مسلسل السأم السياسي
عمر العمر
18 March, 2023
18 March, 2023
المفاوضون للعسكر باسم الشعب ،إما انهم لا يتمتعون بدربة التفاوض ،أو انهم لا يدركون حجم المأزق الحياتي المستحكم حيث يكابد الشعب في معيشه وتطبيبه. إما انهم مجردون من الاثنين معاً ؛الدربة والإدراك .أم لم هذا المسلسل التراجيدي المسمى التفاوض يبدو كأن لا نهاية له. المؤتمر الصحافي الأخير للمفاوضين بثّ كثيرا من الإحباط دونما تحريض على دفقة نفاؤل كما أُريد منه. فخلاصة المُعلن عنه هو استمرار لعبة التفاوض .فهناك لايزال ثمة لجنة من المفترض تشكيلها بغية إعداد اتفاق نهائي توقع عليه الأطراف الموقعة على الاتفاق الاطاري!.إذاً ماذا كان على موائد التفاوض طيلة الشهور الفائتة؟!اذا كانت السياسة هي فن إدارة المجتمع كما يقول استاذنا الغائب الحاضر منصور خالد فان الديمقراطية هي فن التسوية لكن يجب التذكير بان التسوية لا تتم بالتراضي مع من يريد أن يكون حانوتي الثورة
*****
كل الإجابات التوضيحية في شأن تبرير كل ذلك الزمن المستنزف لن تكون موازية للإقناع في موازنة تغييب الدولة. بل اكثر من ذلك تغييب الشعب! الآن الضجر يحل مكان الرغبة في المتابعة أكثر من أي وقت مضى . الضغوط الحياتية تعصف بأي بارقة أمل لجهة بلوغ نهاية وشيكة سعيدة لمسلسل التفاوض ذي اللانهاية. بعد كل حين وآخر يخرج من وراء جدر الصمت من يعلن عن الانتقال الى مرحلة تفاوض جديدة. الجميع يستعيد حكاية دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت! نعم من الممكن دوماً البدء مجدداً لكن من المهم دائما التقدم إلى الامام. فالسأم بات يغسل الجميع ؛المفاوضين والنظّارة من الرأس إلى القدم وفق تعبير الشاعر المصري صلاح عبد الصبور.
*****
كل بنات وأبناء الشعب يدركون كم التشققات داخل كتلة التفاوض .لذلك كلهم يعلمون ان البشارة بصوغ بيان نهائي ليست قابلة للرهان عليها في زمن وجيز .ذلك واقعٌ يسقيه نهر التفاوض المنسرب بلا تيار أو إلى مصب محدد التوقيت إن كانت ثمة وجهة مستهدفة! فكل مرحلة تفاوض تستولد طبوغرافيتها بتضاريسها مثلما تجمَع اشتاتها التفاوضية! الكلام عن تعقيدات المرحلة حقيقة يدركها الجميع لكن مهارات القيادات تتبدى في قدراتها على تفكيك تلك التعقيدات من اجل إخراج الشعب ، الدولة والوطن من المحنة. المستطالة عوضاً عن التلكؤ المستطاب على طريقة دخلت نملة وأخذت حبة ولعلها تخرج .
*****
لئن لم تظل المفاوضين قلة الدربة و الإحساس بأزمة المواطن فلا منجاة من الاتهام بالانقياد إلى مخطط شرير مرسوم يستهدف إطالة مسلسل التفاوض إلى توقيت تنفيذ مخطط أكثر شراً.فثمة أطراف تبدو هانئة بإبقاء العملية السياسية داخل هذه الحلقة العتمة. مايعزز هذه القرآة حديث المفاوضين أنفسهم عن وجود قوى مغايرة تتربص بغية الانقضاض على المرحلة الانتقالية برمتها. هذا الحديث وحده يستدعي تحريك دولاب التفاوض بسرعته القصوى، إذ ليس ثمة سبيل أقصر من أجل إجهاض ذلك التربص سوى تسريع استلام مفاتيح الدولة ومن ثم إعادة هيكلة بناها ومؤسساتها. تلك غاية عليا لا يمكن. إنجازها دون وحدة صلبة بين قوى الثورة.
*****
وطنية المفاوضين ليست محور سؤال .سلامة نواياهم ليست محط شك. التباطؤ في الانجاز مصدر قلق مشروع .هناك فئات تطحنها الأزمة .ثمة أطراف تفيد من تغييب الدولة اذ تنغمس في نهب خيرات الوطن .هناك مشروع تخريب ممنهج قيد التنفيذ. ثمة مخطط شرير تجاوز الإعداد رهن التوقيت .لكن محور التساؤل الساخن يتجسد في مدى قدرة هذه القيادات على العمل بيد موحّدة من أجل دفع العملية السياسية برمتها إلى خط أهدافها بالسرعة المرتجاة .فكما قالت الروائية التشيلية إيزابيل الليندي (نحن نعرف قوتنا حينما نستدعي القوة الكامنة في أعماقنا ) وليس ثمة ظرف اكثر الحاحاً على تلك القيادات لاستدعاء كل قواها .هذا زمن الحق الضائع وفق رؤية عبد الصبور
*****
ربما ليس خطأ القول ليس كذلك من مرحلة تعلو فيها المصالح العليا من المرحلة الراهنة لكثرة تعقيداتها وتباين تشابكات اللاعبين فيها. لكن لا خلاف البتة على إعلاء المصالح الوطنية العليا فوق كل رغائب الساسة ، طموحات أهل السلطة واطماع مراكز القوى. لسوء الطالع انهم ادنى القيادات عتادا إبان إحدى اكثر المنحنيات السياسية ارتباكا في تاريخنا المعاصر. حالنا اقرب ما يكون إلى حال أهل الكوفة حينما قال فيهم عمر بن الخطاب(ما يرضون بأمير ولا يرضاهم أمير).لقاء حزبي الأمة والشيوعي -مثلا-مرحّبٌ به في كل زمان إلا في توقيته الأخير فليس ثمة حدٍ أدنى من التوافق بين برمة والخطيب في شأن الثورة ليس الراهنة بل منذ استل محمد احمد المهدي سيفه في وجه الطغيان!
aloomar@gmail.com
*****
كل الإجابات التوضيحية في شأن تبرير كل ذلك الزمن المستنزف لن تكون موازية للإقناع في موازنة تغييب الدولة. بل اكثر من ذلك تغييب الشعب! الآن الضجر يحل مكان الرغبة في المتابعة أكثر من أي وقت مضى . الضغوط الحياتية تعصف بأي بارقة أمل لجهة بلوغ نهاية وشيكة سعيدة لمسلسل التفاوض ذي اللانهاية. بعد كل حين وآخر يخرج من وراء جدر الصمت من يعلن عن الانتقال الى مرحلة تفاوض جديدة. الجميع يستعيد حكاية دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت! نعم من الممكن دوماً البدء مجدداً لكن من المهم دائما التقدم إلى الامام. فالسأم بات يغسل الجميع ؛المفاوضين والنظّارة من الرأس إلى القدم وفق تعبير الشاعر المصري صلاح عبد الصبور.
*****
كل بنات وأبناء الشعب يدركون كم التشققات داخل كتلة التفاوض .لذلك كلهم يعلمون ان البشارة بصوغ بيان نهائي ليست قابلة للرهان عليها في زمن وجيز .ذلك واقعٌ يسقيه نهر التفاوض المنسرب بلا تيار أو إلى مصب محدد التوقيت إن كانت ثمة وجهة مستهدفة! فكل مرحلة تفاوض تستولد طبوغرافيتها بتضاريسها مثلما تجمَع اشتاتها التفاوضية! الكلام عن تعقيدات المرحلة حقيقة يدركها الجميع لكن مهارات القيادات تتبدى في قدراتها على تفكيك تلك التعقيدات من اجل إخراج الشعب ، الدولة والوطن من المحنة. المستطالة عوضاً عن التلكؤ المستطاب على طريقة دخلت نملة وأخذت حبة ولعلها تخرج .
*****
لئن لم تظل المفاوضين قلة الدربة و الإحساس بأزمة المواطن فلا منجاة من الاتهام بالانقياد إلى مخطط شرير مرسوم يستهدف إطالة مسلسل التفاوض إلى توقيت تنفيذ مخطط أكثر شراً.فثمة أطراف تبدو هانئة بإبقاء العملية السياسية داخل هذه الحلقة العتمة. مايعزز هذه القرآة حديث المفاوضين أنفسهم عن وجود قوى مغايرة تتربص بغية الانقضاض على المرحلة الانتقالية برمتها. هذا الحديث وحده يستدعي تحريك دولاب التفاوض بسرعته القصوى، إذ ليس ثمة سبيل أقصر من أجل إجهاض ذلك التربص سوى تسريع استلام مفاتيح الدولة ومن ثم إعادة هيكلة بناها ومؤسساتها. تلك غاية عليا لا يمكن. إنجازها دون وحدة صلبة بين قوى الثورة.
*****
وطنية المفاوضين ليست محور سؤال .سلامة نواياهم ليست محط شك. التباطؤ في الانجاز مصدر قلق مشروع .هناك فئات تطحنها الأزمة .ثمة أطراف تفيد من تغييب الدولة اذ تنغمس في نهب خيرات الوطن .هناك مشروع تخريب ممنهج قيد التنفيذ. ثمة مخطط شرير تجاوز الإعداد رهن التوقيت .لكن محور التساؤل الساخن يتجسد في مدى قدرة هذه القيادات على العمل بيد موحّدة من أجل دفع العملية السياسية برمتها إلى خط أهدافها بالسرعة المرتجاة .فكما قالت الروائية التشيلية إيزابيل الليندي (نحن نعرف قوتنا حينما نستدعي القوة الكامنة في أعماقنا ) وليس ثمة ظرف اكثر الحاحاً على تلك القيادات لاستدعاء كل قواها .هذا زمن الحق الضائع وفق رؤية عبد الصبور
*****
ربما ليس خطأ القول ليس كذلك من مرحلة تعلو فيها المصالح العليا من المرحلة الراهنة لكثرة تعقيداتها وتباين تشابكات اللاعبين فيها. لكن لا خلاف البتة على إعلاء المصالح الوطنية العليا فوق كل رغائب الساسة ، طموحات أهل السلطة واطماع مراكز القوى. لسوء الطالع انهم ادنى القيادات عتادا إبان إحدى اكثر المنحنيات السياسية ارتباكا في تاريخنا المعاصر. حالنا اقرب ما يكون إلى حال أهل الكوفة حينما قال فيهم عمر بن الخطاب(ما يرضون بأمير ولا يرضاهم أمير).لقاء حزبي الأمة والشيوعي -مثلا-مرحّبٌ به في كل زمان إلا في توقيته الأخير فليس ثمة حدٍ أدنى من التوافق بين برمة والخطيب في شأن الثورة ليس الراهنة بل منذ استل محمد احمد المهدي سيفه في وجه الطغيان!
aloomar@gmail.com