ليس تحت الشمس جديد

 


 

 

عند الصغر كان عندي هاجس معين وهو انه خلال المشي اترك جانبا من الأرض عن قصد وأسير على الجانب الأخر من الطريق ولا اعرف حتى يومنا هذا هل لتلك علاقة بالطب النفسي أم إن الأمر كان ساعتها لعب أطفال حياتهم خاوية من البلى استيشن واللعب الحديثة التي حظي بها أمثالهم من الأطفال زمننا هذا ....وسبحان الله ذاك اليوم وبمحض الصدفة خلال القراءة والاضطلاع وجدت احد الكتاب وهو يعترف بأنه كان يعانى من نفس الهاجس في صغره إلا انه خلال عبوره الطريق كان يطأ بقدمه الأشكال التي تتشابه من الأرض (كل ذو ل بى جنو ) فوجدتني أقول بداخل نفسي مقولة حبوباتنا زمان (الدنيا ضيقة ) وهذا حقيقي عزيزي القارئ فما قد نفعله قطعا يفعله آخرون وما قد نقوله يقوله آخرون ...بل إن هاجسي هذا موجود أيضا في (رواية منتصف الليل) لجورج ديهايمل فقد كان البطل يعانى من نفس المشكلة ...وكاتب الخيال العلمي ارثر كلارك كذلك كانت تراوده نفس الأفكار في صغره ...وأنت عزيزي القارئ اخبرني بأمر تقوم به وسنجد مثلك آخرين يفعلونه وكما يقول الجامعة بن داؤد ( ما كان فهو ما يكون وما صنع فهو الذي يصنع فليس تحت الشمس جديد).

التشابه فيما يفعله أو يقوله أو يفكر به البشر قد يتسبب في خلق نوع من الطرفة ..وأحيانا نوع من الغضب كما حدث معي قبل سنوات خلت عندما راودتني فكرة رواية ...فسطرتها بسعادة بالغة وحملتها على عجلة من امرى لمكان العمل لتصدمني تعليقات بعض الزملاء المعلمين :( أنت متأثرة بالروائية ليلى العثمان لدرجة الاقتباس ) وغضبت ساعتها غضبا شديدا وأوضحت لهم أنى لم اقرأ لها مسبقا وعندما أفكرفى التأثر اقله ساتاثر بكاتب من وطني ) وقادني بعدها حب الاستطلاع لأقرا لهذه الكاتبة لأجد انه فعلا يوجد وجه شبه فيما تعرضت له بطلة القصة من معاناة في كلا الحالتين .

أقول: حتى في البشر يقال يخلق من الشبه أربعين ...إذا ليس بمستبعد أن تتشابه الأفكار أو الأقوال أو الأفعال فالصدفة قد تجمع بينك أنت وبين فلان أو علان وبين كتابتي وكتابة ليلى العثمان أو حتى روبرت درايفوس.

////////////

 

آراء