لا؟، وفي ذلك نتوجه لذوي الشأن والمعارف والأهل والملمين بأي معلومة أن يفتونا حول هذه الجزئية إن كانت بالنفي أو التأكيد.
ويبدو أن مثل هذا الخلط في علاقات القربى والأنساب هو أمر شائع في أوساط الصحفيين والكتاب، حيث أن التداخل في العلاقات وتشابه الأسماء، وربما أحياناً حتى التشابه في الملامح، يترك إنطباعات تقود إلى الوقوع في مثل هذا الخطأ الشائع بحسن نوايا ودون قصد بالطبع.


وطالما أن الشئ بالشئ يذكر كما يقولون، فقد حدث وأن وقعنا في ذات الخطأ في فترة كتابتنا لمؤلفنا {عنف البادية ،، وقائع الأيام الأخيرة في حياة عبد الخالق محجوب} بالفصل السادس عشر:ـ أزيز المشنقة ،، كلمة السلطة أم كلمة التاريخ؟!، فقد نسبنا أخوة شخصيتين لبعضهما دون أن تكون المعلومة صحيحة، حيث ورد الآتي:ـ
{شهد المأمور عثمان عوض الله بأن عبد الخالق ذهب إلى المشنقة بخطى ثابتة وثياب أنيقة، لامع الحذاء، معطراً وباسماً كعريس. وقال عنه الذين حضروا تلك اللحظة:ـ لقد أدهش مرافقيه وهو يخطو نحو المشنقة كعريس في ليلة دخلته!، وحيا شناق سجن كوبر الجاويش الخير مرسال الذي كان عبد الخالق يعرفه كشقيق للشيوعي القديم الشاعر شاكر مرسال، حياه وهو يعتلي سلم الموت وسأله ممازحاً: يا زول حبلك ده قوي؟ أنا وزني تقيل! وظل العم مرسال يجهش بالبكاء الحار، فيما بعد، كلما استرجع تلك الكلمات}.
ليتضح فيما بعد بألا علاقة تربط الشناق بالشاعر!، فقد حدث وأن هاتفني مجموعة أصدقاء من مدينة ود مدني، نبهوني بأن المعلومة التي وردت في الكتاب ليست صحيحة، حيث نفى الشاعر شاكر مرسال في ديوانه الذي أصدره مؤخراً تلك العلاقة، عندها قررت السفر لود مدني وزيارة الشاعر الكبير ـ الذي كنت أعتقد أنه قد توفى! ـ والاعتذار له مباشرة، وبالفعل وبصحبة نفس الأصدقاء سجلت له زيارة وأجريت معه حواراً صحفياً مطولاً ـ لم ينشر بعد ـ وضمن الأسئلة وجهت له سؤالاً يتعلق بالمعلومة التي وردت بالكتاب فأكد لي عدم صحتها، موضحاً بأن الجاويش الخير مرسال هو من منطقة جبال النوبة بينما ينتمي هو لمنطقة الشمالية!. فاعتذرت له بشكل مباشر دون تبرير للخطأ الذي وقع، دون قصد وبحسن نيه، ووعدته بتصحيح المعلومة في الطبعة الثانية من كتابنا، وهو ما تم بالفعل حيث سيجد القارئ ذلك عند صدور الطبعة الثانية التي نعكف عليها حالياً مع الدار الناشرة، ولكن ما يؤسف له، أن شاعرنا العزيز شاكر مرسال قد رحل دون أن يقف على تصحيح المعلومة ،، عليه الرحمة الخلود.
وهناك الكثير من الأمثلة فيما يخص الخلط الذي نشير إليه في أوساط الصحفيين والكتاب، والذي سبب في بعض الأحايين أضراراً وفي أخرى إحراجاً حتى لبعض الأسر المعنية والصحف الناشرة، إضافة لبعضها الذي تحول لطرفة!، ونأمل أن نجد فسحة من الوقت لاستعراضها لاحقاً.

helgizuli@gmail.com
///////////////

 

آراء