ماذا تفعل بربك يابايدن؟
19 July, 2009
عادل الباز
وصف تقرير منشور على صفحة البي بي سي بالانترنت جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي بأنه (مفوّه إلا أنه يقع أحيانا في هفوات وزلات لسان. ففي عام 2007 وصف أوباما بأنه “أول أمريكي من أصول أفريقية يتمتع باللباقة والذكاء وحسن المظهر”، وهو الآن بصدد قضاء وقت طويل مع هذا الشخص). لم أصدّق أن سياسيا ذكيا كبايدن يمكن أن يتحول الى (ديك عِدّة) بذيء وخطر على الأمن والسلم العالميين، حتى قرأت تصريحاته المنشورة خلال أسبوع واحد فقط!!
في زيارته الأخيرة التي قام بها بايدن إلى العراق الجمعة الماضية التقى الجنود المارينز الذين أقاموا احتفالا بهيجا بمناسبة الاستقلال في أحد قصور صدام حسين ، وقف بايدن بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية قائلا: (إن صدام حسين ابن عاهرة يتعذب ويبكي في قبره). قالت الصحيفة إن الجنود صُدموا للوقاحة والبذاءة التي نضحت من كلام نائب الرئيس. بالأمس وصف السيد المهدي الحاج مضوي رحمة الله عليه بأنه كان مُصادما بلا وقاحة، ويصدق هذا القول على بوش إذ كان عنجهيا بلا بذاءة. هل هذه عبارات تليق بنائب رئيس دولة عظمى، أن يصف رئيس دولة سابق معتدى عليه بأنه ابن عاهرة؟.
فى ذات اللقاء وجّه نائب الرئيس الأمريكي تحذيرا للعراقيين قائلا إن واشنطن “ستنأى سياسيا” في حال اشتعل العنف في العراق مجددا. قال مراقبون إن تحذير بايدن كان دلالة واضحة على تغير الموقف الأمريكي من العراق، ويوحي أن إدارة أوباما ستعفي نفسها من المسؤولية إذا انزلق العراق ثانية في الفوضى بسبب القضايا التي لم يحلها بعد.
هكذا يُقذف وطن في أتون حرب أهلية ويتم التخلي عنه بالكامل ليواجه مصيره منفردا.!!.
في مقابلة مع قناة ABC الأمريكية قال جون بايدن “إن الولايات المتحدة لن تملي على إسرائيل سلوكها حيال طموحات إيران النووية”. وأضاف بايدن “أن إسرائيل يمكنها أن تقرر بنفسها ما هو في مصلحتها وما تقرر فعله حيال إيران وحيال أي موضوع آخر”، مشدداً على أن “إسرائيل دولة تتمتع بالسيادة”. وقال إنه “سواء كنا موافقين أم لا فإنه من حقها القيام بذلك، ولا يمكننا أن نملي على دولة ذات سيادة مابإمكانها فعله أو عدم فعله إذا قررت أن وجودها مهدّد”. وأضاف أنه “إذا قررت حكومة نتنياهو خطة تحرك مخالفة للخطة المتبعة حالياً، فهذا حقها السيادي، وهذا أمر لا دخل لنا فيه).
بهذا يمنح السيد بايدن إسرائيل صكا وضوءاً أخضر لضرب إيران بدعوى أنها دولة مستقلة ذات سيادة. ولا أعرف منذ متى تسمح أمريكا للدول ذات السيادة بالاعتداء على دول أخرى؟ الفرق بين السيد ديك شيني والسيد جون بايدن أن الأول يشعل الحروب على مستوى العالم ولكن السيد بايدن في عهد إدارة أوباما التي ترفع شعار الدبلوماسية يسعى لتشجيع وشرعنة الحروب تحت لافتة السيادة!! وهي نغمة جديدة ولكن لا أحد على استعداد للاستماع إليها أو تصديقها. الغريب أنه في ذات الوقت الذي أطلق فيه بايدن تصريحه المريب هذا كان الأدميرال مايك مولين رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة يحذر من أن أي هجوم إسرائيلي قد يثير صراعاً أوسع، وقد يدفع الإيرانيين إلى إخفاء برنامجهم النووي بمزيد من الحرص، ثم إلى القيام بهجمات مضادة ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية). لم تتأخر إيران في الرد على بايدن فأكدت استعدادها للقيام برد حاسم واسع النطاق، وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، (إن الرد الإيراني على أي هجوم سيكون حاسماً وحقيقياً). ياترى هل يرغب السيد بايدن في إشعال حرب ثالثة في المنطقة ولمصلحة من؟. ماذا استفادت أمريكا من حروبها البوشية حتى تشجع إشعال حرب أخرى؟. يبدو أن التغيير الذي حلم به العالم مع أوباما يتبخر الآن ولم يبق لنا إلا ننشد مع أمل دنقل (لاتحلموا بغد سعيد، فبعد كل قيصر سيأتي قيصر جديد).