مسرحية استبدال حمدوك لأمناء الولايات الذين عينهم البرهان

 


 

 

ثلاث أسابيع مرت على اتفاق (البرهان +حمدوك)، دون ان يتمكن حمدوك من تشكيل حكومته التكنوقراطية التي وعد بها الشارع السوداني. ويبدو ان من خلف تأخير تشكيل الحكومة مشكلات معقدة تصعب على الانقلابي حمدوك حلها لترى حكومته النور.
ولأن حمدوك فشل في حلحلة المشكلات التي تعيق تشكيل حكومته، كان لابد له ان يلجأ الى تطبيق قاعدة في العمل السياسي تقول: يجب الا تبدو ضعيفا امام خصمك ولو بالهروب الى الامام بدلا من التراجع الى الخلف وإصلاح الخطأ.
حمدوك بدل ان يواجه السودانيين بحقيقة فشله في إيجاد أرضية سياسية مشتركة تخرج البلاد من ورطة الانقلابيين، لجأ الى ممارسة الاستهبال والاستغفال السياسي، باستبدال القائمين بأعمال أمناء الولايات الذين عينهم قائد الانقلاب. حيث قال خبر لوكالة "رويترز"، ان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، استبدال جميع القائمين بأعمال أمناء الولايات الذين عينهم القائد العام للجيش بعد انقلاب أواخر تشرين الأول/ أكتوبر.
وجاء في وثيقة نشرتها الوكالة أنه ”بناء على توجيهات رئيس الوزراء السوداني، وزيرة الحكم الاتحادي تعفي الولاة ”أمناء الولايات“ الثمانية عشر الذين عينهم القائد العام للجيش بعد انقلاب 25 أكتوبر وتكلف أمناء عاميين جددا (بإدارة) الثماني عشرة ولاية في السودان وبينهم العاصمة الخرطوم".
الاجراء الذي قام به حمدوك، لا يعدو كونه ذر الرماد في العيون، ومحاولة يائسة لاستباق التظاهرات المليوناتية في قادم الأيام، وهو بهذه الخطوة انما يهرب إلى الأمام لتجنب الاضطرار إلى التعرف على أخطائه ومواجهتها.
الشارع السوداني قد حسم موقفه من الانقلاب ومن اتفاق (البرهان +حمدوك) من زمن، تحت شعار "لا تفاوض لا شراكة لا شرعية". فليستبدل حمدوك كل الذين عينهم قائد الانقلاب بآخرين من (عنده)، ويعين ولاة وحكام ومدراء جامعات جدد وولخ، من (عنده) أيضا، فإن الشارع لا يعرّ اهتماما لهذه التعيينات العبثية، لأن حمدوك بالنسبة له أصبح من الماضي المنسي..

bresh2@msn.com

 

آراء