مركزة العز بن عبد السلام منصة للثقافة والتنوير
رئيس التحرير: طارق الجزولي
13 March, 2023
13 March, 2023
إذا أردت أن تعلم مدى ثقافة مجتمع ما واهتمامه بالمعرفة والثقافة، فانظر إلى عدد المراكز الثقافية في ذلك المجتمع. وفي السودان عرف الناس المنتديات منذ وقت مبكر إذ كانت هنالك جمعيات أدبية وثقافية معروفة ورائدة مثل جمعية أبروف وجمعية الهاشماب في أم درمان. وقد خرجت الحركة الوطنية السودانية من رحم هذين الجمعيتين وتكون بعد ذلك نادي الخريجين وصار منارة تحمل مشعل الثقافة والتنوير وأدى دوره على أكمل وجه على الرغم مما كان يلاقي من تعنت ورقابة متسلطة من سلطان الاستعمار الذي كان جاثماً على صدر الأمو حينئذ. ثم من بعد ذلك تولت جامعة الخرطوم والمدارس الثانوية في بعض مدن البلاد؛ خاصة في وادي سيدنا وحنتوب وخور طقت مهمة نشر الوعي عبر الندوات والليالي الثقافية التي كانت تقام من وقت لآخر في تلك الصروح التعليمية الكبيرة. وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى مركز عبد الكريم ميرغني ودوره البارز في إثراء المجال الثقافي وتشجيع حركة التأليف والنشر؛ خاصة وأنه تبنى جائزة الطيب صالح السنوية، فأخرج للناس روائع من الروايات والأعمال الثقافية الأخرى. وطالما أن الحديث عن الأدب والثقافة لابد لنا من إشارة وإشادة ببيت الشعر في جامعة الخرطوم فهو بدوره قد أعطى دفعة قوية للإنتاج الشعري الرصين بقيادة أستاذنا البروفسور صديق عمر صديق. وكل هذه المؤسسات الثقافية والأدبية تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن الشعب السوداني يهتم بالثقافة والفنون والآداب أيما اهتمام.
أما العملاق الثقافي الذي هو مركز العز بن عبد السلام الثقافي فقد ولد بأسنانه، ونستطيع القول إنه قد " فات الكبار والقدرو"؛ لعدة أسباب نجملها فيما يلي: لقد قام هذا الصرح الكبير بمبادرة شخصية من علامة كبير وشيخ جليل هو أستاذنا عز الدين عمر موسى، المختص في مجال التاريخ وعلوم المستقبل “futuristics” والمفكر والكاتب المعروف. فعندما منح سعادة البروفسور عز الدين عمر موسى جائزة الملك فيصل العالمية قرر استخدام مبلغ الجائزة لإنشاء مركز ثقافي في السودان ليخدم أغراض ثقافية متعددة في مجال الثقافة العربية والإسلامية والإفريقية. والتزاماً بهذه الأغراض حدد المركز رؤيته ورسالته بأن تكون هي الريادة في الثقافة العربية الإسلامية الإفريقية، مع إظهار ماهيتها ومكوناتها واستبصار حاضرها واستشراق مستقبلها. ويهدف المركز أيضاً لمعرفة تأثير تلك الثقافة في تشكيل المجتمعات المعنية، وبنائها، وتكريم الرواد في هذا المجال الإنساني المعرفي الذي يستحق كل ما يبذله المركز من جهد ومال ووقت.
وتحقيقاً لهذه الأغراض النبيلة والراقية من أجل إحياء الثقافة العربية وتشجيع الناشئين على تناولها والتفاعل معها دأب مركز العز بن عبد السلام ، الكائن في مدينة بحري، على إقامة ندوات دورية يشارك فيها كبار العلماء، والباحثون والكتاب والمثقفون من داخل وخارج السودان، كما أسس مكتبة عامرة بصنوف الآداب والمؤلفات النادرة في العلوم الإنسانية المتنوعة وهي متاحة ومفتوحة لطلاب العلم من مختلف التخصصات، لينهلوا من هذا المعين الثر. وعلاوة على ذلك يهتم المركز بالبحوث والدراسات الثقافية والفكرية من منظور إسلامي وسطي لا يعرف الغلو ولا التطرف. وقد نجح المركز في إقامة شراكات ذكية مع مؤسسات علمية مرموقة داخل وخارج السودان ليزيد من نطاقه الثقافي وينداح في فضاء واسع؛ لأنه ندب نفسه لخدمة قضايا تهم مستقبل الأمة وحاضرها بالاستفادة من ماضيها العريق.
مركز العز بن عبد السلام خصص جائزة سنوية تمنح في مجالات ذات صلة برؤية المركز ورسالته، فهي تشمل الدراسات الثقافة العربية الإسلامية الإفريقية والإبداع الفكري في مجال الدراسات الإنسانية، علاوة على العطاء المتميز في خدمة المجتمع. ولعمري هذه أهداف تنوء بكاهل وزارة الثقافة نفسها، لكن تصدر لها هذا المركز الفتي وقام بواجبه حق قيام فلله در القائمين على أمره. ووجد المركز دعماً من بعض الجهات المعنية عندما تحققت لها جدوى وأهمية المركز ودوره الطليعي في نشر الثقافة وتشجيع العمل الفكري الراشد والمعتدل فبادرت وزارة الثقافة والإعلام الإتحادية وولاية الخرطوم بمنح قطعة أرض واسعة المساحة لتكون مقراً لهذا الطود الشامخ في حي الشارقة في شمبات ببحري.
ويقدم هذا المركز أنشطة متعددة ومتنوعة من حيث المحتوى والموضوعات التي تتراوح بين الآداب والفنون والثقافة بهدف جعل المركز منبراً للحوار وتنمية الفكر المشترك وخدمة المجتمع وإثراء الوجدان الشعبي بربطه بمصادر ثقافية معتبرة ومحاضرات علمية متخصصة تتناول شتى مجالات المعرفة والعلوم الإنسانية. ولعل أهم نشاطات المركز هي الجائزة السنوية التي تمنح لرموز الثقافة ورواد العلوم من أمثال البروفسور يوسف الخليفة أبو بكر، والبروفسور يوسف فضل حسن، والبروفسور علي شمو، والبروفسور موسى عبد الله حامد. ولو أن النظام الأساسي للمركز يسمح بذلك لرشحت البروفسور عز الدين عمر موسى لنيل الجائزة في العام القادم.
وبفضل الله وبحرص القائمين عليه صار مركز العز بن عبد السلام منصة للثقافة والتنوير حيث أصبح صرحاً يشار إليه بالبنان ويذكر حيثما جاء ذكر للثقافة العربية الإسلامية الإفريقية.
tijani@hejailanlaw.com
أما العملاق الثقافي الذي هو مركز العز بن عبد السلام الثقافي فقد ولد بأسنانه، ونستطيع القول إنه قد " فات الكبار والقدرو"؛ لعدة أسباب نجملها فيما يلي: لقد قام هذا الصرح الكبير بمبادرة شخصية من علامة كبير وشيخ جليل هو أستاذنا عز الدين عمر موسى، المختص في مجال التاريخ وعلوم المستقبل “futuristics” والمفكر والكاتب المعروف. فعندما منح سعادة البروفسور عز الدين عمر موسى جائزة الملك فيصل العالمية قرر استخدام مبلغ الجائزة لإنشاء مركز ثقافي في السودان ليخدم أغراض ثقافية متعددة في مجال الثقافة العربية والإسلامية والإفريقية. والتزاماً بهذه الأغراض حدد المركز رؤيته ورسالته بأن تكون هي الريادة في الثقافة العربية الإسلامية الإفريقية، مع إظهار ماهيتها ومكوناتها واستبصار حاضرها واستشراق مستقبلها. ويهدف المركز أيضاً لمعرفة تأثير تلك الثقافة في تشكيل المجتمعات المعنية، وبنائها، وتكريم الرواد في هذا المجال الإنساني المعرفي الذي يستحق كل ما يبذله المركز من جهد ومال ووقت.
وتحقيقاً لهذه الأغراض النبيلة والراقية من أجل إحياء الثقافة العربية وتشجيع الناشئين على تناولها والتفاعل معها دأب مركز العز بن عبد السلام ، الكائن في مدينة بحري، على إقامة ندوات دورية يشارك فيها كبار العلماء، والباحثون والكتاب والمثقفون من داخل وخارج السودان، كما أسس مكتبة عامرة بصنوف الآداب والمؤلفات النادرة في العلوم الإنسانية المتنوعة وهي متاحة ومفتوحة لطلاب العلم من مختلف التخصصات، لينهلوا من هذا المعين الثر. وعلاوة على ذلك يهتم المركز بالبحوث والدراسات الثقافية والفكرية من منظور إسلامي وسطي لا يعرف الغلو ولا التطرف. وقد نجح المركز في إقامة شراكات ذكية مع مؤسسات علمية مرموقة داخل وخارج السودان ليزيد من نطاقه الثقافي وينداح في فضاء واسع؛ لأنه ندب نفسه لخدمة قضايا تهم مستقبل الأمة وحاضرها بالاستفادة من ماضيها العريق.
مركز العز بن عبد السلام خصص جائزة سنوية تمنح في مجالات ذات صلة برؤية المركز ورسالته، فهي تشمل الدراسات الثقافة العربية الإسلامية الإفريقية والإبداع الفكري في مجال الدراسات الإنسانية، علاوة على العطاء المتميز في خدمة المجتمع. ولعمري هذه أهداف تنوء بكاهل وزارة الثقافة نفسها، لكن تصدر لها هذا المركز الفتي وقام بواجبه حق قيام فلله در القائمين على أمره. ووجد المركز دعماً من بعض الجهات المعنية عندما تحققت لها جدوى وأهمية المركز ودوره الطليعي في نشر الثقافة وتشجيع العمل الفكري الراشد والمعتدل فبادرت وزارة الثقافة والإعلام الإتحادية وولاية الخرطوم بمنح قطعة أرض واسعة المساحة لتكون مقراً لهذا الطود الشامخ في حي الشارقة في شمبات ببحري.
ويقدم هذا المركز أنشطة متعددة ومتنوعة من حيث المحتوى والموضوعات التي تتراوح بين الآداب والفنون والثقافة بهدف جعل المركز منبراً للحوار وتنمية الفكر المشترك وخدمة المجتمع وإثراء الوجدان الشعبي بربطه بمصادر ثقافية معتبرة ومحاضرات علمية متخصصة تتناول شتى مجالات المعرفة والعلوم الإنسانية. ولعل أهم نشاطات المركز هي الجائزة السنوية التي تمنح لرموز الثقافة ورواد العلوم من أمثال البروفسور يوسف الخليفة أبو بكر، والبروفسور يوسف فضل حسن، والبروفسور علي شمو، والبروفسور موسى عبد الله حامد. ولو أن النظام الأساسي للمركز يسمح بذلك لرشحت البروفسور عز الدين عمر موسى لنيل الجائزة في العام القادم.
وبفضل الله وبحرص القائمين عليه صار مركز العز بن عبد السلام منصة للثقافة والتنوير حيث أصبح صرحاً يشار إليه بالبنان ويذكر حيثما جاء ذكر للثقافة العربية الإسلامية الإفريقية.
tijani@hejailanlaw.com