مرارة اللجوء ومن تركناهم خلفنا وهذه الجثث في العراء وتفحم العاصمة والبؤس المخيم علي عموم الوطن الحبيب
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
30 September, 2023
30 September, 2023
مرارة اللجوء ومن تركناهم خلفنا وهذه الجثث في العراء وتفحم العاصمة والبؤس المخيم علي عموم الوطن الحبيب ... كيف تسمح لنفسك ايها اللاجئ أن تغريك بطاقة حفل زفاف تدعوك لما لذ وطاب من الطعام والشراب والغناء والرقص والموسيقى ؟!
إن الاحتفال الأسري بزواج الإبن أو الابنة سواء كان بالبيت أو صالة الأفراح ودعوة الأهل والأصدقاء لهذه المناسبة الهامة التي يجتمع فيها شمل القبيلة والأسرة الممتدة والاصهار والارحام والزملاء والجيران والمعارف ومنهم من يتكبد المشاق ويضرب أكباد الإبل لاداء هذا الواجب الإجتماعي وهو في غبطة وسرور ويجد من أهل الدعوة كل الترحاب والتقدير ويمطرونه بالدعوات الصالحة أن يجعل الله سبحانه وتعالى كل حياته خير ونعيم وان لم يكن متزوجا يتمنون له بنت الحلال التي يغلبها بالمال وتغلبه بالعيال !!..
وهذه المناسبة تستدعي أن يشهدها المدعوون وهم في كامل الأناقة وحسن الهندام ويتسيدها الشباب من الجنسين ويصحبها الغناء والموسيقى من المطربين الذين يجتهدوا في إرضاء أذواق الجميع ويستمر الحفل الساهر بطقوسه الملونة وبالعديل والزين والعادات والتقاليد المتوارثة التي تجعل للمكان سحرا وللحاضرين القا ومنهم من ( يبشر ) والصبايا يتمايلن مثل غصن البان يحطن بالعروسين إحاطة السوار بالمعصم ... ومن المفاجآت الجميلة أن يخرج كثير من ( العزاب ) ب ( اختيار ) موفق ل ( عروسات ) بهن يكملوا المشوار ويودعوا حياة العزوبية التي كلها شر وليس فيها خير !!..
كلما ذكرناه آنفا من أعراس وليال ملاح وهو شيء مباح وإكمال دين وفرحة تعم الجميع وفي ظروف الوطن يكون فيه معافي والخير كثير والأمن وافر والطمأنينة ترفرف بجناحيها فوق النفوس الوادعة القانعة بما قسمه الله سبحانه وتعالى لها من عيش هنيء رغيد ومحبة تربط بين قلوب الناس بعيدا عن الشحناء والبغضاء وما يعكر الصفو والكل يري أن الحياة جميلة ولاداعي للهم والغم والكدر !!..
لكن أن نكون في ارض اللجوء ونحن في هذا الضيق العميق والفضائيات تنقل لنا من أرضنا الطيبة فظائع الحرب والدمار الذي حل بالبشر والحجر والتربة تحولت إلى رماد وخلت المدن من سكانها وخاصة العاصمة وسكن الغرباء في بيوت الأهالي بعد أن اخرجوهم منها عنوة وتوقفت كافة الخدمات الأساسية وتهدمت البنية التحتية وارتكبت المحرمات وحل بنا من اذي جسيم وجرح اليم لن تمحوه الأيام ولا السنون وياله من كابوس عبوس لم تشهد له البلاد مثيلا في تاريخها المديد !!..
أن نكون في ارض اللجوء ونحن في أضعف حالاتنا من الذلة والمهانة وتركنا وراءنا في البلد أهلنا الذين لم تسعفهم ظروفهم علي الفرار مثلنا أو الذين ظلوا صامدين كالجبال وتمسكوا بالتراب الغالي الماليهو تمن ... هل نتجاهل هؤلاء الصناديد ومعهم المغلوبون علي أمرهم ونتركهم للجنجويد والكوليرا وحمي الضنك والجوع ونقص الخدمات ونحن نقيم حفل زفاف في بلد من الجوار لجانا إليه ووزعنا رقاع الدعوة المذهبة واخترنا الصالات المكيفة الفخمة الملونة مع العشاء الفاخر والغناء والرقص والموسيقى وزحمة ألوان وموضة مبتكرة في الملابس وتصفيف الشعر وفي بلادنا يبحث المواطن عن شربة ماء وكسرة خبز وحبة اسبرين ... ومازالت الحرب مستمرة ونلوم العالم الذي يتفرج بل نحن الذين نتفرج ونغني وترقص وما جايبين خبر !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
إن الاحتفال الأسري بزواج الإبن أو الابنة سواء كان بالبيت أو صالة الأفراح ودعوة الأهل والأصدقاء لهذه المناسبة الهامة التي يجتمع فيها شمل القبيلة والأسرة الممتدة والاصهار والارحام والزملاء والجيران والمعارف ومنهم من يتكبد المشاق ويضرب أكباد الإبل لاداء هذا الواجب الإجتماعي وهو في غبطة وسرور ويجد من أهل الدعوة كل الترحاب والتقدير ويمطرونه بالدعوات الصالحة أن يجعل الله سبحانه وتعالى كل حياته خير ونعيم وان لم يكن متزوجا يتمنون له بنت الحلال التي يغلبها بالمال وتغلبه بالعيال !!..
وهذه المناسبة تستدعي أن يشهدها المدعوون وهم في كامل الأناقة وحسن الهندام ويتسيدها الشباب من الجنسين ويصحبها الغناء والموسيقى من المطربين الذين يجتهدوا في إرضاء أذواق الجميع ويستمر الحفل الساهر بطقوسه الملونة وبالعديل والزين والعادات والتقاليد المتوارثة التي تجعل للمكان سحرا وللحاضرين القا ومنهم من ( يبشر ) والصبايا يتمايلن مثل غصن البان يحطن بالعروسين إحاطة السوار بالمعصم ... ومن المفاجآت الجميلة أن يخرج كثير من ( العزاب ) ب ( اختيار ) موفق ل ( عروسات ) بهن يكملوا المشوار ويودعوا حياة العزوبية التي كلها شر وليس فيها خير !!..
كلما ذكرناه آنفا من أعراس وليال ملاح وهو شيء مباح وإكمال دين وفرحة تعم الجميع وفي ظروف الوطن يكون فيه معافي والخير كثير والأمن وافر والطمأنينة ترفرف بجناحيها فوق النفوس الوادعة القانعة بما قسمه الله سبحانه وتعالى لها من عيش هنيء رغيد ومحبة تربط بين قلوب الناس بعيدا عن الشحناء والبغضاء وما يعكر الصفو والكل يري أن الحياة جميلة ولاداعي للهم والغم والكدر !!..
لكن أن نكون في ارض اللجوء ونحن في هذا الضيق العميق والفضائيات تنقل لنا من أرضنا الطيبة فظائع الحرب والدمار الذي حل بالبشر والحجر والتربة تحولت إلى رماد وخلت المدن من سكانها وخاصة العاصمة وسكن الغرباء في بيوت الأهالي بعد أن اخرجوهم منها عنوة وتوقفت كافة الخدمات الأساسية وتهدمت البنية التحتية وارتكبت المحرمات وحل بنا من اذي جسيم وجرح اليم لن تمحوه الأيام ولا السنون وياله من كابوس عبوس لم تشهد له البلاد مثيلا في تاريخها المديد !!..
أن نكون في ارض اللجوء ونحن في أضعف حالاتنا من الذلة والمهانة وتركنا وراءنا في البلد أهلنا الذين لم تسعفهم ظروفهم علي الفرار مثلنا أو الذين ظلوا صامدين كالجبال وتمسكوا بالتراب الغالي الماليهو تمن ... هل نتجاهل هؤلاء الصناديد ومعهم المغلوبون علي أمرهم ونتركهم للجنجويد والكوليرا وحمي الضنك والجوع ونقص الخدمات ونحن نقيم حفل زفاف في بلد من الجوار لجانا إليه ووزعنا رقاع الدعوة المذهبة واخترنا الصالات المكيفة الفخمة الملونة مع العشاء الفاخر والغناء والرقص والموسيقى وزحمة ألوان وموضة مبتكرة في الملابس وتصفيف الشعر وفي بلادنا يبحث المواطن عن شربة ماء وكسرة خبز وحبة اسبرين ... ومازالت الحرب مستمرة ونلوم العالم الذي يتفرج بل نحن الذين نتفرج ونغني وترقص وما جايبين خبر !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .
ghamedalneil@gmail.com