ما جدوى الكتابة إن لم تترجم إلى أفعال؟

 


 

 

د احمد التيجاني سيد احمد

كتب المهندس خالد عمر يوسف أن الحركة الإسلامية تنظيم إرهابي، ابتدأت عهدها بالإعدامات والقتل الوحشي، واستمرت في زعزعة استقرار السودان والإقليم، مما أدخل البلاد في عزلة دولية طويلة. واليوم، تعيد الحركة إنتاج مشروعها الإرهابي بوجه أكثر دموية، عبر مذابح وإعدامات ميدانية تمتد من الحلفايا إلى سنار وود مدني وبحري، وصولًا إلى جريمة ذبح رئيس حزب الأمة بمحلية أم روابة أمام أعين الناس.

**كل هذا صحيح**

يرى خالد عمر يوسف أن القوى المدنية سلاحها الكلمة، وأن المقاومة استمرت بالكلمة لثلاثين عامًا حتى أثمرت ثورة سلمية أسقطت النظام. ولذلك، يصر على مواصلة الكتابة والتعبئة لخلق موقف شعبي ودولي يسهم في هزيمة مشروع الحركة الإسلامية وإحلال السلام.

**لكن، ماذا بعد الكلمة؟**

رددت عليه قائلًا: “**سلاحنا الكلمة، لكن الكلمة لا بد أن ترتبط بنتائج**.”

لم تكن الكلمة وحدها هي التي أسقطت حكم البشير، بل كانت هناك دماء الشباب والكنداكات التي سالت في الشوارع، وكان الدفع القوي من الثوار هو المحرك الحقيقي للتغيير. ومع ذلك، تم إقصاء هؤلاء الشباب من ساحات القرار والمسؤولية، وتمت مصادرة الثورة عبر “الهبوط الناعم” في ٢٠١٩.

**الآن، السؤال الأهم: كيف نوقف نزيف الدماء؟**

الكتابة وحدها لن تجدي، والمقالات والمنشورات لن توقف القتل والدمار. المطلوب برنامج محدد وعاجل، رؤية واضحة للتحرك السريع لإيقاف جرائم الحركة الإسلامية ومنعها من مواصلة القتل والاغتصاب وتدمير البنى التحتية.

**إن لم يكن هناك تحرك جاد وفعال، فإن الكتابة وحدها تصبح بلا جدوى**.

د احمد التيجاني سيد احمد
٢ فبراير ٢٠٢٥ روما إيطاليا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com

 

آراء