مؤتمر القاهرة ..الدروس والعبر
حسن ابوزينب عمر
8 July, 2024
8 July, 2024
بقلم: حسن ابوزينب عمر
نزلت شطك بعد البين ولهانا
فذقت فيك من التبريح ألوانا
وسرت فيك غريبا ظل سامره
دارا وشوقا وأحبابا وأخوانا
فلا اللسان لسان العرب نعرفه
ولا الزمان كما كنا وماكانا
لم يبق منك سوى ذكرى تؤرقنا
وغير دار هوى أصغت لنجوانا
محمد احمد محجوب
من حق مصر استضافة مؤتمر القاهرة لمناقشة سبل حل الأزمة السودانية الراهنة ومن حقها توجيه الدعوة لكافة القوى المدنية التي تعتقد أنها فاعلة على الساحة السودانية وإيقاف الحرب التي يتفق الجميع على وصفها بالعبثية والتي اندلعت شرارتها الأولى منذ 14 شهرا والتي كلفت السودان حتى الآن أكثر من 15 ألف قتيل و11 مليون نازح و1,8 مليون لاجئ فروا الى دول الجوار وفقا لتقارير مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إضافة الى خسائر قدرت ب200 مليار دولار. . مبدأ مصر لإنجاح المؤتمر كونها أكثر البلدان تأثرا بالأزمة السودانية فضلا عن أن مصالحها متداخلة بشكل كبير والنجاح يعني اغلاق أحد الجراح المفتوحة على حدودها وبالذات على حدودها الجنوبية حيث يشكل سد النهضة خطرا على أمنها المائي كما أن مصر تتأثر بأزمة اللاجئين الذين بلع عددهم 9 مليون نصفهم من السودانيين وهؤلاء يشكلون عبئا ضخما على كاهل الموازنة المصرية العامة أضف الى ذلك مشكلة الإرهاب التي تزداد استفحالا مع تفاقم المشكلات الداخلية في الدول المجاورة وهناك أيضا قضية التمدد الإيراني سيما بعد طلب الجيش السوداني من ايران امداده بالطائرات المسيرة شأنه شأن روسيا في حربه مع أوكرانيا ..تنظيم مصر للمؤتمر في ظل هذه الأوضاع وفي ظل التركيبة المتشعبة للحضور من الداخل والخارج لم يكن أمرا سهلا اذ ان إرضاء جميع الفرقاء واقناعه بالمشاركة كان تحديا كبيرا .
(2)
لكن اللافت للنظر هو ان مصر قدمت دعواتها لفسيفساء من البشر والتنظيمات والتجمعات والاتحادات ولكنها تناست ولا أقول نست تقديم أي دعوة حتى من فصيلة (تمامة جرتق) لأي مكون من المكونات الاثنية على حدودها الجنوبية وهم البجا .. في تقديري أن القاهرة وصلت لقناعة أن لا شيء يجمع بجا 2024 سوى التشظي والانقسامات والصراعات عديمة المعني والهدف والاتفاق على عدم الاتفاق ولكن وحتى بافتراض مراعاة مبدأ حسن الجوار والسماح لهم بالمشاركة يبقى السؤال بدون إجابة وهو لمن تقدم الدعوة هل لترك ناظر عموم الهدندوة هل لعلي محمود ناظر عموما الأمرار هل لشيبة ضرار هل للناظر دقلل ناظر عموم البني عامر هل للناظر كنتيباي ناظر قبيلة الحباب هل لقيادات الجيوش التي تتدرب في الحدود الجنوبية تحت سمع وبصر حكومة اريتريا وتجاهل تام من حكومة البرهان ؟ هل تقدم الدعوة لمحمد سيدنا ..مين محمد سيدنا دا ؟؟؟
(3)
يبدو ان مصر التي لم تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا تعاملت مع هذه القضية بمبدأ (أبعد من الشر وغنيلو) ولعل هذا يفسر ردة الفعل الغاضبة العنيفة من المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الذي اعتبر الموقف المصري مجرد حقارة عن سبق إصرار وترصد بتغييب متعمد للشرق وترميز تضليلي تنفيذا لسياسات الأجهزة الأمنية السودانية وبناءا عليه رفض المجلس الأعلى مؤتمر القاهرة الاقصائي بل قرر عدم مشاركة المجلس في مشاورات تشكيل الحكومة .ولكن أكثر ما يستوقف في حملة الرفض والاستنكار غير المسبوقة هنا هو رفض المجلس تمثيل واشراك جماعة الإسلام السياسي وعناصر النظام المباد ومجاهديهم تحت ذريعة اشراك الشرق .
(4)
البيان يرفض أيضا إطالة الحرب ويطالب بضرورة اسكات صوت البندقية درأ لتوسيع دائرة الحروب وتمزيق الوطن فضلا عن أيجاد منافذ آمنة لمنظمات الإغاثة الدولية لأداء مهامها بتوصيل المساعدات لذوي الحاجة وما أكثرهم. الذي أعرفه أنه رغم الاحتجاج الاستنكاري فلو قدمت القاهرة دعوة لأحد هذه الكائنات لهرول نحو القاهرة هرولة فهود محمية سرنجتي الكينية وهي تطارد الغزلان لابتلاعها حية .. لا مجال هنا لتكرار موقف المناضلة الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم التي رفضت بإباء جائزة الأمم المتحدة بحجة ان المحتفى به هو الشعب السوداني وليست فاطمة أحمد إبراهيم.
(5)
لكن الجديد هنا أولا رفض المجلس تمثيل واشراك جماعة الإسلام السياسي وعناصر النظام المباد وهؤلاء هم الفلول الذين يعتبرون اليد اليمنى لحكومة البرهان وثانيا المطالبة بالسلام والاستقرار واسكات صوت البندقية لدرأ توسيع دائرة الحرب وتمزيق الوطن ..الذي لا يختلف عليه اثنان هنا أن المبدآن يتمردان على ثوابت البجا الذين يهتفون منذ اندلاع الحرب (شعب واحد جيش واحد) ..رفض الفلول يقربهم خطوة من حيث لم يحتسبوا الى قحت والحرية والتغيير كما ان شعار لا للحرب ورفض الدعوة لاستمرارها هو صوت عقلاني للقابضين على الجمرة والذين يشكلون حطبا للنار التي أشعلها غيرهم وهو موقف يبعدهم خطوة وأتمنى أن تتلوها خطوات وخطوات للانسلاخ والتبرؤ من البرهان الذي يصر على القتال حتى ازهاق آخر روح .
(6)
الخلاصة ان بجا 2024 هم جزر معزولة أشبه بملوك الطوائف في الاندلس ينتمون لمؤتمرات بجا لا تنش ولا تهش الله وحده يعرف عددها الآن يهدرون الوقت في الاستقبالات ومهرجانات التكريم والهتاف لهرطقات شيبة واستعراضات بجا دولة وبجا حديد بخلاف فترة الديموقراطية الثانية حيث كان 12 عضوا في البرلمان يمثلون مؤتمر بجا واحد على قدم المساواة تجمعهم وحدة الكلمة ووحدة الصوت ولذلك يضع لهم الخصوم ألف حساب .
(7)
العبر والدروس المستقاة من الغياب المر من مؤتمر القاهرة الذي حضره (اللي يسوى واللي ما يسواش) بدعوة من القاهرة التي بنت موقفها على مبدأ (الشباك اليجيك منو الريح سدو وأستريح) لا يؤكد الا على الخيار الوحيد الذي لا يملك البجا بديلا له في زمن البحث عن الكيانات الكبيرة في هذه المرحلية المفصلية من تاريخ السودان وهو الاستثمار في الوحدة الوطنية اذا كان الهدف البقاء رقما أساسيا في المعترك السياسي السوداني والقول الفصل هنا أن تبلغ القيادات رغم فرقتها ما تريد قبل أن يفرض عليها مالا تريد ففي النهاية تحصد ما زرعته أو كما يقول الفرنجة you reap what you sow
oabuzinap@gmail.com
نزلت شطك بعد البين ولهانا
فذقت فيك من التبريح ألوانا
وسرت فيك غريبا ظل سامره
دارا وشوقا وأحبابا وأخوانا
فلا اللسان لسان العرب نعرفه
ولا الزمان كما كنا وماكانا
لم يبق منك سوى ذكرى تؤرقنا
وغير دار هوى أصغت لنجوانا
محمد احمد محجوب
من حق مصر استضافة مؤتمر القاهرة لمناقشة سبل حل الأزمة السودانية الراهنة ومن حقها توجيه الدعوة لكافة القوى المدنية التي تعتقد أنها فاعلة على الساحة السودانية وإيقاف الحرب التي يتفق الجميع على وصفها بالعبثية والتي اندلعت شرارتها الأولى منذ 14 شهرا والتي كلفت السودان حتى الآن أكثر من 15 ألف قتيل و11 مليون نازح و1,8 مليون لاجئ فروا الى دول الجوار وفقا لتقارير مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إضافة الى خسائر قدرت ب200 مليار دولار. . مبدأ مصر لإنجاح المؤتمر كونها أكثر البلدان تأثرا بالأزمة السودانية فضلا عن أن مصالحها متداخلة بشكل كبير والنجاح يعني اغلاق أحد الجراح المفتوحة على حدودها وبالذات على حدودها الجنوبية حيث يشكل سد النهضة خطرا على أمنها المائي كما أن مصر تتأثر بأزمة اللاجئين الذين بلع عددهم 9 مليون نصفهم من السودانيين وهؤلاء يشكلون عبئا ضخما على كاهل الموازنة المصرية العامة أضف الى ذلك مشكلة الإرهاب التي تزداد استفحالا مع تفاقم المشكلات الداخلية في الدول المجاورة وهناك أيضا قضية التمدد الإيراني سيما بعد طلب الجيش السوداني من ايران امداده بالطائرات المسيرة شأنه شأن روسيا في حربه مع أوكرانيا ..تنظيم مصر للمؤتمر في ظل هذه الأوضاع وفي ظل التركيبة المتشعبة للحضور من الداخل والخارج لم يكن أمرا سهلا اذ ان إرضاء جميع الفرقاء واقناعه بالمشاركة كان تحديا كبيرا .
(2)
لكن اللافت للنظر هو ان مصر قدمت دعواتها لفسيفساء من البشر والتنظيمات والتجمعات والاتحادات ولكنها تناست ولا أقول نست تقديم أي دعوة حتى من فصيلة (تمامة جرتق) لأي مكون من المكونات الاثنية على حدودها الجنوبية وهم البجا .. في تقديري أن القاهرة وصلت لقناعة أن لا شيء يجمع بجا 2024 سوى التشظي والانقسامات والصراعات عديمة المعني والهدف والاتفاق على عدم الاتفاق ولكن وحتى بافتراض مراعاة مبدأ حسن الجوار والسماح لهم بالمشاركة يبقى السؤال بدون إجابة وهو لمن تقدم الدعوة هل لترك ناظر عموم الهدندوة هل لعلي محمود ناظر عموما الأمرار هل لشيبة ضرار هل للناظر دقلل ناظر عموم البني عامر هل للناظر كنتيباي ناظر قبيلة الحباب هل لقيادات الجيوش التي تتدرب في الحدود الجنوبية تحت سمع وبصر حكومة اريتريا وتجاهل تام من حكومة البرهان ؟ هل تقدم الدعوة لمحمد سيدنا ..مين محمد سيدنا دا ؟؟؟
(3)
يبدو ان مصر التي لم تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا تعاملت مع هذه القضية بمبدأ (أبعد من الشر وغنيلو) ولعل هذا يفسر ردة الفعل الغاضبة العنيفة من المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الذي اعتبر الموقف المصري مجرد حقارة عن سبق إصرار وترصد بتغييب متعمد للشرق وترميز تضليلي تنفيذا لسياسات الأجهزة الأمنية السودانية وبناءا عليه رفض المجلس الأعلى مؤتمر القاهرة الاقصائي بل قرر عدم مشاركة المجلس في مشاورات تشكيل الحكومة .ولكن أكثر ما يستوقف في حملة الرفض والاستنكار غير المسبوقة هنا هو رفض المجلس تمثيل واشراك جماعة الإسلام السياسي وعناصر النظام المباد ومجاهديهم تحت ذريعة اشراك الشرق .
(4)
البيان يرفض أيضا إطالة الحرب ويطالب بضرورة اسكات صوت البندقية درأ لتوسيع دائرة الحروب وتمزيق الوطن فضلا عن أيجاد منافذ آمنة لمنظمات الإغاثة الدولية لأداء مهامها بتوصيل المساعدات لذوي الحاجة وما أكثرهم. الذي أعرفه أنه رغم الاحتجاج الاستنكاري فلو قدمت القاهرة دعوة لأحد هذه الكائنات لهرول نحو القاهرة هرولة فهود محمية سرنجتي الكينية وهي تطارد الغزلان لابتلاعها حية .. لا مجال هنا لتكرار موقف المناضلة الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم التي رفضت بإباء جائزة الأمم المتحدة بحجة ان المحتفى به هو الشعب السوداني وليست فاطمة أحمد إبراهيم.
(5)
لكن الجديد هنا أولا رفض المجلس تمثيل واشراك جماعة الإسلام السياسي وعناصر النظام المباد وهؤلاء هم الفلول الذين يعتبرون اليد اليمنى لحكومة البرهان وثانيا المطالبة بالسلام والاستقرار واسكات صوت البندقية لدرأ توسيع دائرة الحرب وتمزيق الوطن ..الذي لا يختلف عليه اثنان هنا أن المبدآن يتمردان على ثوابت البجا الذين يهتفون منذ اندلاع الحرب (شعب واحد جيش واحد) ..رفض الفلول يقربهم خطوة من حيث لم يحتسبوا الى قحت والحرية والتغيير كما ان شعار لا للحرب ورفض الدعوة لاستمرارها هو صوت عقلاني للقابضين على الجمرة والذين يشكلون حطبا للنار التي أشعلها غيرهم وهو موقف يبعدهم خطوة وأتمنى أن تتلوها خطوات وخطوات للانسلاخ والتبرؤ من البرهان الذي يصر على القتال حتى ازهاق آخر روح .
(6)
الخلاصة ان بجا 2024 هم جزر معزولة أشبه بملوك الطوائف في الاندلس ينتمون لمؤتمرات بجا لا تنش ولا تهش الله وحده يعرف عددها الآن يهدرون الوقت في الاستقبالات ومهرجانات التكريم والهتاف لهرطقات شيبة واستعراضات بجا دولة وبجا حديد بخلاف فترة الديموقراطية الثانية حيث كان 12 عضوا في البرلمان يمثلون مؤتمر بجا واحد على قدم المساواة تجمعهم وحدة الكلمة ووحدة الصوت ولذلك يضع لهم الخصوم ألف حساب .
(7)
العبر والدروس المستقاة من الغياب المر من مؤتمر القاهرة الذي حضره (اللي يسوى واللي ما يسواش) بدعوة من القاهرة التي بنت موقفها على مبدأ (الشباك اليجيك منو الريح سدو وأستريح) لا يؤكد الا على الخيار الوحيد الذي لا يملك البجا بديلا له في زمن البحث عن الكيانات الكبيرة في هذه المرحلية المفصلية من تاريخ السودان وهو الاستثمار في الوحدة الوطنية اذا كان الهدف البقاء رقما أساسيا في المعترك السياسي السوداني والقول الفصل هنا أن تبلغ القيادات رغم فرقتها ما تريد قبل أن يفرض عليها مالا تريد ففي النهاية تحصد ما زرعته أو كما يقول الفرنجة you reap what you sow
oabuzinap@gmail.com