محجوب شريف … يابا مع السلامة

 


 

حسن فاروق
3 April, 2014

 


اصل الحكاية

إتفقت قبل ثلاثة ايام مع الزميل العزيز محمد عبدالماجد علي تسجيل زيارة لشاعر الشعب الإنسان محجوب شريف الذي كان يرقد مريضا بمستشفي (تقي) بالشهداء ، وصلنا ، وكان في استقبالنا صديقه عزالدين ، دخلنا وإلتقينا بمريم وأهله (كل الناس اهل) ، عدد من الأشخاص لم افكر لحظة انهم ضيوف ، مثلما لم نكن أنا ومحمد ضيوفا ، كنا (اهل) ، أهل مريم وأهل كل الذين تواجدوا للإطمئنان علي صحته .. إحساس بالإلفة يصعب وصفه ونحن نسأل عن صحة (محجوب) ونستمع لمريم ولعزالدين ولتعليقات بعض الموجودين .
طوال الجلسة وأنا افكر هل سيسمح لنا بالزيارة ، أم أنها ممنوعة ؟ لتأتي الاجابة قبل السؤال تفضلوا لتحيته فهو بخير وألف خير ، والحالة تسير من افضل لأفضل ، أسرعنا في إتجاه غرفته ، وقفت في مواجهته ، مددت يدي لمصافحته فأحتوت يده يدي بقوة ، ويده اليسري تشير إلي أنه بخير وألف خير ، وجه مبتسم ، عيناه قالتا حديثا كثيرا ، حرمته من قوله (كمامة) الاكسجين .
ودعناه وغادرنا بإتفاق أن نعود بعد ايام ، ولكنه رحل .. رحل محجوب شريف ، ويابا مع السلامة

يابا مع السلامة
مع السلامة مع السلامة
يا سكة سلامة
في الحزن المطير
يا كالنخلة هامة
قامة واستقامة
هيبة مع البساطة
اصدق ما يكون
راحة ايديك تماماً متل الضفتين
ضلك كم ترامى حضناً لليتامى
خبزاً للذين هم لا يملكون
بنفس البساطة والهمس الحنون
ترحل يا حبيبي من باب الحياة لباب المنون
روحك كالحمامة بترفرف هناك
كم سيرة وسريرا من حولك ضراك
والناس الذين خليتم وراك
وعيونم حزينة بتبلل ثراك
ابواب المدينة بتسلم عليك
والشارع يتاوق يتنفس هواك
يا حليلك حليلك يا حليل الحكاوي
تتونس كانك يوم ما كنت ناوي
تجمع لم تفرق بين الناس تساوي
نارك ما بتحرق ما بتشد تلاوي
ما بتحب تفرق من جيبك تداوي
الحلم الجماعي والعدل اجتماعي والروح السماوي
والحب الكبير
في الزمن المكندك والحزن الاضافي
جينا نقول نفرق نجي نلقاه مافي
لا سافر مشرق لافتران وغافي
وين عمي البطرق جواي القوافي
يا كرسيه وسريرو هل ما زلت دافي
يا مرتبتو امكن في مكتبتو قاعد يقرا وزهنو صافي
يا تلك الترامس وينو الصوتو هامس
كالمترار يساسق يمشي كما الحفيف
كم في الذهن عالق ثرثرة المعالق والشاي اللطيف
تصطف الكبابي اجمل من صبايا
بينات الروابي والضل الوريف
احمر زاهي باهي يلفت انتباهي
هل سكر زيادة ام سكر خفيف
ينده للبنية يديها الحلاوة
والخاطر يطيب
يدخل جنو منو محبوب الشقاوة
يستنى النصيب
الدفو والنداوة السنا والعبير
كالغزلان هناك في الوادي الخصيب
حيث الموية عذبة والغصن الرطيب
كم تحت المخدة اكتر من مودة
للجنا والغريب
عش وعشب اخضر جدول من حليب
يابا ابوي يا يابا
الشمس البتطلع بلت منو ريقا
والنجمة البتسطع فيه تشوف بريقا
اندى في حركتو يطفيها الحريقة
ننهل من بركتو زي شيخ الطريقة
شاييهو وطرقتو والايدي الصديقة
يلا نسد فرقتو حب الناس درقتو
يا موت لو تركتو مننا قد سرقتو
كنا نقول ده وقتو لكنك حقيقة
النفاجو فاتح ما بين دين ودين
نفحة محمدية دفئاً كالضريح
ميضنة كم تلالي جيداً في اليالي
مجداً في الاعالي
مريم والمسيح
قلباً نبضو واصل ما بين جيل جيل
ما بين كان وحاصل او ما قد يكون
ما بتشوف فواصل الا الذكريات
وآلام المفاصل بعضاً من شجون
يابا مع السلامة يا سكة سلامة
في الحزن المطير


hassanfaroog@gmail.com
/////////

 

آراء