الحركة الإسلامية مشروعها الوحيد هو السلطة ولذلك ستستميت في الدفاع عنها ..
لهذه الأسباب لن يستطيع الاخوان المسلمون عزل البشير
القيادي الإسلامي السّابق مبارك الكودة جذب الانتباه بمراجعات جريئة جهر بها مُؤخّراً، وأعلن مُفارقته الخط الإسلامي الذي انتهجه نهائياً، لكنه عاد بصورة مُتكرِّرة في الآونة الأخيرة لإرسال تحذيرات قوية لوجود مُؤامرة تُحاك في بعض دول الخليج لإقصاء الإخوان المُسلمين من واجهة الحكم بالسودان.. جلسنا إليه في داره بالثورة أمدرمان وأدرنا معه حواراً طويلاً حول هذه النقطة تحديداً، بالإضافة إلى نقاط أخرى تجدونها تالياً، فإلى التفاصيل:-
حاوره: علاء الدين بشير – خالد فتحي
*نبّهت أكثر من مرة في صفحتك على الفيسبوك لما سمّيته مؤامرة تدبر من دول الخليج لإقصاء الإسلاميين من الحكم في السودان وحذّرت من انها لن تمر بتلك السهولة.. هلا كشفت لنا عن تفاصيلها؟
– لم أقصد مؤامرة بتلك الطريقة التي اشرت اليها، لكنني أشرت إلى مُحاولات جارية لإقصاء الإسلاميين من السلطة، وأردت أن أقول لقيادة الإنقاذ ان اي مسعى لإبعاد الإسلاميين في هذا التوقيت ليس من المصلحة.. في الوقت الحالي الجميع في السلطة يُوجِّهون سهامهم نحو ما أطلق عليه “القطط السمان” والسؤال من هم القطط السمان؟ الإجابة ببساطة أن من أطلق هذا الاسم يقصد بهم الإخوان المسلمين أو ما عُرف بالحركة الإسلامية.. أطلقت تحذيري هذا ليس دفاعاً عن الإخوان المسلمين لأنني الآن لست إسلامياً أو إخوانياً، وأكبر فساد للإسلاميين هو فكرتهم نفسها لأنها منبع كل الشرور، وإنّما أردت من خلاله التساؤل: لماذا يحاولون إقصاء الإسلاميين من الحكم بهذه الطريقة..؟!
*إذن أنت تعتقد أن الحملة ضد من وُصفوا بالقطط السمان محاولة أو مؤامرة الغرض منها استئصال الإسلاميين الإنقاذيين؟
– أنا أقول إنّها حملة من قيادة النظام ليطيل عُمره، فقد عوّدنا كلما يُواجه أزمة أن يسارع بتغيير جلده لتجاوزها، فأحياناً يتحدث عن “شريعة نضيفة ما مدغمسة”.. يعني في مواقف زي دي عشان الناس ديل يطولوا بيها عمرهم شوية”.
*كأنك تريد اظهار الإسلاميين كضحايا بينما هم أعضاء أصلاء في قمة قيادة الدولة والنظام؟
– لا.. أنا هنا أتحدث عن الإسلاميين المدنيين وليس العسكريين.
*وهل هناك فرق أو اختلاف بين الاثنين؟
– بالتأكيد هناك اختلافٌ كبيرٌ جداً، فنظام الإنقاذ هو تحالف بين إسلاميين عسكريين وإسلاميين مدنيين.. التجربة أثبتت أن العسكري عسكري في النهاية فكلهم يأتمرون بأمر الرئيس البشير والدليل انهم انحازوا إليه في المفاصلة عدا محمد الأمين خليفة فقط.. كان هو العسكري الوحيد الذي اختار الانحياز إلى الترابي.
*حسناً حدِّثنا عن شكل هذا الصراع الناشب بين الإسلاميين العسكريين والإسلاميين المدنيين؟
– العسكريون يريدون السيطرة والانفراد بالسلطة وإبعاد المدنيين لذلك جاءت حملة “القطط السمان” لضربهم وإقصائهم.. لأن جميع الممسكين بالمصارف والمؤسسات الاقتصادية كانوا من العناصر المدنية – كما نعلم – وأنا أقول ليك بصراحة القطط السمان ديل ما إخوان مسلمين.. ديل جو بعد الإنقاذ وأغلب من بالسلطة الآن ليسوا الإخوان القدامى وأنا لا أقول هذا الكلام دفاعاً عنهم.. أنا ضد الإخوان المسلمين لكنني أيضاً ضد محاولة النظام حل قضاياه وتجاوز أزماته بطريقة ظالمة وغير مُنصفة.
*لكنك اتّهمت دول الخليج بالوقوف وراء مُؤامرة إقصاء الإخوان المسلمين من واجهة الحكم في السودان، فلماذا تدعم طرفاً على حساب طرف في هذا الصراع طالما أنهما من الإسلاميين؟
– هذا واضحٌ، فدول الخليج ومصر لا ترغب في وجود الإخوان المسلمين في الحكم بالسودان، وأعتقد أنّ الأزمة الحالية نتاج لاعتقاد تلك الدول أن بنية الحكم في السودان أقرب إلى الإخوان المسلمين والدليل على ذلك ان تلك الدول كان يُمكن أن تحل أزمة الوقود الحالية لأنك تحارب بجانبها في اليمن وصفوف العربات متراصة أمام محطات الوقود، فلو سمّينا هذا الأمر مخططاً فهذا يمكن اعتباره جُزءاً منه.
*في حديثك أثبت أنّ العسكريين الإسلاميين يرغبون في إقصاء المدنيين الإسلاميين فكيف تصف نظام الحكم الحالي بأنه “أقرب” للإخوان المسلمين وليس إخوانياً صرفاً؟
– أعود وأقول إنه لفهم هذا الأمر، لا بُدّ من التفصيل في مفهوم الإسلامي العسكري والإسلامي المدني، الإسلامي العسكري التزامه أكثر بعقيدته العسكرية وانضباطه أعلى مع قيادته التراتبية بصورة تَتَفَوّق على التزامه الإخواني.
*لكن هذا من البديهيات المتعارف عليها في كل المؤسسات النظامية وليس الجيش وحده؟
– نعم لكن ميزة طاعة الأوامر عند العسكريين ليست موجودة عند الإسلاميين المدنيين وانا لست ضد هذه الصفة، لكنني قصدت أن هذا الأمر يؤثر على الواقع السياسي وقد كنت شاهداً كيف انضم ضباط كبار كانوا “إخوان مسلمين عضم” للرئيس عندما وقعت المفاصلة ضاربين بانتمائهم العقائدي وولائهم لشيخهم عرض الحائط.
*هناك اعتقاد عام عند السودانيين أن أفكار الإخوان المسلمين وأسلوبهم في إدارة البلاد هو سبب الانهيار الذي نعيشه الآن وبالتالى ليس هناك تعاطف معهم إذا ما تم إقصاؤهم من الحكم؟
– طريقة أسئلتك أظهرتني كمدافع عن الإخوان المسلمين لكنني لست كذلك.. أنا الآن أقرب للعلمانيين وفي اعتقادي أن الإنقاذ بشقيها العسكري والمدني تسببت في “غرق” السودان، لكن عندما نأتي للحديث بصورة عامة أنا لست ضد الرئيس حتى لو أدى ذلك لانهيار البلاد.
* ألا تخشى أن تستغل رؤيتك هذه التي تُروِّج للإبقاء على الرئيس في الحكم بدعوى المحافظة على البلد من الانهيار كمُبرِّر لتمديد عمر النظام والمعلوم أن الأزمة أساساً في وجود الرئيس ومجموعات المصالح حوله؟
– المنكر عندما يتولد عنه منكر أكبر منه لا نستطيع المضي فيه بالإضافة لعدم وجود بديل جادٍ، أنا أثني على مناظرة حزب المؤتمر السوداني عن المُشاركة في الانتخابات كوسيلة للتدرج في عملية التغيير لضمان خروج الرئيس بطريقة لا تهز البلد.
*لكن الفرص التي أوتيت للرئيس برهنت على أنه ليس راغباً في ترك الحكم بعد هذه الفترة الطويلة فيه أو إفساح المجال لأشخاصٍ ودماءٍ جديدةٍ أو في إنهاء هيمنة الحزب الواحد على مقاليد الأمور بالبلاد؟
– اتّفق معك أن هذا حاصلٌ وهو أمرٌ واقعٌ، والمطلوب مقابلة التحدي بالوسع الذي نملكه، النظام لديه ترسانة أسلحة واعلام وغيره.
*ليس بالضرورة مواجهة النظام بالسلاح؟
– طيب أعمل شنو يعني..!
*ألا تتفق مع الاتجاه الداعي على أقل تقدير لرفض النظام القائم والثورة السلمية ضده كما فعلت الجماهير المصرية في ثورة 25 يناير؟
– لكن في مصر مبارك رجع مرة أخرى.. أنا ما داير حاجة زي دي.. أنا داير استفيد من الحصل في مصر، بالمناسبة أنا الثورة المصرية حضرتها كلها في ميدان التحرير “قاعد في الواطة مبسوط” ما في ثورة بتاعت رجال زي الثورة المصرية، لكن ما عملوا حاجة.
لماذا؟
لأنه ببساطة ما كان في قيادة وما كان في برنامج لما بعد الإطاحة بالنظام، وقد كان مبارك أحسن كثيراً من السيسي.
* وما الذي يمنع رفض الواقع الحالي ومقاومته وفي الوقت نفسه يتم العمل لتجهز البديل المطلوب، أي المضي قدماً في المسارين؟
– نحن نفعل هذا، “نحن رافضين النظام”.
*لكن في حديثك تلميحات للقبول بمساومة حتى لا تنهار البلد إذا البشير مشى.. أليس كذلك؟
– لا كلامك ما صحيح.. نحن ما قلنا الكلام دا عشان الرئيس.. الكلام دا كلام الحُكماء والعُقلاء، وما في خيار آخر.
*لكن النظام عوّدنا أنه لا ينصاع إلا للضغوط الدولية، وأن بإمكانه الالتفاف على مشروعكم هذا وإفراغه من مُحتواه؟
– لم يصبح مشروعاً بالمعنى المُتعارف عليه، ما زالت أفكار مبثوثة في مقالات الأساتذة السر سيد أحمد والنور حمد وآخرين.
*طيِّب ما هي سِمَاتها العامة؟
– تكوين جبهة وطنية عريضة وخوض الانتخابات في 2020.. الفكرة العامة أننا ضد السلاح وضد المُعارضة السلبية.
*ما الذي يُعطِّل التغيير في تقديرك؟ لماذا لم تخرج الجماهير؟
– الناس ما طلعت لأنه الشعب السوداني واعٍ، وأنا اشيد بالشعب السوداني وبالمناسبة الشارع ما طالع حبّاً في الرئيس لكن خوفاً من البديل.
كيف.. وضِّح أكثر؟
لا يُمكن أن يخرج بدون أن يرى البديل.. يقولوا ليك البديل موجود وحواء والدة “يا أخي نحن دايرين نشوف بعيونا الوالداهو حواء دا” بعدين البلد دي فيها سلاح وفيها مليشيات وفيها مرارات وفيها حقد اجتماعي شديد جداً!
*يُمكن أن يكون حديثك هذا جُزءاً من سيناريو التخويف والإرعاب الذي يبثه النظام وأقطابه؟
– لا.. أنا عايشو والمعلومة دي ما جاتني من برة أنا عايشو وشايفو وأنا عارف حجم الميلشيات.. في مليشيات كتيرة جداً وفي جنجويد والبلد دي برضو فيها جيش تاني أسّع “حميدتي” ما جيش؟
*الإسلاميون عندهم سلاح؟
– ما بختا…. (طلب كتابتها هكذا) الواقع يقول على مستوى الأفراد السلاح موجود أسِّع الناس يقولوا ليك يا زول عبي عربيتك بنزين واشتري كلاش.. البلد دي ما معروف ماشة وين والله.. هل في زول عارف بكرة ح يحصل شنو ولا حتى الرئيس عارف..؟
*الرئيس ذاته ما عارف؟
– أيوه الرئيس ما عارف ولا الشرطة عارفة ولا الأمن عارف ولا الجيش.!!
*طيب قاعد لي شنو لو ما عارف؟
– مافي زول في السودان دا عارف بكرة ح يحصل شنو.. البلد دي (loose) نطقها بالإنجليزية – البلد دي مائعة، سائلة، عشان كدا المواطن ما بيطلع.
*يعني الخيارات مفتوحة؟
*نعم الخيارات مفتوحة لذلك الجماهير لم تخرج الى الشارع وحقو نحن نشيد بهذا الشعب لذكائه وحسه العالي.
*طيب الرئيس ما يتنازل هل رضي منك الحديث؟
– ما أظن.. الله أعلم.
*هل وصلك أي إشارة عدم رضاء منه؟
– نعم وصلتني.. كان ما منه فمن أطراف أخرى
* قالوا لك أعرض عن هذا؟
– نعم قالوا لي اعرض عن هذا لكن بصورة مهذبة.
*هل كانت تنطوي على نبرة تهديد؟
– والله يُمكن أن تفهم من سياق الرسالة أو الحديث. لأنّه الصورة المهذبة يمكن أن تحمل في باطنها تهديداً.
*لماذا لا يريد التنحي في تقديرك أنت؟
– أولاً في ناس من حوله يزينون له أعماله وطبعاً دي سنة من سنن الله وفرعون ذاته كان كدا.
لكن في تقديرك الفرص دي ما ضاقت؟
هي أصلاً ضيقة وأصلاً فرعون دا ما عنده فرصة تاني. لكن الناس الذين حوله ديل ما بقيفوا وح يظلوا يرددوا ليهو “كله تمام سيادتك”، وخلي الرئيس!! نحن ذاتنا كوزراء ومعتمدين كانوا بيقولوا لينا كدا، وانت لو أنت ما زول شارع وبتمشي الكورة وبتمشي المسرح.. تسمع غناء.. وبتلاقي الناس بتفوت عليك حاجات كتيرة جدا، لأنه يقولوا ليك أي حاجة تمام. واسع الرئيس دا بيعتبر أي حاجة تمام ومافي مشكلة.
وأيضاً في ناس بعتبروه هدية السماء وهو العاصم من القواصم وهو لو فات البلد ح تضيع ودي حتة مهمة جدا جدا والكلام دا بتقال كتير وعلى مستوى ناس كبار في الدولة، واتكتب في الجرائد، قبل كدا. ونحن بنتفق معاهم في النقطة دي.. لو فات بصورة غير منضبطة، لكن فات بسيناريو يعملوا هو بصورة منضبطة ما بتحصل أي حاجة وبيحصل خير.
سيناريو بصورة منضبطة كيف؟
يعني لو قال الرئيس أنا سأذهب وأترك الحكم لبكري(في إشارة لبكري حسن صالح نائب الرئيس ورئيس الوزراء) ما حتحصل أي حاجة، ولو قال أنا وبكري سنذهب ونسلم السلطة للجيش لأسبوع أو شهر أو سنة أو سنتين برضو ما حيحصل حاجة.. ولو قرر حل الحكومة كلها وترأس حكومة تكنوقراط لثلاث سنوات فقط حتى تحضر الأحزاب نفسها للانتخابات برضو ما حتحصل حاجة.. بتحصل حاجة لو انفرط عقد الأمن بصورة غير صحيحة وهذا مانخاف منه.
وماذا أنتم فاعلون؟
نحن توصّلنا لهذا السيناريو غير المنضبط أخيراً وشكله بقى واضح وهناك مظاهر لانفراط عقد الأمن كالغلاء الفاحش وغياب الأمن في الشارع وانت ما قادر تعمل كنترول على كل السودان، دارفور بقت براها والشرق براه، عشان كدا نحن حريصين نحافظ على الرئيس لكن مطلقاً كدا يكون عاصم من العواصم (لا).. هو قاصم من القواصم.
*والأسباب الأخرى لعدم رغبته في التنحي؟
– طبيعة النفس البشرية بتحب الحكم.
*هل هو خائف؟
– والله دي ما داير أقولها وهو رجل عسكري وما بعرف عنه خوف وسمعنا أن موضوع المحكمة الدولية دا قالوا ممكن يطلعوا منها بشكل آمن.. “سمعنا كدا” لكنه رفض مبادرات كثيرة سعودية وقطرية وغيرها لكنه متشبث بالسلطة.
*الرئيس فرد وحوله دائرة ضيِّقة وقاعدة رفض كبيرة له في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ضده لماذا يتغلب عليهم ألا يمكن عزله والاتفاق على رأي قاطع بعدم ترشيحه؟
– الحكم لو ديمقراطي أو مؤسسي ممكن.. الآن الصراع القائم بين نافع وبين الآخرين سببه أنه قال بعدم ترشيح الرئيس فعزلوه وجهجهوه. لأن الرئيس صاحب القوة ويعتقد ان الناس مفترض ان يقولوا له (آمين).
القوة وين.. الرئيس الجيش ما معاه؟
القوة من المنصب نفسه، في النهاية لو 10% من الجيش معه فهذه قوة لو هناك 1% من الامن معه هذه قوة.. الآن هو أعاد صلاح قوش؟ أليست هذه قوة؟ وهذا ليس متاحا لبكري أوعلي عثمان أو نافع، بصرف النظر عن السُّلطة ، كل صغيرة أو كبيرة، بيده ولذلك لا يستطيع أحد عزله.
* لو اجتمع الناس وحددوا مصدر قوته واستهدفوه بشكلٍ مُباشرٍ ألا يمكن ان ينجحوا في تطويقه وعزله أو إجباره على عدم الترشح كما فعلوا مع الترابي من قبل؟
الناس منو..؟!
مجموعات الرفض أو التيارات الرافضة.. ألا تستطيع كما فعلت مع الترابي؟
– الترابي لم تعزله مجموعة بل عزلته مؤسسة، الناس استهدفوا المؤسسات وبينها هيئة الشورى التي كان يرأسها حيث تم تقديم مذكرة العشرة وأطاحوا به رغم كل قوته.
* المؤسسة التي عزلت الترابي “صاحب الدولة والمشروع” لماذا تفشل في عزل البشير وهو واحد من المنفذين لهذا المشروع؟
لانها كانت مؤسسة إخوان مسلمين حقيقية وفي ذلك الوقت اقتنعوا أنّ الترابي حجر عثرة للمشروع وأنا كنت منهم.. المؤسسات الحالية “جوطة ساكت” و”الإسلاميين الحاليين.. ما حقيقيين”.
كيف ما حقيقيين؟
هيئة الشورى التي تتخذ القرار الآن، ما بيكون فيها عشرة في المئة إخوان، أغلبهم نظار قبائل ومجموعة مصالح متشابكة، الرئيس لو قام بقوموا معاه ولو قعد بيقعدوا معاه.. ولمن نافع نافس الرئيس في اخوان كتار مرقوا من الاجتماع ما قدروا يجاهروا بتأييد نافع والاعتراض على إعادة ترشيح الرئيس لانه ممكن يتضرروا.
*زي منو؟
– أكثر من 70 شخصاً بينهم مديرو بنوك الآن وكان يُمكن أن يتعرّضوا للفصل لأن التصويت كان علنياً برفع الأيدي.
وماذا اختاروا؟
اختاروا الصمت ومغادرة المكان بهدوءٍ، عشان ما يقيفوا مع الرئيس، أما الذين وقفوا مع الرئيس ديل ما إسلاميين حقيقيين.
*هل تعتقد ان ما تبقى من الإخوان المسلمين داخل السلطة في طريقهم الى “مفاصلة ثانية” بين الإسلاميين المدنيين والإسلاميين العسكريين؟
– نعم أنا حاسي كدا لو ما بقى مفاصلة بمعنى مفاصلة ح يكون في رصيف.
*ما هو موطن الخلاف الذي سيقود الى انشقاقهم؟
– في اجتماع مؤتمر الشورى او المؤتمر العام في ناس ح يقولوا الرئيس ما يترشح، والرئيس ح يترشح وح يفوزوه بأي صورة من الصور.
*هل يوجد تربص من طرف بالآخر؟
– وارد جداً.. في هذا المناخ كل شيء وارد، لأنّ الثقة بقت معدومة بين الناس.
*هل الأزمات الحالية في الوقود وارتفاع الأسعار مصنوعة؟
– لا.. هذه الأزمات نتيجة لمواقف.
*طيب كما أسلفت أليس للسعودية والإمارات دور فيها؟
– وارد جداً أنهما سوف لن يدعمان النظام للفكاك من أزماته الخانقة هذه بنية التخلص منه وبفهم ضرب المدنيين الإسلاميين بالرئيس ومجموعاته أولاً ومن ثم التّخلُّص منه لاحقاً.
*هل للرئيس القدرة على إقصاء الإخوان؟
– نعم عنده، لأنه هو الرئيس وسلطة الأمر والمنع في الحكم بيده، لكن بعد إبعادهم لن يستتب له الأمر وستكون هناك مشكلة كبيرة بالنسبة له، وأنا قلت لو الإخوان تم إبعادهم بهذه الطريقة سيكون رد فعلهم قويا.
*كيف؟
– من معرفتي بهم سيكون هناك رد فعل عنيف لان الإسلاميين لو ضغطتهم سيتولد عندهم تشنج وعنف.. وجماعة التكفير والهجرة كانوا إخوان مسلمين قبل ما يبقوا تكفيريين.
*لكن لا أحد يريد تعذيبهم أو التنكيل بهم المراد إبعادهم من السلطة فقط؟
– الإسلاميون مشروعهم السُّلطة.. والحركة الإسلامية ما عندها مشروع غير السُّلطة.
*يعني ح يستميتوا؟
– من معرفتي بيهم ح يستميتوا.
*هناك جدل داخل الإسلاميين الإنقاذيين بمختلف منابرهم يخشى من مغبّة المُحاسبة على الانتهاكات والفساد والتجاوزات ونهب الأموال حال ذهاب النظام.. ماذا تقول؟
– يجب ألا يشغلنا هذا عن مقصدنا نحو التغيير، وأنا أفتكر نعمل محكمة واحدة أو محكمتين أو عشر محاكم وننادي مبارك الكودة مثلاً ويقولوا له أنت سرقت أو عملت كدا ونحل المشكلة في المحكمة التي تقرر هل الشخص الماثل أمامها مُذنبٌ أو غير مُذنبٍ، لكن نحن مشكلتنا الآن كيف نُؤسِّس دولة بفهم دولة بصورة حديثة تسع الجميع.