مزحة برقو ودليل تخلفنا

 


 

كمال الهدي
1 September, 2021

 

تآمُلات
. أقام إعلام المريخ وبعض أنصار النادي الأحمر الدنيا ولم يقعدونها بسبب مزحة من رئيس لجنة المنتخبات برقو لمرشح رئاسة نادي المريخ حازم مصطفى.

. لا أنكر أن مزحة برقو بدت ثقيلة وهو يقول لحازم أن عيبه الوحيد أنه مريخابي.

. ولا أتفق مع من قارنوا المزحة بعبارات شبيهة نطق بها مشجعون، إعلاميون أو حتى إداريون في أحد الغريمين.

. فللرجل وضعية خاصة كعضو إتحاد كرة ومسئول عن المنتخبات الوطنية.

. كما أن المقام نفسه ما كان يسمح بمثل هذا النوع من المزاح طالما أنهم في الاتحاد قبلوا تبرع حازم للمنتخب بتلك الطريقة غير المقبولة.

. لكن مهما يكن فقد أكدت هذه الحادثة على تخلفنا المخيف في هذا المجال تحديداً أكثر من غيره.

. وسبب هذا التعامل المتخلف مع كل ما له علاقة بالكرة هو تغليب العاطفة على العقل من قبل الكثيرين.

. فقد هاج الإعلام المريخي لمجرد مزحة ثقيلة من برقوا ولم يتركوا له جنباً ينام عليه.

. وبلغت الهجمة الشرسة على رئيس لجنة المنتخبات مستويات غاية في التخلف والعنصرية البغيضة.

. والغريب في الأمر أنهم تجاوزوا لبرقو فيما مضى الكثير من النواقص والأخطاء الجسيمة.

. فقد سعى برقو علي الدوام لتلميع نفسه عبر دعم المنتخب.

. أحاط الرجل نفسه بجوقة من (المطبلاتية)، وفتح الصحيفة التي يفترض أن تدعم المنتخب لأقلام هشة وضعيفة لمجرد أنهم يوالونه ويسبحون بحمده.

. وتعامل مع المنتخب كمملكة تخصه وحده وتدخل في عمل الجهاز الفني.

. وارتكب أخطاء بروتوكولية شنيعة.

. وقبل التبرعات للمنتخب حتى من حازم نفسه بطريقة لا تليق بمنتخب البلد.

. إلا أن كل ما تقدم لم يحرك ساكناً في حملة أقلام لا يهمهم سوى إرضاء مشجعي ناديهم.

. و في اليوم الذي لامس فيه برقو وتر العاطفة رأينا وقرأنا العجب.

. لن تقوم لكرة القدم السودانية قائمة في ظل مثل هذا الفهم القاصر والهموم الصغيرة.

. ما لم نكبر عقولنا ونصبح أكثر موضوعية في أحكامنا لن نهنأ بعالم سعيد لا في مجال الكرة ولا في غيره من المجالات.

. لكن كيف تكبر العقول وهناك من دعوا لاعبي المريخ للتمرد على منتخب البلد بسبب غضبهم من برقو وكأني بهم يختزلون وطناً كاملاً في شخص إداري تولى شأن منتخباتنا الوطنية في واحدة من غفلاتنا المعهودة.

. لا يروق لنا أسلوب برقو ولا غيره من مسئولي اتحاد الكرة، لكن ليس معنى ذلك أن ننتظر قضية صغيرة لكي (نفش غبينتنا) فيه.

. فما تعانيه كرة القدم السودانية أكبر بكثير عن مثل هذه القضايا الهامشية.

. فعودوا إلى رشدكم يرحمكم الله عسى ولعل أن ينصلح حالنا المائل.

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء