ماذا تتوقعون بعد أن تراجعت القراءة

ماذا تتوقعون بعد أن تراجعت القراءة وهذا الطوفان من ستات الشاي يسد الفراغ والسماسرة من كل لون وجنس يسرحون ويمرحون والقبضة الأمنية تهصر الاضلع والكل يئن ويريد حلا بعيد المنال !!..

اللجنة الأمنية الحاكمة تصر علي أن تسلم الراية لحكومة منتخبة والغريب أن يتحدث العسكر عن انتخابات ويتحمسون لها كل هذا الحماس وهم في غرارة أنفسهم يعون تماما أن أي حكم مدني سيعيدهم الي ثكناتهم للقيام بدورهم المناط بهم وهو حراسة البلاد والدستور وكفي !!..
تم التوقيع علي اتفاقية اطارية بين المدنيين والعسكريين يوم ٥ من شهر ديسمبر المنصرم وابتداءا من السبت ٧ الي الخميس ١٢ من شهر يناير هذا ستعقد ورش عمل مشتركة بين الجناحين العسكري والمدني لمناقشة أهم القضايا التي ستضع حدا لمشاكل البلاد المستعصية التي اعيت من يداويها ومن ثم يكون مسك الختام تكوين حكومة تكنوقراطية طال انتظارها !!..
لا اريد أن أقول إن الدول الكبري ودول الإقليم شقيانة أكثر منا وثلهث مثل كلب الحر من أجل استقرار السودان وعودته للحضن العالمي عضوا فاعلا حرا مستقلا ولكن الذي يحيرني أن الاتحاد الإفريقي وهو منغمس لشوشته في هذا المونديال الاحتيالي الذي يجري في بلادنا كيف يعترف اتحاد الهنا هذا بالبرهان رئيسا وبحميدتي نائبا له وقد قاما بانقلاب كامل الدسم ارجعا به أرض النيلين الي عصور ماقبل التاريخ والجغرافيا وعلم النفس والكيمياء الحيوية والرياضيات البحتة وعلم الروبوتات !!..
هؤلاء القوم من كبار رجال الاتحاد الإفريقي تركوا اهلهم وديارهم واتخذوا من الخرطوم سكنا واستمراوا إلقاء السلام وتبادل الابتسام والقفشات والقصائد والمعلقات والجلوس في الكنبات والتبروقات مع الثنائي الانقلابي ونسوا أن عضوية ديارنا المنكوبة معلقة من عصبتها بسبب انقلاب أكتوبر المشؤوم !!..
وحتي الأمم المتحدة وهذا البروف فولكر بالذات أعطوا البرهان وحميدتي شرعية ما كانا يحلمان بها مطلقا وكانما الأمم المتحدة في ذات نفسها تاكل بعقل السودانيين حلاوة مولد !!..
وهنالك صفوف فيها الايقاد والترويكا ومنظمات ظاهرة وخفية ودول إقليمية أعطوا البرهان الثقة في أن يكون بطل المرحلة والي أن تقوم هذه الانتخابات المزعومة هنالك احتمالات أن يموت الأمير أو الفقير أو البعير وإذا بقي الأمير علي قيد الحياة ولم يلحقه مكروه وإذا قامت الانتخابات فعلا فهذا الأمير سيكون صاحب الحوش وحلاوة ماكنتوش ومعه حزبه الحاكم ومجلس نوابه ونظامه العدلي واعلامه ومدارسه وجامعاته وكل هذه الهيلمانة تكون مفصلة علي مقاسه تعمل بالتحكم من بعد وندخل في برمجة الشعب السوداني يسير بها مخدرا ويغني ويصفق بالاشارة !!..
نعود لستات الشاي وقد عم سيلهن القري والحضر فلا تكاد تجد ساحة إلا وقد احتلتها ستات الشاي والعطالي يتحلقون الأميرة بائعة الشاي وكأنها قمر تحتفل به الكواكب !!..
واجدبت البلاد من كل عمل وإنتاج إلا عمل السمسرة في كافة المجالات وهؤلاء السماسرة برعوا في النصب والاحتيال واقتناص الدراهم والدنانير والريالات والدولارات والذهب والفضة والمجوهرات بكل الوسائل من غير حرج أو وازع وصارت عندهم أنانية وعدم وطنية يضرب بها المثل وحتي لو احترقت البلاد لا يفعلوا شيئا أكثر من الفرجة والضحك مليء اشداقهم الفاجرة !!..
حق لنا أن نبكي وننوح ونصيح من هؤلاء الشوفتهم مابتريح هؤلاء الغرباء الذين وفدوا علي أرضنا الطيبة من الجوار الأفريقى ومعهم أساليبهم في النهب والسلب والقتل وتسعة طويلة !!..
بلادنا تستولي عليها الاراذل وسكنوا الجنان وتركوا لنا الجحور والقيعان والقحط والجوع وحمي الضنك وطق الحنك !!..
دعونا نحلم بالخلاص من ازماتنا التي تتطاولت ودعونا نعشم في انتصار مقاومتنا التي صارت حائط الصد الاخير من جحافل الظلام بالداخل والخارج !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////////