* رغم أنه من المبكر الاشارة إلى الجهات المسؤولة عن اغتيال الرئيس التشادي إدريس دبي، فدعونا نطرح مجموعة أسئلة حول ما جرى في تشاد. * وبذا هل يشير التخمين إلى عدة جهات التقت مصالحها في الصراع حول السلطة في تشاد للتخلص من دبي، الذي أصبح عقبة كؤود أمام طموحاتها للوصول لكرسي الرئاسة هناك؟. نشير للمعارضة المسلحة بقيادة محمد مهدي التي هددت دبي لأكثر من مرة بهزيمته، لو لا حماية القوات الفرنسية بقاعدتها العسكرية في تشاد. والتي يبدو أنه إعتمد عليها لبسط نفوذه السياسي الذي ساعد على بقاءه في سدة الحكم لمدة ٣ عقود، حتى حول البلاد لدولة شمولية بمجموعة حوله مكونة من أفراد أسرته ودعم من عشيرته "البديات" وقبيلته الزغاواة ذات الجذور الممتدة لمناطق دارفور بالسودان!. ثم هناك معارضة ابن اخته يحيي ديلو وأنصاره والذي يبدو أن شوكة معارضته لدبي كخال له قد هددت مقعده، مما حدى به لابعاده من معركة الانتخابات الاخيرة لرئاسة الدولة التشادية باختلاق أسباب واهية، وتصاعدت الخلافات بينهما فأدت لمحاصرة قوات دبي لمنزل ابن اخته ليسفر الهجوم المسلح عن اغتيال عدد من أفراد أسرة ديلو المقربين ومن بينهم والدته وشقيقه دبي ذات نفسها!. وحسب تركيبة المؤسسات العسكرية التي دائماً ما ينحاز بعض جنرالاتها مهما ادعوا من اخلاص لرئيس البلاد، لأحد أطراف صراع الأقوياء في المعارضة، على الأقل بالنسبة لدول العالم الثالث، فهل أن لهم دور في ما جرى مؤخراً لازاحة إدريس من مسرح الأحداث في تشاد!.. * عليه هل يمكن أيضاً أن نقول بأن دم إدريس دبي قد تفرق بين المكونات المعارضة التي أشرنا إليها أعلاه بما فيها الجنرالات الاقوياء داخل المؤسسة العسكرية التشادية الذين "جرجروا" الرجل من محيط العاصمة أنجمينا إلى تخوم المواجهات العسكرية مع المعارضة ليبدو الأمر بأن اغتياله نتاج لاعتداء المعارضة؟!. وبذا هل ربما أن ما جرى، ليس سوى انقلاب عسكري بعيداً عن الشكل التقليدي للانقلابات العسكرية في محاولة لعدم إثارة بعض أطراف الصراع السياسي والمسلح حول السلطة في البلاد؟، وهو ما حدى بهم لإعلان حل البرلمان وتعليق الدستور واختيار ابن إدريس دبي لقيادة الفترة الانتقالية، حتى ترتيب أمور الانتقال السلمي، خلافاً لما تشير إليه قوانين البلاد بتولي رئيس البرلمان السلطة لفترة محددة حتى يتم إجراء انتخابات عامة لاختيار رئيس جديد للبلاد!، وهو الذي يجعلنا نميل للفرضية التي تشير إلى أن ما تم إنما هو بمثابة انقلاب غير تقليدي يا ترى، وفي ذلك ما يعبر عن طبيعة الصراع الإثني بين قبائل الشمال والجنوب بعضها ببعض، حيث أن غالبية جنرالات الجيش ينحدرون من الاثنية الشمالية المسلمة في مقابل الجنوبية المسيحية والتي ينحدر منها رئيس البرلمان، ولذا رفضوا تنصيبه!، في الجانب المقابل هناك فرضية أيادي فرنسا التي رصدت محاولات إدريس دبي بسياساته الاقتصادية التي توجهت مؤخراً للصين وروسيا من أجل أن تلعبا دوراً فيما يخص بترول البلاد المكتشف من ناحية ومن ناحية أخرى ما بدت تسببه سياسات دبي نفسه وحزبه الذي مال نحو الانفراد الغاشم بالسلطة وخلق له عدة بؤر معارضة، مما سبب حرجاً دولياً لفرنسا التي ابتغت تغييراً بشكل خفي ودون إفصاح يورط سياستها الخارجية يا ترى؟!، اذن أين الحقيقة ؟!، في كل الاحوال ننتظر ونتابع مجريات الأمور المستحدثة في دولة تشاد؛ خاصة وأن التغيرات المتسارعة ستؤثر دون شك على أوضاع بلادنا، خاصة في مناطق التماس في الحدود بين البلدين!. ـــــــــــــــــــــــ * لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني. hassanelgizuli@yahoo.com