ليست المسألة إنكار الانقلاب

 


 

 

ما وراء الكلمات -

(1) ليس المسألة إنكار انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وانما هو تأكيد على عدم وجود سلطة مدنية، وتسعة أشهر انقضت من عمر الانقلاب، والبلاد تعيش وضعاً (ياكافي البلاء) لا يشبه أوضاع الدولة المتحضرة، ويبدو لي أن السلطة الإنقلابية يمكنها أن تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية..!!
(2) وليست المسألة إنكار وجود اتقلابيين مدنيين من جماعة الموز (ابو نقطة) أو جماعات حركات الكفاح المسلح، والتي تمسك العصا من (النص) ورجل(مفرد ارجل) مع الديمقراطية ورجل مع الشمولية، وافضل مثال السيد مالك عقار، فهو رئيس الحركة الشعبية شمال، وهو عضو بالمجلس السيادي الانقلابي، وعلى ذلك قس، باقي رؤساء حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام، فقد أثبتت الأيام أن الانقلابيين في اي زمان واي مكان واي ظروف، يقدمون مصالحهم الخاصة على المصالح الوطنية.
(3) وليست المسألة إنكار مقتل واستشهاد مائة ويزيدون، او جرح وإصابة المئات، واعتقال العشرات، الذين كان ومازال هدفهم الذهبي، هو الدفاع عن الحكم المدني والدولة الديمقراطية، ولكن المسألة تأكيد أن كل من شارك الانقلابيين في ملذات الدنيا، فهو بالضرورة يشاركهم في حسابات الآخرة، يوم لا ينفع (رئيس مجلس السيادة وجهنا، او نائب رئيس مجلس السيادة أمرنا) وفي ذلك اليوم (تاكل نارك بس).!
(4) ليس المسألة إنكار أن الجيش ترك السياسة وذهب للثكنات، كما يقول بعض المحللين السياسيين والخبراء العسكريين الاستراتيجيين، بالمناسبة، بعد انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي، لاحظت ان أكثر الاشياء في بلدتتا هي الحمير الضالة والكلاب الضالة والخبراء العسكريين والاستراتيجيين!!، ولكن المسألة تأكيد أن ممارسة الجيش للسياسة، مضر بالجيش والسياسة، وهو أشبه بقول الشاعر، ووضع الندى(الكرم) في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى، فالسياسة لها جلبابها، وللعسكرية كاكيها، واذا اردت السياسة فاخلع الكاكي.
(5) وأخيراً وليس آخراً، ليس المسألة أن السعادة عشرة أجزاء، ولكن المسألة تأكيد أن تسعا منها تكمن في رجوع العسكر الثكنات، رجوعاً طبيعياً وعملياً، وليس رجوعاً عبر خطابات قائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وتيت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
الجريدة
////////////////////////

 

آراء