مبادرة لأهل الإسلام السياسي وتابعهم “قفة” ، وليست لأهل السودان المفترى عليه

 


 

عمر الحويج
20 August, 2022

 

كبسولة (١):-
توصيات مستديرة الصوفكيزانية : قراءة ما تحت السطور استمرار اللجنة الأمنية على رأس السلطة ويبقى الوضع على ما هو عليه مع (البرهان وحميدتي).
توصيات مستديرة الصوفكيزانية: قراءة ما تحت السطور / عودة الدولة الدينية (٩/4) (الرجوع لمنهجنا الإسلامي) .
توصيات مستديرة الصوفكيزانية: قراءة ما تحت السطور / عودة قانون النظام العام (1/3) (الإلتزام بالقيم الأصيلة وضرورة أن تعبر التشريعات والسياسات عن هذه القيم الأصيلة وسط الأسرة والمجتمع) .
توصيات مستديرة الصوفكيزانية: قراءة ما تحت / الغاء كل قرارات لجنة إزالة التمكين (38/4) (مراجعة كل قرارات لجنة إزالة التمكين) .
***
كبسولة (2):-
الإسلاموية: يدخلون إلى عالم السياسة من بوابة الدين
الإسلاموية: يدخلون إلى الدين من بوابة التشدد
الإسلاموية: يدخلون إلى التشدد من بوابة النظام العام
الإسلاموية: يدخلون من بوابة النظام العام إلى السلطة
***
لا كتر الله خيرهم ، لن نقولها لهم دون "لا" ، فهم لا يستحقونها ، كما الشائع ، كتر الله خيركم ، رغم أنهم وفروا علينا الجهد والمداد باعترافهم الكامل بنسَب وهوية مبادرتهم ، المسماة زوراً وبهتاناً بمبادرة أهل السودان ، ونكاية بنا وبالثورة العملاقة ، ولإثبات إنتماؤهم الإسلاموي بكل بجاحة وبالعين القوية، قالوها صراحة في توصياتهم أنها مبادرة أهل الإنقاذ دون مناورة أو التفاف حول عبارات منمقة ، وليست مبادرة لأهل السودان ، كما ادعو في المناداة بها ، ففي اجتماعهم في قاعة الصداقة الميسرة لهم بكل أريحية ، فهم أهل الدار ، وفي الإجتماع المنعقد ، يومي السبت والأحد 13 و14 اغسطس الجاري ، تحت مسمى المائدة المستديرة ، والتسمية المسروقة براء منهم ، "فتلك المائدة المستديرة التي عقدت في 16 مارس عام 1965م بعد ثورة اكتوبر المجيدة ، رغم فشلها في حصيلتها النهائية ، فهي كانت فعلاً ، مدخلاً ومحاولة من كافة الطيف السياسي السوداني الشمالي مع الطيف السياسي الجنوبي ،لحل أزمة السودان ، شماله مع جنوبه ، بالتفاكر حولها بجدية ، وهي الممسكة بخناقه مبكراً" .
أما مائدتهم التي جاءت لحل أزمة السودان الجديدة والتي تسببوا هم في حدوثها واستفحالها ، فتعجب كيف يلتئم جمعهم لحلها ، وباعترافهم الصريح ، وبغرض كشف هوية مائدتهم المستديرة ، نجد ذلك ظاهراً وواضحاً وضوح الشمس النهارية، عن طريق الحضور المشارك فيها أولاً ، ثم بتوصياتها ثانياً ، أنها لا أكثر من اجتماع الوثبة الأول مكرر ، والكل اطلع على التوصيات ، التي فقط ، كان ينقصها توقيع مشيرهم القابع في أرقى مستشفيات البلاد ، وقد ذكرت منها القليل في الكبسولة أعلاه ، فيما تعطي العلم الكامل ، بمعرفة مصدرها وفحواها وأغرضها ، وهي الإعلان الواضح والفاضح والصريح ، عن عودة النظام البائد المقبور ، والذي ظنت الثورة السودانية أنها رمت به في مزابل التاريخ ، وها هو يأتي طافياً بعاتياً ، على سطح الحياة السياسية ، حيث كان يعمل من وراء سُتر وبعض خفاء ، وإن يكن دون حياء .
ويستحسن بنا أن نبحث ، عن الجرأة التي مكنت لأن يصل فيها سدنة النظام البائد هؤلاء ، الذين هزمتهم ثورة عاتية ، ظنت أنها اقتلعتهم من جذورهم ، ورمت بهم في مزابل التاريخ ، لكن يبدوا واضحاً للعيان ، أن هذا النظام الظلامي ، ظل ممسكاً بالدولة من قرونها ، منذ اللحظة التي ، تمكن فيها من وقف مسار الثورة الديسمبرية ، بتسليمها بنفسه طائعاً مختاراً ، للجنته الأمنية ، لتمهيد أرض الميدان للعودة وتحقيق الحلم الميمون ، وظل هو الحاكم الفعلي من وراء ستار ، هو يخطط ، وعسكرييه وصفه الثاني من مدنييه ، الممسكين بزمام الدولة ينفذون له أوامره ، ولا مجال لسرد المؤامرات التي جرى التخطيط لها بروية وحنكة فائقتين ، وكيفية تنفيذها رغماً عن الجميع ، فهي لازالت ماثلة احباطاً أمام الأعين ، وأولهم حكومة الثورة التي تمكنوا من تدجينها ، وجعلوا منها خيال مآتة ، لا تهش ولا تنش . حتى استولوا عليها سلطتهم ، دون حتى مارشات عسكرية ، وهم كانوا ، يعرفون كيف يأكلونها طازجة من أكتافها ، تلك الدولة الهاملة ، بإنقلابهم المشؤوم في 25 اكتوبر وأستلموها صاغ سليم ، بصحنها الصيني الروسي المصري ، لا فيها شق لا فيها طق .

أما ما أفشل كل خططهم ومؤامراتهم تلك وآخرها إنقلابهم الإنتحاري ، ليست تلك النخب الفاشلة ، التي أسلمتهم الثورة، زمام أمرها وحكومتها ، دون من أو أذى ، إنما الذي عطل كل ماكانوا ينوون تفعيله من أعمال الشر ، هو هذا الجيل الجبار ، الراكب رأس وخلفه شعبه المغوار ، صانع الثورات ،مفجر المعجزات ، الذي ظل ممسكأً بجمر قضيتة ، ولم تغمض له عين أو يغيب عنه هتاف أو تضحية ، بالنفس والروح والبدن ، واهباً ببسالة ، حتى أعضاء الجسد المستقطع بسكين الجزار الإنقلابي ، وهو سائر في مواصلة ثورته ، حتى خط النهاية التي نضجت وحان قطاف ثمارها .
إلى أن جاء وقت التآمر من الكل بالتغبيش ، على الوضع السياسي ، وخاصة في الأسابيع الأخيرة ، في محاولة لإغراق الثورة ، بالمبادرات الفارغة المعنى والمحتوى ، التي وصلت حد ، أن تتم بترتيب متعمد ، جعلوا منها وسيلة لتغييب صوت الثوار ودمائهم الذكية الناذفة عمداً ، وتحول الإهتمام بأكمله ، إعلامياً خاصة ورسمياً بهذه المبادرات ، حتى شجعت النخب الغارقة لازالت في ادمان الفشل ، ان تفصح عن نفسها وتأخذ نَفَسَها وراحتها بجرأة اكثر وعجيبة ، بعد أن سكتت عن الثورة ومطالباتها بعض حين وركزت فقط ، في الإفصاح عن رغباتها الكامنة غير المعلنة ، وما رأيناه في الأسابيع الفائته ، من تصريحات واضحة وليست مستترة كما كانت من قبل ، في طلب التسوية كان لافتاً ، يكفي فقط التصريحات التي انطلقت دون قيود ، خاصة من بعض قيادات أحزاب الحرية والتغيير . منها فضفضات ابراهيم الشيخ الشخصية والرومانسية ، وحديثه عن رغبته في التسامح والصحو بعد الاغتسال من الضغائن والغبائن "تقرأ ترك القتلة في حالهم" ، وعدم الإنجرار وراء الإقصاء ، "تقرأ شراكة الأشرار مرة أخرى" . كما هناك بعض التصريحات للدكتورة مريم الصادق ، وآخرها التبشير بقرب حل الأزمة بتشكيل حكومة جديدة ،بدون تنويرنا بمقدمات هذا الحل ، وأين اكتملت الطبخة ، وهل تمت بدون علم الثورة والشركاء إن كانوا فعلاً شركاء ، أو حتى الإفصاح عن كيف جاء هذا الحل ، الذي لا يعرف عنه الثوار وهم أصحاب الحل والعقد ، وشيالين الوجعة ، في شوارعهم الملطخة بالدماء ، كيف هو ، وما لونه وطعمه ورائحته .

كما يلاحظ السماح ، دون مشاورة الثوار أصحاب الحق ، بظهور سدنة الإنقاذ ، في اجتماعاتهم الرسمية من سواقط المؤتمر الشعبي والاتحادي الأصل الميرغنابي وغيرهم من مرتزقة الإنقاذ دون حتى تقديم اعتذارهم لشعب السودان ، عن جلائطهم المارقة عن الإجماع .
يقابل كل ذلك وفي ذات الاثناء ، امساك الثورة المضادة بمفاتيح اللعبة ، وحتى وصل حد تجرؤها ، باستخدام وسيلتها المعتمدة في استخدام العنف ، كما حدث في نقابة المحامين .

ونتيجة لهذا التجاهل بطقسه المتعمد للثورة ووجودها في الشارع ، فهم الإسلامويين ، وإن تريثوا قليلاً بعد اعلان توصيات مبادرتهم الهالكة من لحظتها ، قريباً وليس بعيداً سوف يعلنون عن حكومة الردة وإن كانت المستحيلة ، ولن يتردد البرهان لحظة واحدة ، عن الموافقة عليها واعتمادها ، فهو الشريك الأول في التخطيط لها ، وهي المبادرة الوحيدة التي باركها وأيدها من يومها الأول ، وإن كان يعلم بها حتى قبل اعلانها .

والسبب في كل هذا التردي السياسي هو القراءة الخاطئة لمسببات الأزمة ، وحتي مبررات وجودها اصلاً ، فالتجاهل المقصود والمعني بحد ذاته ، لهذا الزخم الثوري الذي يمور في الشوارع ، في شهره العاشر ، وطلبه الواضح والصريح ، باسقاط الإنقلاب ، الذي صارعته الثورة وغلت يده عن الفعل ، حتي اوصلته الاعتراف بفشل انقلابه ، وقريباً سيعلن عن استسلامه وليس بعيداً نراه قريباً .

ولكي نطالع مسببات الأزمة بوجهها الصحيح ، نجد أن الأزمة في أصلها وفصلها ، بين الثورة في الشارع والإنقلاب بعسكره خارج الثكنات ، ولا شريك لهما في هذا الصراع إلا خيار الإختيار ، للآخرين بينهما : مع الإنقلاب أم مع الثورة ، ولا طازج يتوسط الطرفين ، فالأزمة لن تحل ، لا في اتحاد المحامين ولا في قاعة الصداقة ولا في الفضائيات ولا عند دول المحور ومن هم خلفهم . فالأزمة سوف تحلها ، الشوارع التي لا تخون ، بالثبات والبسالة .
فلتذهبوا خاسئيين خاسرين الى مزابل تاريخكم حيث كنتم ، بداية الثورة ، وحيث تكونون في ختامها الميمون ، يا أصحاب مبادرة أهل الإنقاذ بدائرتها المستديرة .
كما تواضعوا يا أهل الحرية والتغيير ، وضعوا بيضكم في سلة لجان المقاومة وبقية قوى الثورة الحية ولن تنكسر ، وكَوُّنوا تحت راية التنسيقيات ، حكومتكم القادمة وعينوا رئيس وزرائها ومجلسها التشريعي ، وأعلنوها للعالم أجمع ، وخلفكم شعبكم المثابر ، والشوارع التي لاتخون ، هذا هو الحل ولا أقول متشائماً ، أن بعده الطوفان ، لأنه هو الحل ، مهما فتشوا ونقبوا خشم البقرة ، فلا حل غيره . شاء من شاء وأبى من أبى . وعلى الأخير أن يشرب ماء البحر ، ففيه المتسع للارتواء .
والثورة مستمرة
والردة مستحيلة
والشعب أقوى وأبقى .

omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////

 

آراء