ما بين استقلالنا واستغلالنا!!
صباح محمد الحسن
1 January, 2023
1 January, 2023
أطياف -
يحتفل اليوم الشعب السوداني بالذكرى (٦٧) لاستقلال السودان ، بخروج المستعمر من بلادنا ، الاستقلال الذي ناله الوطن ورفع له علم الحرية ، لكن هذا الشعب العظيم لم ينل معه ربع احلامه ومراميه التي كان ينشدها ، بسبب تعاقب الحكومات الفاشلة والسياسيات الحزبية الخاطئة .
فمن الخَطَّل القَول بأننا نِلنا كامل إستقلالنا بمعناه الحقيقي ورمزيته الحقة ، فالمبدأ ليس هو رفع سارية العلم الذي رفعه الزعيم التاريخي الوطني اسماعيل الأزهرى ورفاقه وليس في اغنيات تغنت بها (حواء الطقطاقة) استقلالنا كان ينقصه أننا لم نُمكِّن له عافيته وعنفوانه بل كرَّسنا لغرس البُغض والكراهية في نفوس شعبنا ، عبر حكوماتنا وكُتَلِنا السياسية فى أنَّةٍ وأنانية غرست نَصلها في خاصرة هذا الشعب الصامد الذي كان ومازال يدفع ثمنا كبيرا ، لكن دون أن يحصل على مايريد .
نحن لم ننل حتى الآن استقلالنا السياسي الذي ينطوي على تمتع دولتنا بسيادة قوية لتكن قائدة ورائدة حتى تكون مستقلة استقلال تواجه به الأفراد داخل إقليمها وتواجه به الدول الأخرى في الخارج.
لم نصل الى استقلالنا المالي الذي يمكننا ان نصل به إلى مرحلة الاكتفاء الذي يمكن الدولة من تحمل تكاليفها المالية، الداخلية والخارجية، هذا الصنف من الاستقلال، لم نصل اليه لأن لاوجود لمؤسسات وهيئات مالية وإدارية وقانونية تحمي الحقوق المالية وتصونها.
ونعاني من عدم استقلالنا الاقتصادي، الذي يمنحنا الاكتفاء وذلك بوجود دولة مستقلة يكون لها ما يكفيها للعيش الكريم، من منتوجات زراعية وصناعية وتجارية وغيرها، حتى يتجسد استقلالها في تحقيق إنتاج حقيقي من السلع والبضائع والخدمات لتغطية احتياجات المجتمع، وتصدير الفائض منه
نحن ومنذ استقلالنا نقف بين لافتة الاستقلال الذي به نحتفي والاستغلال الذي يمارس على وطننا ومواردنا ، عبر استغلال العقول، فبلادنا بمواردها العظيمة مازالت تقف عاجزة تنتظر مساعدة الدول التي لم يكن لها وجود عندما نال السودان استقلاله .
نحن بحاجة الى استقلال اجتماعي ، يحررنا من مشاعر الكراهية والعنصرية والسعي من أجل هزيمة الآخر ، نحن نحتاج الى استقلال من امراض مستعصية ، تعاني منها مجتمعاتنا ، لإستقلالنا من مارد الكراهية التي تقودنا لقتل بعضنا بعضا.
نحن بحاجة لإعادة وطن متامسك اجتماعيا قبل ان يتماسك سياسيا واقتصاديا ، هذا الوطن الذي كتبنا له بإزميل الخلود أن يعيش هكذا مُكابداً ومُحتَرِباً يُقاسى وَحشَة الحياةِ جيلاً بعد جيل ، لكن يبقى الأمر والأمل في أن هذا الوطن أتاه يقين ثورة ديسمبر المجيدة ، الظافرة المنتصرة حتماً بإرادة شعب وشباب لن تلينَ له قناة ، ولن ينكسِر له رُمح .. يحملُ الفِكرةَ والوعد معاً والأماني في تباشير الصباح، لهذا يجب ان نفرح رغم ذلك ، أن هذه الأرض لنا فليعش سوداننا علما بين الأمم .
طيف أخير:
فإذا الميثاق نورٌ في يدينا
فكرة في إثر فكرة .. فجرَّت في الشعبِ ثورة ..
وإنتصرنا يا بلادى بالدماء .. بجِراحات الضحايا بالفداء
الجريدة
يحتفل اليوم الشعب السوداني بالذكرى (٦٧) لاستقلال السودان ، بخروج المستعمر من بلادنا ، الاستقلال الذي ناله الوطن ورفع له علم الحرية ، لكن هذا الشعب العظيم لم ينل معه ربع احلامه ومراميه التي كان ينشدها ، بسبب تعاقب الحكومات الفاشلة والسياسيات الحزبية الخاطئة .
فمن الخَطَّل القَول بأننا نِلنا كامل إستقلالنا بمعناه الحقيقي ورمزيته الحقة ، فالمبدأ ليس هو رفع سارية العلم الذي رفعه الزعيم التاريخي الوطني اسماعيل الأزهرى ورفاقه وليس في اغنيات تغنت بها (حواء الطقطاقة) استقلالنا كان ينقصه أننا لم نُمكِّن له عافيته وعنفوانه بل كرَّسنا لغرس البُغض والكراهية في نفوس شعبنا ، عبر حكوماتنا وكُتَلِنا السياسية فى أنَّةٍ وأنانية غرست نَصلها في خاصرة هذا الشعب الصامد الذي كان ومازال يدفع ثمنا كبيرا ، لكن دون أن يحصل على مايريد .
نحن لم ننل حتى الآن استقلالنا السياسي الذي ينطوي على تمتع دولتنا بسيادة قوية لتكن قائدة ورائدة حتى تكون مستقلة استقلال تواجه به الأفراد داخل إقليمها وتواجه به الدول الأخرى في الخارج.
لم نصل الى استقلالنا المالي الذي يمكننا ان نصل به إلى مرحلة الاكتفاء الذي يمكن الدولة من تحمل تكاليفها المالية، الداخلية والخارجية، هذا الصنف من الاستقلال، لم نصل اليه لأن لاوجود لمؤسسات وهيئات مالية وإدارية وقانونية تحمي الحقوق المالية وتصونها.
ونعاني من عدم استقلالنا الاقتصادي، الذي يمنحنا الاكتفاء وذلك بوجود دولة مستقلة يكون لها ما يكفيها للعيش الكريم، من منتوجات زراعية وصناعية وتجارية وغيرها، حتى يتجسد استقلالها في تحقيق إنتاج حقيقي من السلع والبضائع والخدمات لتغطية احتياجات المجتمع، وتصدير الفائض منه
نحن ومنذ استقلالنا نقف بين لافتة الاستقلال الذي به نحتفي والاستغلال الذي يمارس على وطننا ومواردنا ، عبر استغلال العقول، فبلادنا بمواردها العظيمة مازالت تقف عاجزة تنتظر مساعدة الدول التي لم يكن لها وجود عندما نال السودان استقلاله .
نحن بحاجة الى استقلال اجتماعي ، يحررنا من مشاعر الكراهية والعنصرية والسعي من أجل هزيمة الآخر ، نحن نحتاج الى استقلال من امراض مستعصية ، تعاني منها مجتمعاتنا ، لإستقلالنا من مارد الكراهية التي تقودنا لقتل بعضنا بعضا.
نحن بحاجة لإعادة وطن متامسك اجتماعيا قبل ان يتماسك سياسيا واقتصاديا ، هذا الوطن الذي كتبنا له بإزميل الخلود أن يعيش هكذا مُكابداً ومُحتَرِباً يُقاسى وَحشَة الحياةِ جيلاً بعد جيل ، لكن يبقى الأمر والأمل في أن هذا الوطن أتاه يقين ثورة ديسمبر المجيدة ، الظافرة المنتصرة حتماً بإرادة شعب وشباب لن تلينَ له قناة ، ولن ينكسِر له رُمح .. يحملُ الفِكرةَ والوعد معاً والأماني في تباشير الصباح، لهذا يجب ان نفرح رغم ذلك ، أن هذه الأرض لنا فليعش سوداننا علما بين الأمم .
طيف أخير:
فإذا الميثاق نورٌ في يدينا
فكرة في إثر فكرة .. فجرَّت في الشعبِ ثورة ..
وإنتصرنا يا بلادى بالدماء .. بجِراحات الضحايا بالفداء
الجريدة