مبارك الفاضل.. الخزي والعار يمشيان على قدمين!!
فتحي الضو
2 May, 2023
2 May, 2023
ظل مبارك عبدالله الفاضل نموذجاً للسياسي الفهلوي الذي يمارس هوايته نهاراً جهاراً بلا ضمير ولا وازع أخلاقي. وصدق الإمام الراحل الصادق المهدي الذي وصفه وصفا بليغًا بقوله (لا يفرحه الفرح ولا يزعله الزعل). وطبقاً لهذا لعلني قد صدقت أنا أيضاً حينما وصمته في مقال سابق (بالبلدوزر) وشاركني في ذلك من يعرفونه عن كثب وهموا كثر، فلا غرو أن تسنم تاريخًا حافلًا بالفشل والخزي والخيبات، المتراكمة.
آخر هذه الخيبات بيان يبرر فيه هروبه شمالًا والوصول إلى مصر، وحتى هذا ما كان ليتأتى لولا أن شاهد الناس صورته في المعبر الحدودي. بمعنى أنه كان يمكن أن يخرج رواية (جيمس بوندية) كدأبه في اصطناع البطولات الزائفة) امتداداً لأكاذيب غاب فيها الحياء. وانكشف عنها الغطاء!
في البيان المذكور أراد مبارك أن (يتفولح جاب ضقلها يتلولح) كما يقول المثل الشعبي السائد. فمن ضمن ما ذكر في مبررات هروبه أن هناك مجموعة دخلت منزله واستولت على ذهب زوجته، ولعمري هذا قول كثير الذنوب تململت منه عظام محمد أحمد المهدي في قبره.
وعلى هذا النسق مضى بيان الخزي، والعار، في غيه، والذي لم يخل في بعض من فقراته من دعابة تضحك لها أسنان الغافلين. ذلك مثل قوله إنه خرج لكي يشرح للعالم الخارجي حقيقة الأوضاع داخل السودان. لعن الله الفهلوة التي تجعل صاحبها أجهل من (جنجويدي) لا يعرف موقع (أم كدادة) من (عد الطير) دعك من التقنية التي تنقل دبيب النمل في الفلوات.
عندما تندلع كوارث مثل هذه تكون تقديرات عموم الناس شخصية في الخروج أو البقاء، ولا يحتاجون مبررا على الإطلاق لا في هذا ولا ذاك. في حين أن الوضع يختلف تماما عندما يكون المرء قيادياً كما يصور لنا نفسه. فخروجه يخصم من رصيده أياً كانت المبررات، بل حتى لو كانت منطقية. فلا ينبغي أن يترك القائد ساحة المعركة، وجنوده مكشوفو الظهر. وقد رأينا، وسمعنا، بمواقف إنسانية قام بها قباطنة سفن وكباتن طائرات عندما يتعرضون لمواقف كارثية صمدوا فيها حتى خروج آخر الركاب. ومنهم من قضى نحبه غرقًاً، أو حرقاً، وليس بقبطان السفينة الشهيرة (تايتانك) ببعيد.
مع ذلك فالوضع في حالة مبارك عبدالله الفاضل يختلف أيضاً. فهو لا يخوض معركة، وإنما يفتعلها، وليس هو بقيادي حقيقي حتى نطالبه بالصمود وسط مؤيديه لرفع روحهم المعنوية. وليس لديه حزب حتى نقول إنه يمكن أن يسهم في الحل، والربط. ولكن طالما أنه ادعى القيادة، فالإدعاء ضريبة ينبغي أن تدفع.
نقول من ناحية أخلاقية لا يجوز لمن كان مثلنا هو بعيد جغرافياً أن يطالب الناس بالبقاء، أو الخروج. ويعلم الله أنني نأيت بنفسي عن تقديم النصح بأحد هذين الخيارين حتى لأفراد أسرتي. ناهيك عن أبناء الوطن الذين هم أسرتي الممتدة.
لكن الذي يستفز المرء هو الكذب الصراح، والإدعاء البواح، والخيبات التي لم تقتل ذبابة. فالحال الذي نرزح في ويلاته الآن لم يأت بغتة، ولا هبط علينا بين عشية، وضحاها. وإنما انسل إلينا من بين مسامات هذا الوطن المكلوم بأمثال مدعٍ اسمه مبارك عبدالله الفاضل.
من المفارقات بعد أن فرغت من مقالي هذا أنني رأيت صدفة هرطقات نشرها المذكور كأول فتوحاته الخارجية في وسائل التواصل بعد أن وصل آمنا لمنفاه الاختيار ي يفسر فيها ما حدث بحديث المؤامرة الذي برع فيه بخلط السم بالدسم.
فبغض النظر عن الأخطاء الشاملة لغوياً، وإملائياً، والتي يتوارى منها تلاميذ المراحل الدراسية الدنيا خجلاً، فهو يمارس صناعة الكذب الذي تفنن فيه، ويريد من ذلك خلط الكيمان، وتغبيش الوعي، والثأر من الذين أوصدوا الطرق أمامه دون وصوله إلى مبتغاه في العملية السياسية التي كانت جارية. مع أنه كان ينبغي له أن يرعوي منذ واقعة طرده من ميدان الاعتصام، ولولا ان خلصه بعض رفقائه من حصار الجماهير ضده لكان قد فتك به بعض الناس.
في هرطقاته هذا يمالي مبارك، وينافق البرهان وجيشه، ويهاجم حميدتي، ومليشياته، مع أن كليهما في الشر شرق. لكنه يريد أن يضفي على توهماته هرطقات أُخر بإضافة آخرين لكي يصدقه الناس، مع أن الناس يعلمون بأنه أكذب من مسيلمة، ويخبيء بين خافقيه قدراً وافراً من ثلاثية الحقد، والكراهية، والكذب، التي يمكن أن تدمر قارة بأكملها.
غير أنني أحمد للمذكور أنه أضحكني حد البكاء في محاولة فاشلة منه أن يحذو حذو المثقفين، إذ قام بحشر عبارة بلزوم ما لا يلزم فوقع في فخ الجهالة الوالغ فيه أصلاً، إذ أورد أن ابن خلدون قال: (فلا دولة بلا اقتصاد وجيش) عجبي ويحيا ابن خلدون!
ومن نافلة القول إن المذكور كان يهاجم ممثل الأمين العام للامم المتحدة فولكر بيرتس، ويطالبه بالرحيل، ولكن بقي فولكر يعايش مأساة الحرب بينما هرب المذكور تاركاً الوطن بما حمل.
إننا لمحزنون عليك يا وطن، فقد تكاثرت على جسدك النصال فوق النصال، ولكن ستأتي الساعة التي نفتح فيها صحائف الدجالين المتورطين في صناعة هذه الحرب المأساوية، وستراهم في أي منقلب ينقلبون.
آخر الكلام: لابد من المحاسبة، والديمقراطية، وإن طال السفر!!
فتحي الضو
الأول من مايو ٢٠٢٣
# أوقفوا الحرب اللعينة
آخر هذه الخيبات بيان يبرر فيه هروبه شمالًا والوصول إلى مصر، وحتى هذا ما كان ليتأتى لولا أن شاهد الناس صورته في المعبر الحدودي. بمعنى أنه كان يمكن أن يخرج رواية (جيمس بوندية) كدأبه في اصطناع البطولات الزائفة) امتداداً لأكاذيب غاب فيها الحياء. وانكشف عنها الغطاء!
في البيان المذكور أراد مبارك أن (يتفولح جاب ضقلها يتلولح) كما يقول المثل الشعبي السائد. فمن ضمن ما ذكر في مبررات هروبه أن هناك مجموعة دخلت منزله واستولت على ذهب زوجته، ولعمري هذا قول كثير الذنوب تململت منه عظام محمد أحمد المهدي في قبره.
وعلى هذا النسق مضى بيان الخزي، والعار، في غيه، والذي لم يخل في بعض من فقراته من دعابة تضحك لها أسنان الغافلين. ذلك مثل قوله إنه خرج لكي يشرح للعالم الخارجي حقيقة الأوضاع داخل السودان. لعن الله الفهلوة التي تجعل صاحبها أجهل من (جنجويدي) لا يعرف موقع (أم كدادة) من (عد الطير) دعك من التقنية التي تنقل دبيب النمل في الفلوات.
عندما تندلع كوارث مثل هذه تكون تقديرات عموم الناس شخصية في الخروج أو البقاء، ولا يحتاجون مبررا على الإطلاق لا في هذا ولا ذاك. في حين أن الوضع يختلف تماما عندما يكون المرء قيادياً كما يصور لنا نفسه. فخروجه يخصم من رصيده أياً كانت المبررات، بل حتى لو كانت منطقية. فلا ينبغي أن يترك القائد ساحة المعركة، وجنوده مكشوفو الظهر. وقد رأينا، وسمعنا، بمواقف إنسانية قام بها قباطنة سفن وكباتن طائرات عندما يتعرضون لمواقف كارثية صمدوا فيها حتى خروج آخر الركاب. ومنهم من قضى نحبه غرقًاً، أو حرقاً، وليس بقبطان السفينة الشهيرة (تايتانك) ببعيد.
مع ذلك فالوضع في حالة مبارك عبدالله الفاضل يختلف أيضاً. فهو لا يخوض معركة، وإنما يفتعلها، وليس هو بقيادي حقيقي حتى نطالبه بالصمود وسط مؤيديه لرفع روحهم المعنوية. وليس لديه حزب حتى نقول إنه يمكن أن يسهم في الحل، والربط. ولكن طالما أنه ادعى القيادة، فالإدعاء ضريبة ينبغي أن تدفع.
نقول من ناحية أخلاقية لا يجوز لمن كان مثلنا هو بعيد جغرافياً أن يطالب الناس بالبقاء، أو الخروج. ويعلم الله أنني نأيت بنفسي عن تقديم النصح بأحد هذين الخيارين حتى لأفراد أسرتي. ناهيك عن أبناء الوطن الذين هم أسرتي الممتدة.
لكن الذي يستفز المرء هو الكذب الصراح، والإدعاء البواح، والخيبات التي لم تقتل ذبابة. فالحال الذي نرزح في ويلاته الآن لم يأت بغتة، ولا هبط علينا بين عشية، وضحاها. وإنما انسل إلينا من بين مسامات هذا الوطن المكلوم بأمثال مدعٍ اسمه مبارك عبدالله الفاضل.
من المفارقات بعد أن فرغت من مقالي هذا أنني رأيت صدفة هرطقات نشرها المذكور كأول فتوحاته الخارجية في وسائل التواصل بعد أن وصل آمنا لمنفاه الاختيار ي يفسر فيها ما حدث بحديث المؤامرة الذي برع فيه بخلط السم بالدسم.
فبغض النظر عن الأخطاء الشاملة لغوياً، وإملائياً، والتي يتوارى منها تلاميذ المراحل الدراسية الدنيا خجلاً، فهو يمارس صناعة الكذب الذي تفنن فيه، ويريد من ذلك خلط الكيمان، وتغبيش الوعي، والثأر من الذين أوصدوا الطرق أمامه دون وصوله إلى مبتغاه في العملية السياسية التي كانت جارية. مع أنه كان ينبغي له أن يرعوي منذ واقعة طرده من ميدان الاعتصام، ولولا ان خلصه بعض رفقائه من حصار الجماهير ضده لكان قد فتك به بعض الناس.
في هرطقاته هذا يمالي مبارك، وينافق البرهان وجيشه، ويهاجم حميدتي، ومليشياته، مع أن كليهما في الشر شرق. لكنه يريد أن يضفي على توهماته هرطقات أُخر بإضافة آخرين لكي يصدقه الناس، مع أن الناس يعلمون بأنه أكذب من مسيلمة، ويخبيء بين خافقيه قدراً وافراً من ثلاثية الحقد، والكراهية، والكذب، التي يمكن أن تدمر قارة بأكملها.
غير أنني أحمد للمذكور أنه أضحكني حد البكاء في محاولة فاشلة منه أن يحذو حذو المثقفين، إذ قام بحشر عبارة بلزوم ما لا يلزم فوقع في فخ الجهالة الوالغ فيه أصلاً، إذ أورد أن ابن خلدون قال: (فلا دولة بلا اقتصاد وجيش) عجبي ويحيا ابن خلدون!
ومن نافلة القول إن المذكور كان يهاجم ممثل الأمين العام للامم المتحدة فولكر بيرتس، ويطالبه بالرحيل، ولكن بقي فولكر يعايش مأساة الحرب بينما هرب المذكور تاركاً الوطن بما حمل.
إننا لمحزنون عليك يا وطن، فقد تكاثرت على جسدك النصال فوق النصال، ولكن ستأتي الساعة التي نفتح فيها صحائف الدجالين المتورطين في صناعة هذه الحرب المأساوية، وستراهم في أي منقلب ينقلبون.
آخر الكلام: لابد من المحاسبة، والديمقراطية، وإن طال السفر!!
فتحي الضو
الأول من مايو ٢٠٢٣
# أوقفوا الحرب اللعينة