لَيْتَ الزَّمَانْ
عمر شبرين
18 March, 2025
18 March, 2025
ليت الزمان ـ من ديواني الرابع
ألَا لَيْتَ الزمانَ إِلَى الْوَرَاءْ
يَعُودُ فَأغْتَنِي مِنْ كُلّ فنِّ
وَأَنْهَلُ مِنْ تَرَاثِ العُرْب نَهْلاً
وَأَغَرَقُ بَيْنَ أَشْعَارٍ وَلَحْنِ
وَمِنْ الشَّنْفَرِي أَوْ ذِي القُرُوحِ
أَوْ ابْنِ الْوَرْدِ أَوْ مِنْ دِيكِ جِنِّ
وَمِنْ قَيْسِ ابْنِ مِيْمُونٍ وَطَرْفَةْ
وَذَاكَ الأَعْسَرُ الضَّبِّي أَعْنِي
وَعْنَترَةُ الْفَوَارَسِ مِنْهُ أَروي
بَدِيعَ الشِّعْرِ لَوْ يُجْدِي التَّمَنِي
وَأَعْجَبُ لِلسِّلِيكِ يَطِيرُ عَدْوَاً
يَكَادُ لِحَاقُه للْخَيْلِ يُضْنِي
وَحَسَّانُ ابْنُ ثَابِتَ إِذْ يُنَافِحْ
عَنْ الْمَصْدُوقِ فِي سَفَرٍ وَظَعْنِ
بِشِعْرٍ يُفْحِمُ الأَعْدَاءَ أبَلَجْ
وَأَبْيَاتٍ كَضَرْبٍ أَوْ كَطَعْنِ
وَتَحْزُنُنِي صَبَابَاتُ ابْنِ مَعْمَرْ
وَهَوَ يَمُوتُ مِنْ عِشْقٍ وَوَهْنِ
وَأَضْرِبُ فِي الَفَلاةِ مَعْ الْحُطَيْئَةْ
وَمِنْ ذِي الرُّمَّةِ الزَّهْرَاتِ أَجَنِي
وَمِنْ دُرَرِ الْخَلِيلِ أَصُوغُ شِعْرَاً
وَأَقْلِبُ طَائِعَاً ظَهْرَ المِجَنِ
وَللْحَسَنِ ابْنِ هَانِي أُسْدِي نُصْحِي
بَأنْ يَدَعَ الْبَذَاءَةَ وَالتَّجَنِي
وَيَجْتَنَبَ الْمَعَاصِي وَالْفُسُوقْ
فَإنَّ وُرُودَها لا شَكَّ يُفْنَي
وَمَالَهَمُ بَنُو الْحَسْحَاسِ قَتَلوا
ذَاكَ الشَّاعِرَ الَصَّبَّ الْمُغَنِّي
وَاتْرُكُ مَا هَمَمْتُ بِهُ لِوَاذَاً
إِذَا مَا قَام زِرْيَابٌ يُغَنِّي
وَيَخْلُفهُ عَلَى الْقِيثَار مَعْبَدْ
فَاطْرَبُ نَشْوَةً مِنْ كُلِّ لَحْنِ
أُخَفِّفُ مِنْ هُمُومِ الْقَيْرَوَانِي
شَيْئَاً مِنْ مُصِيبَتِه لأَنِّي
رَأيْتُ الْحُزْنَ فِي عَيْنَيْه مُّرَا
وَفَقْدُ الابْنِ يُورِثُ كُلَّ حُزْنِ
وَيَمْتَحِنُ الزَّمَانُ عَزِيزَ قَوْمٍ
أَبَا فَرَّاسَ فِي المَنْفَى يُغَنِّي
نُجُومٌ لا تُضَاهِيهَا نُجُومٌ
وَحَاشَا أَنْ يَكُونَ الْقَوْلُ مِنِّي
لَقَدْ بَلَغُوا ذُرَىً لَنْ نَرْتَقِيهَا
فَإنَّ مَنَالَها فَوْقَ التَّمَنِي!!
الرياض٢٠/ رمضان/ ١٤٣٩هـ
----------------
oshibrain@myyahoo.com
ألَا لَيْتَ الزمانَ إِلَى الْوَرَاءْ
يَعُودُ فَأغْتَنِي مِنْ كُلّ فنِّ
وَأَنْهَلُ مِنْ تَرَاثِ العُرْب نَهْلاً
وَأَغَرَقُ بَيْنَ أَشْعَارٍ وَلَحْنِ
وَمِنْ الشَّنْفَرِي أَوْ ذِي القُرُوحِ
أَوْ ابْنِ الْوَرْدِ أَوْ مِنْ دِيكِ جِنِّ
وَمِنْ قَيْسِ ابْنِ مِيْمُونٍ وَطَرْفَةْ
وَذَاكَ الأَعْسَرُ الضَّبِّي أَعْنِي
وَعْنَترَةُ الْفَوَارَسِ مِنْهُ أَروي
بَدِيعَ الشِّعْرِ لَوْ يُجْدِي التَّمَنِي
وَأَعْجَبُ لِلسِّلِيكِ يَطِيرُ عَدْوَاً
يَكَادُ لِحَاقُه للْخَيْلِ يُضْنِي
وَحَسَّانُ ابْنُ ثَابِتَ إِذْ يُنَافِحْ
عَنْ الْمَصْدُوقِ فِي سَفَرٍ وَظَعْنِ
بِشِعْرٍ يُفْحِمُ الأَعْدَاءَ أبَلَجْ
وَأَبْيَاتٍ كَضَرْبٍ أَوْ كَطَعْنِ
وَتَحْزُنُنِي صَبَابَاتُ ابْنِ مَعْمَرْ
وَهَوَ يَمُوتُ مِنْ عِشْقٍ وَوَهْنِ
وَأَضْرِبُ فِي الَفَلاةِ مَعْ الْحُطَيْئَةْ
وَمِنْ ذِي الرُّمَّةِ الزَّهْرَاتِ أَجَنِي
وَمِنْ دُرَرِ الْخَلِيلِ أَصُوغُ شِعْرَاً
وَأَقْلِبُ طَائِعَاً ظَهْرَ المِجَنِ
وَللْحَسَنِ ابْنِ هَانِي أُسْدِي نُصْحِي
بَأنْ يَدَعَ الْبَذَاءَةَ وَالتَّجَنِي
وَيَجْتَنَبَ الْمَعَاصِي وَالْفُسُوقْ
فَإنَّ وُرُودَها لا شَكَّ يُفْنَي
وَمَالَهَمُ بَنُو الْحَسْحَاسِ قَتَلوا
ذَاكَ الشَّاعِرَ الَصَّبَّ الْمُغَنِّي
وَاتْرُكُ مَا هَمَمْتُ بِهُ لِوَاذَاً
إِذَا مَا قَام زِرْيَابٌ يُغَنِّي
وَيَخْلُفهُ عَلَى الْقِيثَار مَعْبَدْ
فَاطْرَبُ نَشْوَةً مِنْ كُلِّ لَحْنِ
أُخَفِّفُ مِنْ هُمُومِ الْقَيْرَوَانِي
شَيْئَاً مِنْ مُصِيبَتِه لأَنِّي
رَأيْتُ الْحُزْنَ فِي عَيْنَيْه مُّرَا
وَفَقْدُ الابْنِ يُورِثُ كُلَّ حُزْنِ
وَيَمْتَحِنُ الزَّمَانُ عَزِيزَ قَوْمٍ
أَبَا فَرَّاسَ فِي المَنْفَى يُغَنِّي
نُجُومٌ لا تُضَاهِيهَا نُجُومٌ
وَحَاشَا أَنْ يَكُونَ الْقَوْلُ مِنِّي
لَقَدْ بَلَغُوا ذُرَىً لَنْ نَرْتَقِيهَا
فَإنَّ مَنَالَها فَوْقَ التَّمَنِي!!
الرياض٢٠/ رمضان/ ١٤٣٩هـ
----------------
oshibrain@myyahoo.com