مزاج الوالي وحكم بدوي

 


 

حسن فاروق
25 August, 2013

 


اصل الحكاية

لغاية وقت قريب كنت قايل جمال الوالي هو الوحيد صاحب النفوذ والتمكين الرياضي بضوء أخضر من الحكومة ، ودي طبعا ماعاوزه دليل ، ويكفينا سيطرته علي القرار في الاتحاد العام ، فدنيا الإتحاد العام المغلوب علي أمر تقوم ولاتقعد عندما يغضب جمال الوالي ،وتسعد وتكون آخر إنبساطة عندما يرضي جمال الوالي والشواهد لاحصر لها (بالشوالات زي مابقولوا) ، وعودة المجموعة الحالية لحكم الاتحاد معناها عودة جمال الوالي للسيطرة علي القرار، آخرها نهائي بطولة الرديف التجريبية ، دي براها فضيحة ماأقل من فضيحة مساوي ، وإذا بديناها من إلغاء إتحاد الخرطوم المحلي لنهائي البطولة ، والغضب الرهيب الذي أصاب جمال الوالي وإنتقلت عدواه سريعا لقيادة الاتحاد العام سنعرف كيف يدير الوالي الاتحاد .
ولنا أن نتخيل بطولة ألغيت ، ونقل خبر الإلغاء سكرتير إتحاد الخرطوم للمسؤولين بالفريقين ( المريخ والنسور الذي أبعد بعد شكوي الخرطوم) ونشر الخبر في الصحف ، هنا غضب الوالي ، ولا أحد يمكن أن يتوقع ماسيحدث عندما يغضب الوالي ، فهاج من هاج بالنيابة عنه وماج من ماج ، ما أكثر النواب والملكيين أكثر من الملك ، وكان علي رأس الهائجين والمائجين قادة الاتحاد العام ( رئيس .. سكرتير .. أمين مال ) التلاتة في يوم واحد صرحوا تصريح واحد ، أنقر سكرتير إتحاد الخرطوم مانكر وقال ماقلت .
المهم الكورة إتلعبت ، والمريخ شال الكأس من الخرطوم ، والخرطوم إشتكي لانه المريخ حسب لائحة المنافسة مفروض يشرك خمسة من الشباب قام أشرك تسعة وحددهم الخرطوم بالاسم والارقام ، لكن علي مين ؟ معقولة بس ياناس الخرطوم الوطني ، الإتحاد أصر عشان جمال يشيل الكاس أقصد عشان المريخ يشيل الكاس ، إنتو عايزين جمال يزعل تاني ؟ لغاية الوقت ده كنت قايل جمال الوالي الوحيد المتمكن ، لكن لقيت القصة فيها ناس وناس منهم بدوي الوزير ومدير الرياضة بوزارته محمد عثمان خليفة الحليف التاريخي لصلاح إدريس ، إكتشفت إنه ممكن ببساطة يقولوا مجلس الهلال غير موجود ، زي ماقالوا في التلفزيون وده كلام موثق ممكن يستفيد منه مجلس الهلال كدليل دامغ علي التدخل السياسي في الشأن الرياضي في شكواه للفيفا ، هذا مايخص الفيفا ، لكن مايخص المؤسسات العدلية الحكومية التي يفترض أنها مستقلة ، كيف تسمح هذه المؤسسات بمثل هذه التصريحات ، والوزارة حسب القانون لاتستطيع أن تفتي وتصدر قرار مالم تكتمل مراحل التقاضي ، ومراحل التقاضي لم تنته والدليل أن المفوضية الولائية التي أصدرت قرار عدم شرعية المجلس مثلت أمام المحكمة الإدارية التي إستدعتها بعد الطعن المقدم من المحامي الفاتح مختار ، وطلبت ذات المفوضية مهلة إسبوع للرد .
ده في القانون يعتبر تدخل في إستقلال القضاء ، ويفترض أن تحذر المؤسسات العدلية الوزير وحليف صلاح إدريس من الإدلاء بمثل هذه التصريحات لأنهما ليسا طرفا في القضية ، وده السؤال يابدوي إنت طرف في القضية ؟ وذات السؤال لحليف صلاح إدريس التاريخي مدير الرياضة بالوزارة ، الملهاة ومهزلة المهازل في هذه القضية أن لايحمل أي صفة قانونية تجعله طرفا في القضية ، ولكنه تدخل ، وصرح وأعلن نهاية المجلس ، وأجري إتصالات لتعيين لجنة تسييير ، حددها في الحوار التلفزيوني ب30 شخصية إعتذر منهم ثلاثة ، وقال ماقال عن إقتراب التعيين وإعلان اللجنة ، خلق كل هذه البلبلة وألغي وجود مجلس شرعي مازال يتابع قضيته عبر القنوات القانونية . السؤال الأهم في تقديري هل نعيش في دولة قانون أم دولة يحكمها مزاج التنفيذيين؟ إذا كنا في دولة قانون كيف يسمح القضاء لبدوي الوزير بالتدخل في صميم إختصاصاته ، وكيف يسمح لحليف صلاح إدريس ؟ لاحظ يابدوي بقوانين الحكومة وإستقلال القضاء أنت تؤثر علي سير العدالة في قضية لم تحسم بعد وأنت المسؤول عن البلبلة وعدم إستقرار نادي الهلال . والمضحك أن قوانين الحكومة إتفقت في هذه المرحلة مع قوانين الفيفا علي أنك طرف تالت وجسم غريب . ننتظر عدالة القضاء لايقاف بدوي الوزير وحليف صلاح إدريس ومنعهما من التدخل .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]

 

آراء