ليس لقاء الجنرالين بل رحيل الجنرالين.. ثم ماذا بعد وقف الحرب القذرة ؟؟ (2-3)
عمر الحويج
18 June, 2023
18 June, 2023
كبسولة : (1)
ميارك أردول : يمسح دمع الإعيسر الفي الهطول .. إتعسر .
خالد الإعيسر : يناجي سبائك ذهب أردول العليه .. إتحسر .
خالد الأعيسر : يتبعثر في إتهامات عِزت الوسيط .. المُيَّسِر .
يوسف عِزت : راودته أبوظبي فأعلن نفسه عميلها .. المُكَّسِر .
كبسولة : (2)
فصيل المنشية دواعش : لأول مرة في تاريخ السودان الحديث إغتيال مسؤول كبير علناً في خلاف سياسي .. دموي .
فصيل القصر دواعش : لأول مرة في تاريخ السودان الحديث يمارسون الذبح لشاب علناً في خلاف سياسي .. دموي .
***
في مقالي السابق الذي أنهيته بسؤال العنوان .. وماذا بعد إجبارهم على وقف حربهم القذرة .. ؟؟ . وهنا أعيد بتصرف سرد مدخل الإجابة وبعده أواصل .
إستطراد : وكملمح للإجابة ، سنجدها في فضائيات إدمان الفتنة و"المديدة حرقتني" ، التي تجيد أدائها ، الفضائيات العربية بعروضها اليومية ، لذوي اللسان المكاذب والمكابر والمراوغ دون محتوى ، فليس لتلك الأبواق ، غير عرض تفاهتها وإنتهازيتها وإرتزاقها ، وهي المعلومة للجميع بسحناتها وياقاتها اللامعات ، وأولها ذلك الذي أصبح صاحب البيت وساكنه ، في شقته المفروشة ، لإعلان سقوطه من على حلقاتها اليومية المبسوطة له ، على شاشتها البلورية ، الذي يُنَّظِر ويُطبِل لرعاته منذ أن كان صحفياً ، ليله مازال طفلاً يحبو ، للإرتقاء المعوج ، والذي أصبحت ، أسمعه بآخره الجديد ، وهو يلَّوِن صوته الأجش ، بنغمة عاطفية مشحونة بالرقة ، يعتقد أنها مستجلبة ، لمزيد الإعجاب والتأييد لآرائه المخذولة والمنبوذة ، وكأنه يهمس شعراً رومانسياً .
إستطراد : ويليه ومعه داعية الحرب والقتل والدمار ذلك (المُلَعلِع) اللندني ، الذي يدعو جهاراً نهاراً لقتل الإنسان ، السوداني ، مواطنيه ومواطناته ، ومطالباته الحماسية الخرقاء ، بمواصلة القتل والتخريب والدمار ، ودعاويه المستميتة لإستمرار الحرب ، ورغم أنف الحقيقة ، يردد لازمته القميئة "أنا إنتمائي وطني" ويكاد المريب يقول خذوني .
إستطراد : أما رفاق الشهداء والثورة في قحت ، ولإحساسهم بقساوة تهمة التخطيط للحرب والإشتراك في تفاصيلها ، التي إتهموا بها ( وقد يتم تبرئتهم من إشعال الحرب بشكل مباشر ، لكن قطعاً لن يتم تبرئتهم من تهمة وراثة أبائهم وأجدادهم ومحاكاتهم في إدمان الفشل) وهي التهمة التي قصمت ظهر بعيرهم ، ولم يجدوا لها مخرجاً ، والتي جعلت حتى أردول صاحب ذهب المعز وسيفه ، نجده يتحدت مع أحد أقطاب قحت ، بغضب وسخرية المنتصر الشامت ، حين ضيق الخناق على ذلك القطب الكبير في حزبه المنتسب لقحت ، الصغير في سنه وتجربته وخبرته السياسية ، محاور أردول في ذات اللقاء ، حتى كاد للبكاء هو أقرب ، لا لرد الصاع صاعين ، كما كان يفعل بعنترية يحسد عليها ، قبل الحرب المتهم باشعالها ، حتى لو لم يكن هذا الإتهام صحيحاً بالكامل .
إستطراد : أما زميله الآخر في قحت ومن ذات حزبه ، فليس له في البكاء ، ما يهمه فقط إثبات قدراته الخطابية واللسانية لا غير (اللهم إلا المساومة التنازلية ، لا المساومة الإيجابية المثمرة المشروعة) ، ولا يهمه حتى لو إحترق السودان كله بالحرب أو بدونها .
إستطراد : وهم هكذا ففي كل مقابلاتهم وكل الوجوه القديمة قبل الحرب والمرابطة في واجهة فضائيات الفتنة ، بحثاً عن الإثارة والأجندات الخفية ، وهي تحمل بين يديها صحن المديدة حرقتني "إلا من رحم ربي ، فعصمهم من الفتنة التي هي أشد من القتل" ، والتي لا تقدم إلا من يكون ناجحاً وموفقاً ، في إشعال نار الفتنة والحريق لأهل وأرض السودان ، لا يهم إن ماتوا أو تحولوا إلى لاجئيين ونازحين على باب الله ، وباب الدول الأخرى ، قبلتهم أو صدتهم ، خاصة تلك الفئة من وجوه الإستراتيجيين ، بالمسمى التوصيفي والوظيفي والتعريفي ، الجاهزة لتسميع وترديد ببغاوي ، ما نهلته من معاهد الدراسات الإستراتيجية العسكرية (التي إتضح جلياً جاهليتها وعجزها ، فقد كانت دراساتها الإستراتيجية الممهورة بالدرجات الأكادمية العليا ، وفي النهاية الحصيلة شهادة (أنا وإبن عمي العسكري النابه ، على الغريب الملكي التائه) .
إستطراد : كل هؤلاء طال عبثهم وعبئهم وشرورهم ، على شعب السودان ، وقد طال مكوثهم في مستودع خانة إدمان الفشل الدائم ، وجميعها لازالت مع وبعد الحرب حين وقفها الذي لابد قادم ، تبشرنا بعودة حليمة لي قديمها .
إستطراد : ونواصل بداية ، ليسأل كل منا نفسه ، وكلنا نعرف من أين أتى هؤلاء الناس ، ولا أعني هنا إستفسار أديبنا الراحل الطيب صالح ، المبني على مجهول دعاة المشروع الحضاري ، سئ المنشأ والتكوين والمعنى والتبيين ، وإنما الإستفسار هذه المرة للمبني على معلوم ، منشأ أصحاب الزعم المريع أو كما أسموه الدعم السريع ، والكل يعرف من صانعه ؟؟ من داعمه؟؟ من الذي مَكَّنه ؟؟ ومن جعله جيشاً كامل الدسم ، بالعدة والعتاد والعدد ، موازياً للجيش السوداني . والإجابة هذه المرة ، للجميع بينة حتى لراعي الغنم في أي من سهولنا الممتدة ، حقيقة لا مجازاً . لتقفز إلى ذهنه فورة الغضب الساطع ، إنهم الإسلامويين ، ولكن السؤال من هم هؤلاء ، الإسلامويين الجدد ، الذين إستطاعوا ، أن يطوعوا ويطّْووا في جناحهم ، بين ليلة وضحاها حميدتي ، ويشكلوه من قائد مليشيا ، قانعة بخطها وعقيدتها التي رسمها آل دقلوا لهم وجندهم ، حيث بدأت ، عصابة قاطعة للطريق ثم إلى مليشيا حارسة لحدود مدفوعة الثمن ، ثم إلى جيش عرمرم ، خاضعة لتوجيهات رئيس النظام الإسلاموي ، وظيفتها التفرغ ، لمهمة الإبادات الجماعية ، مدفوعة الرتب العسكرية العليا بكرم خلوي ، وممارسة كل ما تبيحه هذه الإبادات ومايسبقها وما يعقبها ، من أفرع الجريمة المتنوعة ، من قتل ونهب وإغتصاب ، هكذا ظلت وهي راضية بل مكتفية بمواصلة وظيفتها التى إختارها لها القدر في ليلة خلوية ثم البشير ، ثم البرهان مع مجموعة لجنته الأمنية ، وظل حميدتي ومليشياه ، عصابة مافوية في الجريمة المنظمة بكل أشكالها وألوانها ، هولاكية المنحى ، تترية التدمير والإرهاب والقتل العشوائي في فوضاها ، ثم في تدرجه ، تابعاً أميناً لصيقاً لرئيسه الجديد ، إلى أن عدل موقفه من منقاد إلى قائد حتى على رئيسه الذي علمه السحر ، بعد أن تساوت الكتوف ، وإن كان كتفه قد أصبح هو الأعلى ، ولا أظن أن هناك داع لمتابعة مسيرته ، التي بدأها ، بأكذوبة إنحيازه واللجنة الأمنية ، إلى ثورة دبسمبر المجيدة وصدقه الرجال الجوف ذوي الياقات البيضاء ، وسلموهم بإنتهازية سبهللية ، جمل الثورة بما حمل ، وأرتضوا أن يكونوا هم فقط ، حماراً يحمل أسفارا . كل هذا معروف وموثق ، وسيأتي تفصيله حين يحين وقت الحساب ، فبعد كل هذه المسيرة سيئة السيرة ، نعود لسؤال من أين أتت هذه المستشارية المريبة ؟؟ ، التي إستطاعت أن تحول حميدتي من داعية للقتل والتآمر والخيانة ، إلى داعية للديمقراطية والحكم المدني .. عجبي !! ، كتبت من قبل وقلت ، إنهم فصيل المنشية الإسلاموي المناهض لفصيل القصر ، هم الذين لعبوا هذا الدور الدراماتيكي في التحويل الذي رحب به حميدتي ومليشياه ، ولا أريد أن أكرر نفسي ، ولكني أقول أن هذه الحرب هي بين فصيلي القصر والمنشية ، بين فصيل البشير وفصيل الترابي ، الأول بقيادة العسكر القابضين على قيادة مجلس السيادة وكبار الضباط المؤدلجين ، الذين استطاعوا أن يطوعوا الجيش ويقودوه إلى حربهم القذرة ، بحكم التراتبية العسكرية ، الموجودة في كل الجيوش التي كان جيشنا منذ أكثر من مائة عام من أحسنها إنضباطاً ومهنية وسمعة ، فجعلوه جيشاً إسلاموياً رخوياً بامتياز ، أما فصيل المنشية ، الذي يحارب بجند الدعم السريع ، فقد انكشفت لعبته سريعاً ، لأنفسهم وللآخرين ، فقد إتضح لهم أنهم في وادي وجندهم في وادي آخر ، جندهم يواصلون عملهم الذي جبلوا عليه وعرفوه ومارسوه ، نهباً وحرقاً وقتلاً وأغتصاباً ، ومستشاريتهم ، يلاحقونهم بالنفي والنكران ، الذي لايجدي ولا يقنع ، حتى نفاخ النار ، ووضح أن هذه المستشارية ، وكأنها تؤذن في مالطا ، لا في أذن جند الجنجويد التي لاتسمع ولا تعي ، وآخرها هذا الإغتيال لوالي غرب دارفور ، الجريمة الأولى في تاريخ العمل السياسي لمسؤول كبير في أروقة الدولة التي تمت في وضح النهار ، وعين الكاميرات تعاين وتنشر وتوزع ، ليست كمثل تلك التي كانت ترتكب على يد الإنقاذ في الخفاء ، لا من شاف لا من درى ، وأنبرت المستشارية للنفي والتبرير بلا فائدة تذكر ، حيث وضعها هذا الإغتيال الذي عراها ، في وجه المدفع الدولي ، وهي أصلاً في وجه المدفع الداخلي منذ نشأتها ، وعلى أساس هذه الوقائع القديمة الجديدة . قبل الحرب وبعدها ، تكون خطة مستشارية فصيل المنشية قد فشلت تماماً ، وقريباً يغادرهم حميدتي وجنجويده ، هارباً إلى دارفور ، تاركهم في العراء لمصيرهم المجهول ، أما أن يعود إذا ظل حياً ، إلى حلمه الآخر الهلامي العنصري ليقود دارفور إلى دولة العرب الكبرى ، بعد أن يحارب بها دول غرب إفريقيا تشاد وإفريقيا الوسطى والنيجر ، ذات الوجود العربي المتماهي معه ، ليؤسس بها ومعها ، مملكة آل دقلو الكبرى ، أو يعود إلى نقطة صفره التجارية الرعوية في خلاه ، وإن كنت أظن أن يظل مصيره المحتوم ، هارباً ملاحقاً داخلياً ودولياً ، نتيجة ما هو معلق على رقبته منذ تكوينه ، من جرائم يشيب لها الولدان .
إستطراد : اما فصيل القصر فنَفسِه أطول ، وباعه في المناورة والمراوغة إبليسي شيطاني ، وعلى قوى الثورة الإنتباه لذلك ، وسوف يحاول هذا الفصيل ، إستخدام الجيش العائد (عائد عائد يانميري) بأقرب التشابيه في ماضي مشهدنا السياسي ، كجيش أعاد الوطنية لشعبه ، التي خانها الذين قالوا للحرب لا ، عاد منتصراً أو بغير إنتصار ، ليعودوا معه وبه للسلطة ، وهذه المرة ، بديلاً للشريعة قبل الخريف ، التي أستخدموها تخويفاً للراحل الصادق المهدي ، والصادق رحمه الله لم يعد موجوداً ليستجيب ، وليس بعيداً من إستجابة خلفه وتابعيهم ، فهم متعوودة !! .
إستطراد : وفي الجانب الأهم ، أنهم نسوا أو تناسوا أن الشعب نفسه غادر محطتهم ، المخادعة بشعار الدين الذي حكموا به ثلاثينيتهم الأولى ويريدون تكرارها بثلاثينية أخرى (يحلمون) فيها ، بإسم الوطنية التي كانت ضائعة ، وأعادها الجيش إلى الشعب ، وبهذا التكتيك الخدعة الجديد ، يعودون بثلاثينية أخرى بها (يحكمون) .. !!! . فانتبهوا قوى الثورة " لجان المقاومة - تنظيمات الجذري - أحزاب المركزي" .. وأتحدوا ، أو الطوفان .
إستطراد أخير :
الجيش جيش الشعب لا جيش البرهان ولا اللجنة الأمنية ولا كيزان القصر الإسلاموية .
الجيش المهني بعد تنظيفه وإصلاحه والعودة للثكنات ، خارج المدن والأحياء السكنية .
والجنجويد " حامل لواء أحلام فصيل المنشية الاسلاموي للسلطة " لا يندمج بل ينحل .
(والثورة مستمرة والردة مستحيلة)
omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////////////
ميارك أردول : يمسح دمع الإعيسر الفي الهطول .. إتعسر .
خالد الإعيسر : يناجي سبائك ذهب أردول العليه .. إتحسر .
خالد الأعيسر : يتبعثر في إتهامات عِزت الوسيط .. المُيَّسِر .
يوسف عِزت : راودته أبوظبي فأعلن نفسه عميلها .. المُكَّسِر .
كبسولة : (2)
فصيل المنشية دواعش : لأول مرة في تاريخ السودان الحديث إغتيال مسؤول كبير علناً في خلاف سياسي .. دموي .
فصيل القصر دواعش : لأول مرة في تاريخ السودان الحديث يمارسون الذبح لشاب علناً في خلاف سياسي .. دموي .
***
في مقالي السابق الذي أنهيته بسؤال العنوان .. وماذا بعد إجبارهم على وقف حربهم القذرة .. ؟؟ . وهنا أعيد بتصرف سرد مدخل الإجابة وبعده أواصل .
إستطراد : وكملمح للإجابة ، سنجدها في فضائيات إدمان الفتنة و"المديدة حرقتني" ، التي تجيد أدائها ، الفضائيات العربية بعروضها اليومية ، لذوي اللسان المكاذب والمكابر والمراوغ دون محتوى ، فليس لتلك الأبواق ، غير عرض تفاهتها وإنتهازيتها وإرتزاقها ، وهي المعلومة للجميع بسحناتها وياقاتها اللامعات ، وأولها ذلك الذي أصبح صاحب البيت وساكنه ، في شقته المفروشة ، لإعلان سقوطه من على حلقاتها اليومية المبسوطة له ، على شاشتها البلورية ، الذي يُنَّظِر ويُطبِل لرعاته منذ أن كان صحفياً ، ليله مازال طفلاً يحبو ، للإرتقاء المعوج ، والذي أصبحت ، أسمعه بآخره الجديد ، وهو يلَّوِن صوته الأجش ، بنغمة عاطفية مشحونة بالرقة ، يعتقد أنها مستجلبة ، لمزيد الإعجاب والتأييد لآرائه المخذولة والمنبوذة ، وكأنه يهمس شعراً رومانسياً .
إستطراد : ويليه ومعه داعية الحرب والقتل والدمار ذلك (المُلَعلِع) اللندني ، الذي يدعو جهاراً نهاراً لقتل الإنسان ، السوداني ، مواطنيه ومواطناته ، ومطالباته الحماسية الخرقاء ، بمواصلة القتل والتخريب والدمار ، ودعاويه المستميتة لإستمرار الحرب ، ورغم أنف الحقيقة ، يردد لازمته القميئة "أنا إنتمائي وطني" ويكاد المريب يقول خذوني .
إستطراد : أما رفاق الشهداء والثورة في قحت ، ولإحساسهم بقساوة تهمة التخطيط للحرب والإشتراك في تفاصيلها ، التي إتهموا بها ( وقد يتم تبرئتهم من إشعال الحرب بشكل مباشر ، لكن قطعاً لن يتم تبرئتهم من تهمة وراثة أبائهم وأجدادهم ومحاكاتهم في إدمان الفشل) وهي التهمة التي قصمت ظهر بعيرهم ، ولم يجدوا لها مخرجاً ، والتي جعلت حتى أردول صاحب ذهب المعز وسيفه ، نجده يتحدت مع أحد أقطاب قحت ، بغضب وسخرية المنتصر الشامت ، حين ضيق الخناق على ذلك القطب الكبير في حزبه المنتسب لقحت ، الصغير في سنه وتجربته وخبرته السياسية ، محاور أردول في ذات اللقاء ، حتى كاد للبكاء هو أقرب ، لا لرد الصاع صاعين ، كما كان يفعل بعنترية يحسد عليها ، قبل الحرب المتهم باشعالها ، حتى لو لم يكن هذا الإتهام صحيحاً بالكامل .
إستطراد : أما زميله الآخر في قحت ومن ذات حزبه ، فليس له في البكاء ، ما يهمه فقط إثبات قدراته الخطابية واللسانية لا غير (اللهم إلا المساومة التنازلية ، لا المساومة الإيجابية المثمرة المشروعة) ، ولا يهمه حتى لو إحترق السودان كله بالحرب أو بدونها .
إستطراد : وهم هكذا ففي كل مقابلاتهم وكل الوجوه القديمة قبل الحرب والمرابطة في واجهة فضائيات الفتنة ، بحثاً عن الإثارة والأجندات الخفية ، وهي تحمل بين يديها صحن المديدة حرقتني "إلا من رحم ربي ، فعصمهم من الفتنة التي هي أشد من القتل" ، والتي لا تقدم إلا من يكون ناجحاً وموفقاً ، في إشعال نار الفتنة والحريق لأهل وأرض السودان ، لا يهم إن ماتوا أو تحولوا إلى لاجئيين ونازحين على باب الله ، وباب الدول الأخرى ، قبلتهم أو صدتهم ، خاصة تلك الفئة من وجوه الإستراتيجيين ، بالمسمى التوصيفي والوظيفي والتعريفي ، الجاهزة لتسميع وترديد ببغاوي ، ما نهلته من معاهد الدراسات الإستراتيجية العسكرية (التي إتضح جلياً جاهليتها وعجزها ، فقد كانت دراساتها الإستراتيجية الممهورة بالدرجات الأكادمية العليا ، وفي النهاية الحصيلة شهادة (أنا وإبن عمي العسكري النابه ، على الغريب الملكي التائه) .
إستطراد : كل هؤلاء طال عبثهم وعبئهم وشرورهم ، على شعب السودان ، وقد طال مكوثهم في مستودع خانة إدمان الفشل الدائم ، وجميعها لازالت مع وبعد الحرب حين وقفها الذي لابد قادم ، تبشرنا بعودة حليمة لي قديمها .
إستطراد : ونواصل بداية ، ليسأل كل منا نفسه ، وكلنا نعرف من أين أتى هؤلاء الناس ، ولا أعني هنا إستفسار أديبنا الراحل الطيب صالح ، المبني على مجهول دعاة المشروع الحضاري ، سئ المنشأ والتكوين والمعنى والتبيين ، وإنما الإستفسار هذه المرة للمبني على معلوم ، منشأ أصحاب الزعم المريع أو كما أسموه الدعم السريع ، والكل يعرف من صانعه ؟؟ من داعمه؟؟ من الذي مَكَّنه ؟؟ ومن جعله جيشاً كامل الدسم ، بالعدة والعتاد والعدد ، موازياً للجيش السوداني . والإجابة هذه المرة ، للجميع بينة حتى لراعي الغنم في أي من سهولنا الممتدة ، حقيقة لا مجازاً . لتقفز إلى ذهنه فورة الغضب الساطع ، إنهم الإسلامويين ، ولكن السؤال من هم هؤلاء ، الإسلامويين الجدد ، الذين إستطاعوا ، أن يطوعوا ويطّْووا في جناحهم ، بين ليلة وضحاها حميدتي ، ويشكلوه من قائد مليشيا ، قانعة بخطها وعقيدتها التي رسمها آل دقلوا لهم وجندهم ، حيث بدأت ، عصابة قاطعة للطريق ثم إلى مليشيا حارسة لحدود مدفوعة الثمن ، ثم إلى جيش عرمرم ، خاضعة لتوجيهات رئيس النظام الإسلاموي ، وظيفتها التفرغ ، لمهمة الإبادات الجماعية ، مدفوعة الرتب العسكرية العليا بكرم خلوي ، وممارسة كل ما تبيحه هذه الإبادات ومايسبقها وما يعقبها ، من أفرع الجريمة المتنوعة ، من قتل ونهب وإغتصاب ، هكذا ظلت وهي راضية بل مكتفية بمواصلة وظيفتها التى إختارها لها القدر في ليلة خلوية ثم البشير ، ثم البرهان مع مجموعة لجنته الأمنية ، وظل حميدتي ومليشياه ، عصابة مافوية في الجريمة المنظمة بكل أشكالها وألوانها ، هولاكية المنحى ، تترية التدمير والإرهاب والقتل العشوائي في فوضاها ، ثم في تدرجه ، تابعاً أميناً لصيقاً لرئيسه الجديد ، إلى أن عدل موقفه من منقاد إلى قائد حتى على رئيسه الذي علمه السحر ، بعد أن تساوت الكتوف ، وإن كان كتفه قد أصبح هو الأعلى ، ولا أظن أن هناك داع لمتابعة مسيرته ، التي بدأها ، بأكذوبة إنحيازه واللجنة الأمنية ، إلى ثورة دبسمبر المجيدة وصدقه الرجال الجوف ذوي الياقات البيضاء ، وسلموهم بإنتهازية سبهللية ، جمل الثورة بما حمل ، وأرتضوا أن يكونوا هم فقط ، حماراً يحمل أسفارا . كل هذا معروف وموثق ، وسيأتي تفصيله حين يحين وقت الحساب ، فبعد كل هذه المسيرة سيئة السيرة ، نعود لسؤال من أين أتت هذه المستشارية المريبة ؟؟ ، التي إستطاعت أن تحول حميدتي من داعية للقتل والتآمر والخيانة ، إلى داعية للديمقراطية والحكم المدني .. عجبي !! ، كتبت من قبل وقلت ، إنهم فصيل المنشية الإسلاموي المناهض لفصيل القصر ، هم الذين لعبوا هذا الدور الدراماتيكي في التحويل الذي رحب به حميدتي ومليشياه ، ولا أريد أن أكرر نفسي ، ولكني أقول أن هذه الحرب هي بين فصيلي القصر والمنشية ، بين فصيل البشير وفصيل الترابي ، الأول بقيادة العسكر القابضين على قيادة مجلس السيادة وكبار الضباط المؤدلجين ، الذين استطاعوا أن يطوعوا الجيش ويقودوه إلى حربهم القذرة ، بحكم التراتبية العسكرية ، الموجودة في كل الجيوش التي كان جيشنا منذ أكثر من مائة عام من أحسنها إنضباطاً ومهنية وسمعة ، فجعلوه جيشاً إسلاموياً رخوياً بامتياز ، أما فصيل المنشية ، الذي يحارب بجند الدعم السريع ، فقد انكشفت لعبته سريعاً ، لأنفسهم وللآخرين ، فقد إتضح لهم أنهم في وادي وجندهم في وادي آخر ، جندهم يواصلون عملهم الذي جبلوا عليه وعرفوه ومارسوه ، نهباً وحرقاً وقتلاً وأغتصاباً ، ومستشاريتهم ، يلاحقونهم بالنفي والنكران ، الذي لايجدي ولا يقنع ، حتى نفاخ النار ، ووضح أن هذه المستشارية ، وكأنها تؤذن في مالطا ، لا في أذن جند الجنجويد التي لاتسمع ولا تعي ، وآخرها هذا الإغتيال لوالي غرب دارفور ، الجريمة الأولى في تاريخ العمل السياسي لمسؤول كبير في أروقة الدولة التي تمت في وضح النهار ، وعين الكاميرات تعاين وتنشر وتوزع ، ليست كمثل تلك التي كانت ترتكب على يد الإنقاذ في الخفاء ، لا من شاف لا من درى ، وأنبرت المستشارية للنفي والتبرير بلا فائدة تذكر ، حيث وضعها هذا الإغتيال الذي عراها ، في وجه المدفع الدولي ، وهي أصلاً في وجه المدفع الداخلي منذ نشأتها ، وعلى أساس هذه الوقائع القديمة الجديدة . قبل الحرب وبعدها ، تكون خطة مستشارية فصيل المنشية قد فشلت تماماً ، وقريباً يغادرهم حميدتي وجنجويده ، هارباً إلى دارفور ، تاركهم في العراء لمصيرهم المجهول ، أما أن يعود إذا ظل حياً ، إلى حلمه الآخر الهلامي العنصري ليقود دارفور إلى دولة العرب الكبرى ، بعد أن يحارب بها دول غرب إفريقيا تشاد وإفريقيا الوسطى والنيجر ، ذات الوجود العربي المتماهي معه ، ليؤسس بها ومعها ، مملكة آل دقلو الكبرى ، أو يعود إلى نقطة صفره التجارية الرعوية في خلاه ، وإن كنت أظن أن يظل مصيره المحتوم ، هارباً ملاحقاً داخلياً ودولياً ، نتيجة ما هو معلق على رقبته منذ تكوينه ، من جرائم يشيب لها الولدان .
إستطراد : اما فصيل القصر فنَفسِه أطول ، وباعه في المناورة والمراوغة إبليسي شيطاني ، وعلى قوى الثورة الإنتباه لذلك ، وسوف يحاول هذا الفصيل ، إستخدام الجيش العائد (عائد عائد يانميري) بأقرب التشابيه في ماضي مشهدنا السياسي ، كجيش أعاد الوطنية لشعبه ، التي خانها الذين قالوا للحرب لا ، عاد منتصراً أو بغير إنتصار ، ليعودوا معه وبه للسلطة ، وهذه المرة ، بديلاً للشريعة قبل الخريف ، التي أستخدموها تخويفاً للراحل الصادق المهدي ، والصادق رحمه الله لم يعد موجوداً ليستجيب ، وليس بعيداً من إستجابة خلفه وتابعيهم ، فهم متعوودة !! .
إستطراد : وفي الجانب الأهم ، أنهم نسوا أو تناسوا أن الشعب نفسه غادر محطتهم ، المخادعة بشعار الدين الذي حكموا به ثلاثينيتهم الأولى ويريدون تكرارها بثلاثينية أخرى (يحلمون) فيها ، بإسم الوطنية التي كانت ضائعة ، وأعادها الجيش إلى الشعب ، وبهذا التكتيك الخدعة الجديد ، يعودون بثلاثينية أخرى بها (يحكمون) .. !!! . فانتبهوا قوى الثورة " لجان المقاومة - تنظيمات الجذري - أحزاب المركزي" .. وأتحدوا ، أو الطوفان .
إستطراد أخير :
الجيش جيش الشعب لا جيش البرهان ولا اللجنة الأمنية ولا كيزان القصر الإسلاموية .
الجيش المهني بعد تنظيفه وإصلاحه والعودة للثكنات ، خارج المدن والأحياء السكنية .
والجنجويد " حامل لواء أحلام فصيل المنشية الاسلاموي للسلطة " لا يندمج بل ينحل .
(والثورة مستمرة والردة مستحيلة)
omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////////////