ليديها رائحةُ الحِنَّاء..!

 


 

 

أمسكتُ يدَهَا بهشاشةٍ حُلوةٍ وقرّبتُها من فمي.. يا للّطف..!.. امتلأ وجهُها بالماءِ اللّيّن..!
***
ليديها رائحةُ الحنَّاء وحنانُ الدُّخانِ المُتصاعدِ من هاويةٍ حميمةٍ بمنزلٍ خجولْ.. شفَتَيَّ تُخَشْخِشُ عُشباً كثيفاً في ثنايا أصابعِ يديها.. هاويةٌ من خوفٍ يُطوّقُ جسدِي بسحرِ نسيمِ التّمَهُّلِ في السّفَرِ الغِنائيِّ على مَرْكِبٍ من ابْتِسَامِ صباحٍ خَجُولْ.. هاويةٌ من خوفٍ، طُمَأْنِيْنَةٌ بلونِ انسرابِ المساءِ إلى الهواءِ الخجُولِ أُحسُّها في صدري:- أنتِ عجينُ تَنَفُّسِ العُشْبِ في الرّأسِ حينَ ابتهاجُ الحَشِيْشِ في هوائهِ.. ذلك الهواءُ السَّاكِنُ في جوفِ "دَلَيْبَةٍ*" تُصَوْصِوُ بشياطينِهِ المَرِحَة..!

تفتّحَ لكِ جَسَدِي حناناً وحلوى:-
فَرِحٌ أنا الآنَ بِكِ.. طائرٌ أنتِ وأنا غُصنُ التَّهَجُّدِ الذي يَضُمُّكِ..!

صباح الثلاثاء، 14\2\1989م.

حاشية:-
* "دَلَيْبَة":- ثمرةُ شجرِ التّبَلْدِي.

 من مجموعتي الشعريَّة المُسمَّاة "خصوبة القداسة"، منتدى أهل السُّودان، تصميم الغلاف: طارق أحمد أبوبكر، لندن، 2004م.

khalifa618@yahoo.co.uk

 

آراء