مراجعة لازمة لتأمين سلام السودان

 


 

 

كلام الناس

noradin@msn.com
*اسمحوا لي بإعادة نشر هذا المقال القديم لأن الواقع المزري في السودان بسبب الحرب العبثية التي فجرها الانقلابيون ومازالوا يؤججونها في ظل استمرار الفتن المجتمعية قديمة المتجددة.

*لم أصدق عيناي وأنا اقرأ بياناً منسوباً ل"كيان الشمال"الذي نشط إبان فترة الإستفتاء على مصير جنوب السودان وتزامن من قيام " منبر السلام والعدالة" الذي أدى دوراً واضحاً في دفع أبناء الجنوب للإنحياز لخيار الإنفصال.

*أزعجني هذا البيان المنسوب لكيان الشمال حول أوضاع الشماليين في ولاية كسلا وما يعانونه من تهميش بها‘ ليس فقط لأن مثل هذا الإتهام يجئ لأول مرة من الذين ظلوا محل إتهام من أهل الهامش - إذا صح التصنيف - وإنما لان مثل هذه التصنيفات العنصرية البغيضة عادت من جديد لتثير الفتن وسط أبناء السودان الواحد.

*كأنه لايكفي السودان ما يعانيه من نزاعات لم تتوقف في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق‘ إضافة للتوترات المصطنعة مع الجارة الشقيقة دولة جنوب السودان‘ كي يثير لنا "كيان الشمال" معركة أخرى في غير معترك.

*ظللنا قبل الإستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان وبعد قيام دولة جنوب السودان ننبه إلى مخاطر تنامي الحركات الجهوية والقبلية التي أصبحت أخطبوطاً مقلقاً للسلام والإستقرار في السودان في ظل التغييب المتعمد للحراك السياسي الديمقراطي لكن للأسف لاحياة لمن ننادي.

*كانت الكيانات القومية صمام أمان النسيج السوداني‘ ومن هذه الكيانات الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإتحادات والنقابات المهنية والطرق الصوفية والأندية الثقافية والإجتماعية والرياضية التي كانت تجمع بين أبناء السودان تحت مظلات واحدة في محبة وسلام.

*إن الفهم الخاطئ للحكم الإتحادي والتطبيق المخل الذي نفذ به حتى أصبح عبئاً على المواطنين بدلاً من ان يكون عوناً لهم‘ أعاد التقوي بالعصبية القبلية حتى داخل الولاية الواحدة‘ وعاد بالسودان إلى الوراء الأمر الذي بات يهدد أمنه واستقراره وسلامه ووحدته ومستقبله .

*إننا أحوج ما نكون لمراجعة حقيقية لمجمل السياسات التي فشلت في تحقيق السلام الشامل ولم تنجح في حماية وحدة السودان ولا الحفاظ على تماسك نسيجه الإجتماعي‘ ولم تستطع معالجة تفاقم الأزمة الإقثتصادية وتردي الخدمات العامة بل وانعدامها في بعض الأحيان.

 

آراء